ينكب مهنيون في مجال التعمير، على مدى يومين، أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، بالرباط على دراسة عوامل تطور وتحول الممارسات التعميرية في المدن الإفريقية والشرق أوسطية .
وتركزت مناقشات المشاركين في ندوة دولية حول مهن التعمير في إفريقيا والشرق الأوسط، المنظمة بمبادرة من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وبشراكة مع مؤسسات مغربية أخرى، أساسا على التعمير في سياق التحولات المناخية وإكراهات العالم المعاصر، والتكوين والبحث الملائمين لهذه المهن.
وأشار مدير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير، عبد العزيز عديدي، إلى أن الندوة تطمح إلى تسليط الضوء على مهن التعمير، موضحا أنه ستتم مناقشة الموضوع أيضا في ضوء التحولات التي تعرفها المدن المغربية والعالمية.
وأضاف أن المشاركين في اللقاء سيبحثون دور مهني التعمير في زمن العولمة والتحولات المناخية وكذا إعادة بناء العديد من المدن التي دمرتها الحروب والنزاعات.
من جهتها، أبرزت مديرة مدرسة الهندسة المعمارية بالجامعة الدولية للرباط، إيمان بناني، أهمية مهن التعمير والممارسات التعميرية في بناء مدن المستقبل، مشيدة بانبثاق العديد من المشاريع العمرانية الكبرى بالمغرب والتي تطمح إلى الحداثة.
كما استعرضت دور المدارس والمعاهد الوطنية لتكوين معماريين قادرين على رفع مختلف التحديات التي يواجهها التعمير في السياق الوطني، والمرتبطة أساسا بالاستدامة والسياسة الترابية الحضرية ورهانات التنقل والحركية.
وأبرز مدير معهد الدراسات الإفريقية، يحيى أبو الفرح، من جهته، أن اللقاء يعد قيمة مضافة للنقاش حول سبل ملاءمة المدن المغربية مع الواقع الجديد والتحولات السياسية والمجالية في إفريقيا والشرق الأوسط، مضيفا أن إفريقيا تشهد “تطورا خجولا” لكنه تطور حقيقي، يرتبط أساسا بالتهيئة الترابية والتوازنات بين الوسطين القروي والحضري، مما يتطلب إرساء رؤية استشرافية حقيقية تأخذ بعين الاعتبار تكيف المدن بإفريقيا والشرق أوسطية مع التحولات العمرانية العالمية العميقة.