نصب الاستقلال في لومي: منجز يرمز لانعتاق الشعب الطوغولي

0 367

أيها الشعب الطوغولي، بإيمانك وشجاعتك أمكن لأمة أن تولد”.. بهذه العبارة المنقوشة على شاهد مثبت على النصب التذكاري لاستقلال طوغو بالعاصمة لومي، تطالع هذه المعلمة التي تعد منجزا ذا دلالة رمزية قوية زوارها.

وتم تشييد هذا النصب على مستوى الحي الإداري بمدينة لومي، بعد فترة وجيزة من استقلال البلاد سنة 1960، وهو يشكل منجزا يرمز لانعتاق الشعب الطوغولي من نير الاستعمار الفرنسي.

ويعود شرف بناء هذا النصب التذكاري الأصيل للفنان جورج كوستير، وذلك بعد مسابقة عرفت منافسة قوية، وذلك بمساعدة المصممة دجاتو مونسيلا وفنان طوغولي شاب يدعى بول أهيي، والذي أصبح فيما بعد أشهر رسام ونحات في البلاد.

ودشن هذه المعلمة التي باتت تمثل المشهد الحضري لمدينة لومي، الوزير الأول لطوغو، سيلفانوس أولمبيو، بعد الإعلان عن استقلال البلاد، في 27 أبريل 1960.

وفيما يخص شكل هذا النصب، يقول بول أهيي، أحد المشاركين في إنجاز هذا العمل، إن المصممين “اختاروا جدارا من الاسمنت يخترقه تجويف على شكل رجل رافع يديه في الهواء بشكل يوحي بأنه كسر قيودا وتحرر. هذا الرجل يمثل الشعب الطوغولي”.

وعلى حواف الجدار، قام مصممو هذه المعلمة بتثبيت ألواح زجاجية “لإضفاء جمال على هذه الكتلة الخرسانية ليلا ونهارا. وقبالة هذا الجدار تم وضع مجسم امرأة تحمل في إناء شعلة الاستقلال التي يتم إشعالها فقط عشية الأحداث المهمة بالبلاد.

وبالنسبة لمونسيلا دجاتو، وهي واحدة من مصممي هذا العمل، فإن “المقعد الذي تجلس عليه المرأة التي تحمل الشعلة، هو من نوع المقاعد التي كان يتم نحتها فقط بمناسبة حفل زفاف أميرة من الأميرات بمنطقة باسار” بالطوغو.

وحسب مصمم النصب، فإن “حدث الاستقلال كان حدثا سعيدا مثل حفل زفاف. وكما الأميرة التي تجلب معها الفرح والسعادة إلى بيتها الجديد، فإن المرأة التي البارزة في النصب تجلب النور الذي سينير المسيرة الجديدة للشعب الطوغولي. ولهذا السبب تم إدخال هذا المقعد في تصميم النصب”.

وحسب مديرة التراث الثقافي في طوغو، السيدة لوسي تيدجوغونا، فإن هذا النصب يشكل أحد أشهر المواقع في العاصمة لومي، وهو يستمد خصوصيته من كونه ذا حمولة تاريخية قوية. إنه نصب تذكاري تاريخي.

وقد أضحى هذا النصب محطة لا محيد عنها بالنسبة لزوار العاصمة الطوغولية. فمن أجل زيارة مدينة لومي، وبعد عبور السوق الكبير، فإنه من الضروري المرور من ساحة الاستقلال، وهي مكان جميل تحيط به مساحات خضراء، تطل على قصر المؤتمرات.

وبذلك، تعطي هذه المعلمة، التي أضحت شعارا لمدينة لومي، بعدا آخر تاريخيا لهذه الساحة التي تتمتع بشعبية كبيرة لدى ساكنة المدينة وزوارها.

قد يعجبك ايضا

اترك رد