هشام أمال في ” ميلوديا المورفين”: ملامح رؤية سينمائية واعدة

0 852

يوقع فيلم ” ميلوديا المورفين” لهشام أمال الذي عرض مساء أمس الاربعاء بطنجة في إطار مسابقة المهرجان الوطني للفيلم، شهادة ميلاد تجربة سينمائية متميزة وواعدة.

لغة سينمائية تعكس مجهودا محترما في البحث والاجتهاد، جرأة في تجريب أشكال جديدة للسرد الفيلمي، فضلا عن الاشتغال على موضوع يكاد يكون غير مطروق في فيلموغرافيا السينما المغربية. قد لا يكون الفيلم من النوع الذي يلبي أفق انتظار الجمهور الواسع، لكنه أثار انتباه النقاد إلى رؤية سينمائية أصيلة وعميقة، كما بدا ذلك في جلسة مناقشة الفيلم، التي أعقبت العرض.

يتمحور موضوع ” ميلوديا المورفين” ( 80 دقيقة) حول معاناة الفنان في بحثه المضني والدائم عن تجاوز ذاته من خلال ترصد تلك النغمة النادرة التي يتحقق فيها شرط الإبداع الخلاق والخالد.

يغوص العمل من خلال سيرة فنان موسيقي، لعب دوره باقتدار الفنان هشام بهلول ( سعيد الطاير)، في العوالم الذهنية والنفسية المتوترة للفنان، في علاقته بالذاكرة التي يفقدها إثر حادثة سير، وأساسا بالألم كمصدر عجيب للإلهام، ذلك أن العنصر المحرك للمادة الدرامية يصبح هو والد الفنان ( الذي أدى دوره حسن بديدة)، المريض والذي يملأ البيت صراخا لا ينقطع. هذا الصراخ يغدو منهلا لكتابة سمفونية عبقرية لطالما حلم بها عازف الكمان البارع. بوفاة الأب، ينحبس الابداع من جديد، وعلى خطى العديد من كبار مبدعي الادب والفن في التاريخ الانساني، ينزاح الفنان تدريجيا نحو الوقوف على مشارف الموت، انتحارا.

يعتمد هشام أمال، في فيلمه الطويل الأول، كتابة سينمائية طافحة بالتجريب لكنه اختار توزيع مقاطع الفيلم على شكل فصول رواية كلاسيكية، انسجاما مع اشتغاله على أجواء وأشكال كتابة السمفونية في الموسيقى الكلاسيكية. يتلاعب بالألوان لصنع عوالم نفسية متوترة، يوظف كثيرا مقاطع موسيقية لأشهر المؤلفين الموسيقيين، ويستدعي الوثائقي لإغناء الحكي.

يذكر أن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في المهرجان الوطني للفيلم تعرف مشاركة 14 فيلما طويلا تعكس تنوع مرجعيات ورؤى السينمائيين المغاربة بمختلف أجيالهم.

قد يعجبك ايضا

اترك رد