بقلم : هشام الدكاني من
إن ما أصاب الكثير من أفراد المجتمع من بعد عن قيمهم وأخلاقهم ، كان هو السبب الجوهري في ٱنحدارهم نحو الهمجية الممنهجة من الآخر ، وتقليده تقليدا لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم… ٱنصياع وٱتباع تام لما يفعله من دون تفكير أو تحليل أو تعليل.
فقد ساد ذلك الأسلوب في كل الأوساط وعلى كل الأصعدة
بين المثقفين و من دونهم ، في العشوائيات وحتى بين قاطني الأحياء
نلقى بالكلمات جزافا دون ٱنتباه و بدون أدلة أو براهين ، نرد بالأسوء على الحسن بدون وجه حق!
اللعنة باللعنات حتى فقدنا بكاره ألسنتنا التي ولدنا بها ، كم من الأوقات نهدرها في الهجوم عن بني أجناسنا؟
فهذا يهلل بٱسم فلان ويسبح بحمده ويقدسه!
وهذا يسب نفس فلان في عرضه ،علمه ، دينه وحتى ذويه لمجرد الخلاف!
أصبحنا نعيش في عالم بلا حياة ، وأناس كأشباح تملأهم الضغائن وحالنا اليوم على أسوء ما يكون من قلة الأخلاق.
لم أعهد منذ مهدي عهدا ينم عن فساد الأخلاق وبيعها في مزاد رخيص مثل هذا العهد ، لكن هذا عهدنا ، يا من نبحث عن الرقى وعن التحضر بمختصر الطرق لنفقد بعدها أسمى وأنبل سماتنا البشرية ألا وهي الأخلاق .
أبدعنا في إيجاد المبررات التي تخولنا تدمير كل قواعد الأخلاق ، خالفنا كل التعاليم الدينية الإنسانيه وحتى العقلية ، أصبحنا نتصيد الأخطاء ونقلد أنفسنا درجات لننصب أنفسنا محامين ، قضاة وجلادين في نفس ذات الوقت ، نصدر أحكامنا على من نشاء…
نبجل من نشاء…
ندين من نشاء…ونهاجم من نشاء
دون مراعاة لحقوق ومشاعر الآخرين.
إن الأخلاق اليوم بحاجة إلى (أخلاق) مكانها القلب مرتبطة بالعقيدة تعظم الإسلام وتأخذ بمنهجه وهذا هو منقذنا مما نتخبط فيه اليوم.
إننا نعيش أخلاقا غريزية فطر الله عليها الناس وكثير منها تلوث ، لذا مطلوب أخلاق جديدة تقوم على أسس دينية محضة.
فأكبر قضية غفلت عنها مجتمعاتنا هي الأخلاق!!!
ولن تقوم لنا قائمة إلا بتعديل المسار نحو الأخلاق الحقة.
آن الأوان أن نزرع شجرة الأخلاق لنحصد النتائج في مجتمعاتنا التي فقدت القدوة ، ولنتذكر أن فاقد الشيء لا يُعطيه!
إن الانسان بحاجة الى وقفة ضمير ومبادئ صادقة حتى يكون إنسانا قويما ينفع مجتمعه ويخدم ما يدور حوله ، لذلك أطالب بمحاربة بيع الأخلاق لأن السكوت عليها جريمة في حق الإنسانية جمعاء.