“المدينة الإسلامية، نموذج القرون الوسطى” في صلب نقاشات أكاديمية المملكة المغربية

0 721

 شكل موضوع “المدينة الإسلامية، نموذج القرون الوسطى”، محور ورشة التاريخ، التي نظمتها أكاديمية المملكة المغربية، اليوم الخميس بالرباط، في إطار الندوة الدولية حول المدينة في العالم الإسلامي.

وشكلت أشغال الندوة الدولية حول موضوع “المدينة في العالم الإسلامي، المنطلقات والتحولات”، مناسبة للانكباب على دراسة تاريخ المدينة الإسلامية في العالم العربي – الإسلامي في العصور الوسطى، من خلال مداخلات لثلة من الأكاديميين والباحثين المغاربة والأجانب.

وبهذه المناسبة، أكدت ماريا خيسوس فغيرا مولينس، عضوة الأكاديمية الملكية للتاريخ في مدريد (إسبانيا)، خلال عرض لها تحت موضوع “المدينة والسلطة، إشبيلية عاصمة الموحدين”، أن الموحدين جلبوا إلى “مدينة إشبيلية”، تراثا مهما كان له ثقل على تاريخ هذه المدينة، المرموقة أصلا منذ العصور القديمة والمتميزة بموقعها وخصائصها الطبيعية.

وأبرزت الخبيرة أن “إشبيلية شهدت من القرن السادس إلى غاية القرن الثاني عشر سلسلة من التحولات الأساسية على المستويات العمرانية والأثرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية”، مشيرة إلى أن هذه التحولات تعكس التأثير الحاسم للسلطة على الوجهات الحضرية.

وفي هذا الصدد، سلطت السيدة فغيرا مولينس الضوء على الوظائف الحضرية البارزة لمدينة إشبيلية خلال عهد الموحدين، ومنها أساسا السياسية والإدارية والدينية والقانونية والاقتصادية والثقافية.

من جانبه، سلط عالم الإثنوغرافيا والجغرافيا والاجتماع – الاقتصاد، غريغوري لازاريف، خلال عرضه حول ” البكري، التمدين في المغرب خلال العصور الوسطى”، الضوء على عمل الجغرافي والمؤرخ المسلم البكري، الذي يعد، بحسبه، مرجعا رئيسيا لوصف جغرافية المغرب الكبير في متم القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر.

كما سجل السيد لازاريف أن السمة الأولى للجغرافي الكبير البكري لتمييز مدن المغرب الكبير، في تلك الحقبة، ليست سوى مسألة “الدفاع”، على اعتبار أنه على سبيل المثال فإن ما يقرب من 60 مدينة كانت، في تلك الفترة، محاطة بأسوار.

وأشار الخبير إلى أن “وجود هيئة تقريرية + جماعة + في 56 مدينة يشكل السمة الثانية للبكري”، مشيرا إلى أن المعيار الثالث يتمثل بشكل خاص في البعد الحضري، مع وجود حمامات عامة.

من جهته، قال خوسيه أنطونيو غونزاليس ألكانتود، أستاذ جامعي (إسبانيا)، في عرض له حول “مدينة غرناطة المسلمة على محك الحداثة الأوروبية 1840-2000″، أن مدينة غرناطة تميزت تاريخيا بماضيها وإرثها، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمدينة “مسلمة” بشكل أساسي، والتي قامت، منذ تأسيسها، بتطوير تخطيط عمراني نموذجي للمدينة المغاربية.

كما أشار الأستاذ إلى الجدل الذي أثاره الكتاب وعلماء الآثار أمثال لويس سيكو دي لوسينا ومانويل غوميز مورينو أو أنخيل غانيفيت الذين كانوا مهتمين بالمدينة “المشرقية” والتطور العمراني الكلاسيكي لهذه الأخيرة، والمتأرجح بين التدمير والمحافظة.

يذكر بأن هذه الندوة الدولية، التي تنظم بالتعاون مع مجلة (هيسبريس-تمودا) الصادرة عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تجري في شكل أوراش متوازية حسب التخصصات، حيث ينطلق كل ورش بإلقاء محاضرات عامة. وتتناول هذه الأوراش مواضيع تهم “البحوث الأثرية الخاصة بالمدينة الإسلامية”، و”الجغرافيا والتعمير والاقتصاد والهندسة المعمارية”، و”تاريخ المدينة في العالم الإسلامي”.

وتشكل هذه الندوة، التي تنظم على مدى ثلاثة أيام، فرصة لتنظيم نقاش يعرض من خلاله المشاركون إسهاماتهم العلمية، التي ستصدر في عدد خاص من المجلة المذكورة حول المدينة في العالم الإسلامي.

قد يعجبك ايضا

اترك رد