خطاب المسيرة الخضراء..مرحلة جديدة نحو إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار المباشر والبناء مع الجزائر (باحث)

0 933

اعتبر الباحث الأكاديمي عز الدين خمريش أن الخطاب السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم أمس الثلاثاء بمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء، يشكل مرحلة جديدة في إطار سياسة المملكة الخارجية مع الجزائر، بالانتقال من مرحلة التعبير عن حسن النية والإرادة السياسية لتجاوز الخلافات القائمة إلى الدعوة إلى إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار المباشر والبناء بين الجانبين.

وقال خمريش، رئيس مركز الدراسات والأبحاث السياسية والاستراتيجية لشؤون وقضايا الصحراء في تصريح بالمناسبة لوكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الأربعاء، أن هذه الخطوة الجديدة، التي عبر عنها جلالة الملك في خطابه أمس، تهدف بالأساس إلى “تمتين جسور التواصل والتعاون، وتجاوز حالة الركود والجمود التي طبعت العلاقات المغربية الجزائرية ما يقرب من عقدين من الزمن”.

وأكد أن دعوة المؤسسة الملكية إلى حوار بناء ومباشر ستمكن من “تعزيز التنسيق والتشاور بين المغرب والجزائر في كل القضايا الخلافية، وذلك في إطار دبلوماسية ناعمة تقوم على سياسة اليد الممدودة للإخوان الجزائريين”.

وشدد، في هذا السياق، على أنه يتعين على الجزائر أن “تلتقط هذه الإشارات، وأن تحتكم إلى الرزانة والتعقل والنية الصادقة من أجل إرساء دعائم وأسس علاقات ثنائية أخوية متينة قائمة على الثقة المتبادلة والتضامن وحسن الجوار”.

وأضاف خمريش أن الوقت حان لنسيان الماضي والتوجه نحو المستقبل، مع استحضار المصالح الكبرى لشعوب المغرب العربي الكبير، مبرزا أن الجزائر ستربح الكثير مع المغرب أكثر مما خسرته وستخسره في تماديها ودعمها لكيان يفتقد لأدنى شروط وعناصر الدولة القائمة والمستقلة بغية التشكيك في الوحدة الترابية للمملكة.

وأشار الباحث إلى أن الخطاب الملكي “لم يكن خطابا عاديا أو مجرد كلام قاله رئيس الدولة في خطاب معين، إنما هو نظرية شاملة في حقل العلاقات الدولية متكاملة الأركان”، منوها إلى أنها انبثقت عن تجربة وتشخيص دقيق للأوضاع السياسية الإقليمية والجهوية والدولية، من أجل رسم معالم سياسة خارجية بنيوية تقوم على حماية وصيانة المصالح والقضايا الكبرى للمملكة.

ومن هذا المنطلق، يضيف خمريش، فإن المؤسسة الملكية في هذا الخطاب أبانت عن حنكة كبيرة في تدبير علاقات المغرب مع جيرانه، خاصة الجزائر التي تربطها بالمملكة مجموعة من القواسم والقيم المشتركة، ومنها وحدة اللغة والدين والتاريخ والمصير المشترك.

قد يعجبك ايضا

اترك رد