درب احيحان الشاهد على استقرار قبائل حاحة بمراكش.

0 361

مراد بولرباح

درب احيحان في حومة سيدي بنسليمان الجزولي؛ شاهد تاريخي على هجرة قبائل منطقة حاحة للإقامة في حيّ رياض العروس الكبير، والذي تفرعت عنه هذه الحومة الجديدة تدريجيا منذ نقل جثمان الجزولي إليها سنة 1541؛ أيّ 76 عاما بعد دفنه بأفوغال غداة موته بآسفي عام 1465…

ولنقل جثمان الجزولي قصة تستحق أن تروى، إذ أنها نتاج لفترة من القلاقل عاشها المغرب خلال أواخر عصر الدولة الوطاسية وبدايات قيام حركة الأشراف السعديين، وبه تقول كتب التاريخ أن ثائرا يسمى عمرو السياف كان يضع جثمان الجزولي في مقدمة جيشه خلال كل الحروب التي يخوضها، ثم يعيده إلى مدفنه بروضة أفوغال، وهو الحال الذي استمر طيلة عشرين سنة ترسخ فيها لدى قبائل حاحة اعتقاد قوي بأن السياف إنما كان ينتصر في كل معاركه التي خاضها بهذه البركة…

السلطان السعدي محمد الشيخ الذي حكم المغرب بين سنتيّ 1540 و1557 والذي قضى على الوطاسيين بالمغرب سنة 1554، سيقوم بنقل جثمان الجزولي من أفوغال إلى مراكش، لكن قبائل حاحة ستتبعه وتستقر في الحومة، كما ستقوم بمحاولات لحفر السور واختراقه بغية الوصول إلى جثمان الولي وإعادته إلى مدفنه الأصلي، مما حذا بالسلطان إلى ضرب تعزيز للسور من جهة الغرب سمي في وقت لاحق بقاع السور، كما قام بتعزيز موازٍ من قِبَل الجهة الشرقية للسور في حومة الزاوية العباسية المجاورة سمي تحت السور (الكبير والصغير)…

وقد ذكر الناصري في كتاب الاستقصا أن السلطان محمد الشيخ إنما قام بنقل جثمان الجزولي من مدفنه بأفوغال لأنه كان يخشى ثورة قبائل حاحة عليه، خصوصا مع الزخم الروحي والحالة النفسية والمعنويات العالية التي ستنتابها بوجود الجثمان معها تماما كما كان عليه الحال أيام عمرو السياف، كما أورد الناصري سببا ثانيا هو وجود كنز هائل من الذهب في روضة الجزولي بأفوغال.

قد يعجبك ايضا

اترك رد