رسالة مفتوحة من زكرياء شوقي المناضل السياسي بحزب جبهة القوى الديمقراطية.

0 1٬235

إلى الأخ الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية مصطفى بنعلي
سلام تام
وبعد :
إن الكمال لله وحده، وإن السياسة بحر، والعدل بر، واعلم أخي الأمين العام أن الرغبة والرهبة لا تصلحان إلا إذا قرنتا بالعدل.
والعدل من أصول السياسة، فهو مائها العذب الذي لا ينضب، والعدل هنا الإنصاف والمساواة.
إني أراسلكم، يا أيها الأخ الكريم، وكلي حسرة على ما آلت إليه أوضاع حزب الراحل المرحوم التهامي الخياري، لقد تشبثتم بالشتات وقررتم ركوب ما بدا لكم انه سليم، فضاع الميثاق وضاع معاه التنظيم. فبتنا لا ندري أين نحن ؟وماذا نفعل؟؟ والى ما نصبوا؟؟؟.
اعلم. وليعلم معك إخواننا وأخواتنا…. داخل حزب جبهة القوى الديمقراطية ، وهم من الشاهدين على ما أقول، إنه يوم توافقنا على أن نقبل طلبكم (مؤتمرات ومؤتمري المؤتمر الوطني السادس) كمشرح لمنصب الأمين العام بمؤتمر العيون ، كان توافقنا على اساس تعاقدي،. قوامه المصلحة العامة للحزب وبناء التنظيم وتفعيل الهياكل التقريرية للحزب، واتباع سبيل العدل والديمقراطية والثبات على الموقف، والعمل بالنظام العام المتفق عليه، وذلك خدمة للمصالح الحزب على أرض الواقع.
فأين أنتم من هذا؟؟
أخي ورفيقي مصطفى بنعلي، لقد تحملت المسؤولية وقبلت بالأمانة وهي مغلولة في عنقك، إنها أمانة حزب جبهة القوى الديمقراطية ، لقد قطعت عقد الأمانة ، وانكسر في عنقك وتناثرت جواهره، ولا أظن هذه الجواهر، إلا تلك الريحان من المناضلين الذين قرروا الخروج عن طريق الصمت بعد ما استنفذوا كل السبل منتفضين في وجه ما اسموه انحرافا عن الخط الصحيح والمسار الذي أسس من أجله هذا الحزب.
أخي الأمين العام، لقد حدثتك عن العدل الذي هو قوام السياسة فلم نرى منك عدلا يكفينا، حدثتك عن الأمانة وأنت الذي طلبتها، فلم تصنها.
لقد وعدت وتوعدت فلم تستطع كسر أغصان الزيتون التي وقفت شامخة مدافعة عن الحق مطالبة بالعدل.
أحببت أن أقول لك وأنت أول القائلين، إن الوعد والوعيد الصحيح السليم، هو الحث على العمل وبناء التنظيم والنضال مع المناضلين، والدفاع عن المواطنين، والإسهام في بناء الوطن وطلب ما فيه صالح البلاد والعباد. لقد وعدت فما وفيت وعدك وتوعدت فما أفلحت في وعيدك.
أخي أنت القيادة ونحن الرقابة، إن أردت وأردنا، اما ما دون ذلك فنحن سواء، لقد جعلت نفسك غريبا بيننا وجعلت الحزب غريبا عنك.
ليس من حكمة السياسي ولا من شيم الأمين العادل، ان يقابل مخالفيه ومعارضيه، بكثير من التكبر والغلظة وقطع سبل الحوار وعدم تقبل الاختلاف، بل وطرد كل من قال في وجه ممارساتك اللا ديمقراطية واللا عادلة.
لقد توصلت السيد الأمين العام، وأود ان تركز على هذه العبارة “السيد الأمين العام” كثيرا وتتمعنها لتعرف ماذا تعني ان غفلت ذلك.
لقد توصلت بمراسلة 21 فبراير وهي المراسلة التي أرسلها القيادي بالحزب الاخ سعيد جوان والتي تهم عديد الاختلالات المالية التي يعيشها الحزب.
وها نحن ننتظر جوابك، لكن لا جواب الا قرارات الطرد في حق كل من خالفك وكان له رأي غير رأيك.
وها نحن ننتظر انعقاد اجتماع المكتب السياسي حتى نرى ما قرره الأعضاء في قراراتك التي تتخذها لوحدك، وحتى نعرف موقفهم من مراسلة 21 فبراير والتي تعتبر ركنا من أركان الازمة داخل حربنا.
وها نحن ننتظر انعقاد دورة المجلس الوطني التي لم تنعقد منذ شهور، حتى نمارس حقنا التنظيمي في محاسبتك ومراقبتك وتقرير مصير حزينا الذي بات ممنوعا علينا ومباحا لك.
الأخ الرفيق والسيد الأمين العام الدكتور مصطفى بنعلي، إن المسؤولية السياسية ليست هي الأمين العام كمنصب او الجلوس على الكرسي، فلم تكن الزعامة والرياسة يوما بالتربع على الكراسي ولا الإمامة بالوقوف على المنابر ،. بل هي ما دون ذلك من تحقق شروط القيادة والرئاسة الحقيقية وما يوفره الأمين ويحققه للذات الحزبية والتنظيم الحزبي وما يفعله لأجل الوطن والمواطن، هذه عبارة كافية بأن أضع نقطة ختام مؤقتة حتى تستوعب ما اقصد وما هو معلوم لنا جميعا،
وفي النهاية التي ما هي إلا بداية تقبل مني كامل المحبة والمودة والحب والتقدير والاحترام، حتى لو طردتني مع من طردت حتى الآن ولربما أكون قد طردت لكنني ما زلت لم اتوصل بالطرد وإنذار إرجاع ملايين السنتيميات التي لا يملك منها حزبنا الا الوهم، مع ذلك ساظل أحترمك أخي .

إمضاء
المناضل بحزب جبهة القوى الديمقراطية
زكرياء شوقي

قد يعجبك ايضا

اترك رد