زهرة ..  قصة : عبد الرحيم الرزقي  ————-

0 1٬158

هناك درب يسمى درب “زهرة الغرض”* ..لابد أنه سمي لغرض في نفس يعقوب ! .ولم يرد هذا الاسم لافي ” التشوف “* ولا عند الموقت* في ” الرحلة المراكشية “*السعادة الأبدية .
وانا وزهرا كفا بكف ..أنا معها والمسجد يحرسنا ..وكلاب من الخلف تنبح . تمتد السكة أمامنا وتصاريف العمر تتبعها ! هذه السكة التي انطبعت أمامنا ..وهذا العمر الذي يلاحقنا وتلك الكأس المرة التي تخون ! ليس مرة !..بل مرات كما قال شاعر المسودات .
لم أدر ماسر هذه الحجارة التي انهالت وانهمرت علينا من كل صوب وحدب ؟!. فهل لأني كنت وزهرا وحدنا ؟! أم لأنه درب ” زهرة الغرض” !..لكنه يرتفع السؤال دائما : ماسر هذه التسمية ؟ وما سر نباح الكلاب ؟ ..ولماذا غضب علينا أطفال الحجارة ؟!!
وأنا أسألك ياسيدتي الجميلة المتوارية تحت نقاب ..ما لعينيك تتراقصان في كل اتجاه ؟!..وما لجسدك البربل الهاز كل همومي يتوارى شبقا تحت الجلباب ؟!..أسألك لأنني أعريك في خاطري وقد ساورني وغلبني الخوف ..لذلك ألبستك عريي وانصرفت خلف الذكريات .
لم تعد لي تلك الذكريات ..لم أعد أملكها . لم يعد ممكنا أن أطرق أبواب الصممت وها الكهولة تداهمنا ..وشيب لعين انهمك في صباغة الرؤوس .
تلك الغيمة التي غابت في السواد لازالت تجول في خاطري ..ألبسها كلما لاحقني الحزن وداهمني الحنين .
فهل أنت “زهرة الغرض ” حقا ..أم لعلك تكونين “زهرة بنت الكوش” ..لأنني أمر عليك كل يوم وأحمل معي ذكرياتك وتاريخك وقوة مراكش ..أم لأنني حين أكون قافلا حاملا معي ماء يتمي وتذكار الحجارة ..يلاحقني نباح كلاب .

قصة : عبد الرحيم الرزقي — مراكش المغرب

** هذه القصة هي من بين مجموعة متكاملة لعمل مشترك بين الشاعر محمد نور الدين بن خديجة والقاص عبد الرحيم الرزقي استلهاما للأماكن والأحداث التي عرفتها المدينة الحمراء وكذا نبش في الذاكرة المراكشية التي أصبحت تغيم حول الصورة المخملية الوهمية التي تشيع قنوات الإعلام الرأسمالي المعولم حول المدينة .

** زهرة الغرض : أحد دروب — زقاق– حومة “حارة” القصبة بمراكش ..وهي حارة بنيت في العهد السعدي الاسرة العلوية التي حكمت المغرب قبل العلويين والتي من أشهر ماخلفت ” قصر البديع والقصبة التي كانت حارة مخزنية يقطنها الأعيان بمراكش
يقال أن سبب تسمية هذا الدرب بزهرة الغرض نسبة لامرأة كانت تمتهن مهنة ” العريفة ” وهي منصب مخزني قديم ينسب للنساء والتي كان يحق لهن اقتحام المنازل حفاظا على حرمة النساء ..ويقال أن زهرة الغرض لعبت أدوارا مهمة فهي كانت تعمل جاهدة على تسيير وتسهيل أمور السكن وقضاء أغراضهم في الفترة الاستعمارية بل وتسهل مأمورية رجال المقاومة والفذائئين سرا ولهذا لقبوها بزهرة الغرض.
** الموقت : الإشارة ل المؤقت المراكشي ( 1285 هـ / 1894 – 1396 هـ / 1949 ) الفقيه المصلح محمد بن محمد بن عبد الله بن مبارك المسفيوي المراكشي المعروف بابن المؤقت، وسمي بذلك لكونه تولى مهمة التوقيت بعد والده بالمسجد العتيق جامع ابن يوسف، ويقال أن ولادته كانت سنة (1894م) وقيل قبل ذلك بأربعة عشر سنة.

نشأ العلامة ابن المؤقت في بيت علم ودين تحت رعاية والده الذي كان حينئذ من كبار علماء التوقيت، حيث أخذ عنه علم التوقيت بعد حفظه للقرآن الكريم، وتتلمذ على يد ثلة من الشيوخ الكبار نذكر منهم علامةالرباط فتح الله بناني، كما أجازه جماعة من شيوخه اعترافاً منهم بنباهته وذكائه، وقد كان المترجم وفيا لشيوخه حين جمع أسماءهم وعرف بهم في فهرسته التي سماها «العناية الربانية في التعريف بشيوخنا من هذه الحضرة المراكشية».

وبالنظر في سيرته رحمه الله نجده أيضاً وفياً لبلده حاضرةمراكش؛ إذ أمضى فيها عمره متردداً بين مسجد ابن يوسف وبيته بالمواسيين، ولم يعلم عنه أنه غادر المغرب إلاّ مرة واحدة في حياته، وذلك لأداء فريضة الحج ضمن وفد رسمي برئاسة الحاج الفاطمي بن سليمان ورفقة الشاعر أحمد بوستة المراكشي وغيرهم،
وإلى جانب وضعه لأسس مشروع الإصلاح الاجتماعي بالمغرب آنذاك، كانت له رحمه الله مكانة بارزة في هيأة علماء مراكش، مع توليه منصب التدريس، وإمامة المصلين في الجمعة، على أنه اشتهر بمهمة التوقيت التي ورثها عن والده بجامع ابن يوسف.

واعتباراً لمنزلته العلمية، وعظيم عطائه في خدمة العلم وأهله، ومن أهم أعماله:الرحلة المراكشية.*
الرحلة الأخروية.
أصحاب السفينة.
الجيوش الجرارة.
الكشف والبيان عن حال أهل الزمان.
السعادة الأبدية.*
تقريب الأقصى في تلخيص الاستقصا.
الحق المبين شرح نظم المرشد المعين الكبير .

**زهرا بنت الكوش :بالقرب من جامع الكتبية، في قلب مراكش النابض، يلفت نظرك ضريحُ لالة زهراء الكوش، وهي ابنة المجاهد **عبد الله الكوش، الذي واجه البرتغاليين وأسِر في مدينة أزمور قبل اغتياله.. ترك عبد الله ابنة وصفتها الكتابات التاريخية بالفاتنة وبالمثقفة الزّاهدة، التي كانت تقيم حلقات نقاش بين النساء وتحدثهنّ عن مزايا الجهاد.. وسرعان ما بلغ صيتها إلى قصر السّلطان السعدي زيدان بن المنصور، الذي تقدم للزّواج بها، إلا أنها رفضت العرض أمام استغراب الجميع، فسُجنت، قبل أن يصفح عنها السلطان وتقضيّ ما تبقى من حياتها في عالم العزوبة والتصوف ونظم الأشعار. يقال أنها كانت فاتنة الجمال ..وبعد الحادث الشهير مع السلطان السعدي رفضت الزواج وظلت عزباء تعلم الناشئة ..وترفض أكل الحمام ..وتحولت قصتها لأسطورة شعبية يقولون أنها يوم زفافها تحولت لحمامة وطارت ..ففقد السلطان بصره ..فكحلوا عينيه بإحدى ريشاتها فشفي .

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد