بقلم : هشام الدكاني
يعد الحنين إلى الماضي حالة طبيعية تنتاب الجميع ، فمن منا لايرغب في ٱسترجاع أيام الصبى أو الشباب وذكرياتهم السعيدة؟
لكن في بعض الأحيان ينقلب هذا الحنين إلى مرض نفسي قد يؤثر سلبا على صاحبه..
وهناك من يجد في حنينه إلى الماضي ملجأ وملاذا وحيدا للفرار من حاضره الأليم نتيجة لعدم رضاه عن الحاضر وخوفه من المستقبل ، مما يؤدي به للإحباط والضياع.
وقد أصبح الإحساس بالضياع حالة نفسية تنتاب الغالبية الساحقة ، إما عن طريق سوء الواقع المحيط بالشخص أو راجع للطريقة التي ينظر بها للواقع الذي يعيشه…
أما الطموح والسعي الجاد نحو تحقيق الأهداف وتغيير الواقع من سيء لحسن أو من حسن لأحسن ، شيء محمود حثث عليه تعاليمنا الدينية ، لكن الخطأ هو السعي نحو الكمال ، مما يجعل الأنظار تنصب نحو كل ناقص مما يؤدي إلى الوقوع في فخ المعصية..!
والأفضل هنا التعلم من أخطاء الماضي والحاضر ، وعدم التوقف عندها طويلا لتتحول إلى معيقات.
مثلا ، التواجد لفترة طويلة وسط الأشخاص الخطأ ، الذين يتحدثون بسلبية وطريقة سوداوية حتما سينعكس عليك بصورة سلبية..!
والتخلص من هؤلاء شرط أساسي للتمكن من النجاح والسعي قدما نحو مستقبل أفضل..مع الحرص كل الحرص التواجد مع أشخاص إيجابيين يخلقون في النفس روح التحدي والإصرار والمثابرة ، مما يدفع بعضهم البعض نحو الأمام..نحو مستقبل مشرق بتخطيط عقلاني مسبق.
فٱنعدام التخطيط والإستسلام للأمر الواقع أحد أبرز العوامل المؤدية إلى ترسيخ الإحساس بالضياع والفشل.
لقد أصبحت نسبة كبيرة من الشعوب حول العالم تسير على غير هدى!
يتبعون القافلة ويمضون على خطى غيرهم كيفما كانت وأينما ذهبت!!!
هذا بطبيعة الحال سيؤدي بهم في نهاية المطاف إلى غير ماكانوا يطمحون له ، بل إلى سنوات من الضياع..!
فعلى المرء أن يكون له هدف سوي وسامي وغاية سليمة ، وأن ينطلق لتحقيقها عبر خطة محددة تقوده إلى تحقيق ذلك.
كلنا نحلم بمستقبل أفضل ، لكن هل كلنا ٱستطعنا تحقيق أحلامنا على أرض الواقع؟!
فعلا ، هناك من ٱستطاع تحقيق حلمه على أرض الواقع ، بالمقابل هناك من ٱنحرف عن مساره وٱنخرط في أحلام اليقظة وسيطرت عليه مشاعر الضياع.
غالبا ، العاجز عن تحقيق أحلامه ينظر إليها على أنها صعبة المنال ويحيطها بكل عراقيل الدنيا ، ليجعل نفسه تستسلم للإحباط والفشل والضياع!
أما الشخص الناجح ، الذي ٱستطاع تحقيق حلمه أو جزء من حلمه ، فهو يركز بصورة كبيرة عل الأهداف والوسائل المتاحة ، التي ستساعده من تحقيق حلمه على أرض الواقع.
لتحقيق أي نجاح أو أي حلم ، تكون العلاقات الإجتماعية والمحيط الأسري أمرا بالغ الأهمية من أجل الإستقرار النفسي كأول خطوة نحو النجاح ، وبناءا عليه ، فالعزلة الإجتماعية تعتبر الدافع الأول كذلك نحو الفشل والضياع.
لكن رغم ذلك ، يجب على الإنسان عدم الإستسلام والثقة بالنفس ، حيث أن الثقة بالنفس هي أساس كل نجاح ، وزعزعتها بكل تأكيد تعتبر المحفز الأساسي لكل الإضطرابات والتخبطات النفسية التي قد يواجهها الإنسان في حياته ، والتي تؤدي به لامحال إلى الفشل والضياع.
حقا ، الإحساس بالضياع يعد أحد أشد الأحاسيس قسوة ، فهو يفقد الإنسان شعوره بقيمته وقدراته ، مما يجعله فاقدا الرغبة في الحياة ، لذا وجب عدم الشعور بالإحباط واليأس ، ومحاربة ذلك بالحرص على تقوية وتعزيز الجانب الديني ، بٱعتباره السبيل الوحيد للإستقرار النفسي والسلام الداخلي.