عمدة مراكش في حاجة لتضافر الجهود وليس لقصائد الشعر المدحية و التصفيق

0 5٬959

مر مجلس الجماعي لمدينة مراكش برئاسة العمدة فاطمة الزهراء المنصوري يومه الثلاثاء الفارط في أجواء تطبعها الإحتفالية بالزغاريد والأهازيج والتصفيقات ،في الوقت التي حثت العمدة المجلس بضرورة تضافر الجهود والتعاون من أجل المضي قدما في الأوراش الضخمة التي تعرفها مدينة مراكش.

لكن الشارع المراكشي يتساءل هل العمدة وحدها، بحكم كفاءتها و معرفتها بحاجيات المدينة و باعتبارها بنت المدينة، يمكن أن تنجح وحيدة بدون فريق عمل ولا جهاز تنفيذي ولا حتى معارضة بناءة تساعدها في إنجاح الأوراش و الإستثمارات التي ستعزز تنمية المدينة؟

و إذا كان التحالف الثلاثي، الذي يجمع بين أحزاب الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني لأحرار والاستقلال، برئاسة عمدة مراكش، قد انفتح على أحزاب أخرى، فإن ذلك لا يعني إلغاء جميع أشكال المعارضة البناءة والضرورية لكل مجلس تطبعه الديموقراطية والشفافية والنقد البناء، وكل ذلك من أجل الإقلاع الإقتصادي والإجتماعي للمدينة والإستجابة لمطالب و هموم ساكنة عاصمة النخيل.
ولن نبالغ إذا قلنا أن غياب المعارضة في المجلس لا يعني إلا شيئا واحدا ألا وهو غياب الكفاءات والأطر المتمكنة لدى هذه المعارضة مما سيؤدي حتما إلى ذوبانها في الأغلبية لتبقى العمدة وحيدة في الميدان بيد واحدة لا يمكنها التصفيق في غياب اليد الأخرى!! إن هذا الوضع الإستثنائي وغير الطبيعي سيفرز في المستقبل أعطابا وعاهات سيتذكر يومها صحة توقعاتنا وتخميناتنا وانعكاساته على مستوى التنمية والإقلاع الإقتصادي والإجتماعي للمدينة الحمراء.
المعارضة البناءة إضافة إلى الحس الوطني و الكفاءات ووسائل العمل والإمكانيات وتضافر الجهود بين المنتخبين والإدارة الترابية والمجتمع المدني ركائز ومحفزات أساسية لأي إصلاح حقيقي و تقدم مطرد، وهي المحركُ الإيجابي لجميع مكونات الدولة والمجتمع : تشريعية أو قضائية أو تنفيذية، لتجنيبِ بلادنا كل المخاطرَ المحدِقة .

قد يعجبك ايضا

اترك رد