كلميمة بين الاستثمارات الماكرو فلاحية و استنزاف المياه الجوفية :

0 1٬224

مولاي المصطفى لحضى /بيان مراكش

منبع تيفوناسين

تعتبر عيون تيفوناسين أحد أهم منابع الماء بمدينة كلميمة ،التي حباها الله بفرشة مائية مهمة، مكنت المناطق المجاورة من التزود بالماء الصالح للشرب، خاصة مدينة تنجداد و القرى المحيطة بها .

مياه عيون تيفوناسين المتدفقة في السواقي تروي مئات الهكتارات من المساحات الصالحة للزراعة ، تتوزع على الشكل الآتي :
★غريس العلوي : 1610 هكتار
★غريس السفلي : 3880 هكتار
★جماعة كلميمة : 600 هكتار .

و حسب ارقام وزارة الفلاحة دائما ، فعدد الضيعات الفلاحية بكلميمة الكبرى يناهز 3000 الاف ضيعة فلاحية موزعة على الشكل الآتي :
★غريس العلوي : 1428 ضيعة
★غريس السفلي : 935 ضيعة
★جماعة كلميمة 670 ضيعة

و تستحوذ اشجار النخيل على أكبر حصة من الاغراس حيث يتجاوز عددها 143300 نخلة ، تليها اشجار الزيتون بحصة 11464 شجرة ، و تحتل اشجار اللوز المرتبة الثالثة بما قدره 5700 شجرة .

أما البرسيم أو ما يُصطلح عليه محليا ب ” الفصة ” فإن زراعتها تغطي نحو 750 هكتارا ، و هي مساحة كبيرة تستفيد من التدفق الدائم لمياه الري في سواقي قصور كلميمة ، و تشكل الفصة إحدى أهم أنواع العلف للماشية خاصة منها الأبقار التي يبلغ عددها حوالي 820 رأسا .

هذه الخيرات الفلاحية التي تنعم بها واحة غريس بشتى قصورها و مشيخاتها ، ما كانت لتنتعش لولا عيون تيفوناسين المُتدفقة رغم سنوات الجفاف . و نظرا لأهميتها القصوى في تزويد منطقة كلميمة و النواحي بالماء ، فقد اكتسبت نوعا من القدسية ، و مزارا للاستجمام و الترويح عن النفس لدى غالبية السكان .

في الآونة الأخيرة ، أسالت “عالية تيفوناسين” لعاب برلمانيين و شخصيات نافذة للاستثمار في ضيعات فلاحية كبرى لإنتاج تمور المجهول و البطيخ الأحمر ، و قد عمد بعضهم إلى حفر أحواض و آبار و اتقاب مائية ، و هو ما استنفر جمعيات المجتمع المدني و الحقوقي للتنسيق فيما بينها عبر بيان تنديدي باسم “بيان واحة كلميمة التاريخ” الذي أكد للرأي العام المحلي و الوطني انه ليس ضد الاستثمارات شريطة ألا تكون على اشلاء ذوي الحقوق من المجتمع الواحي الذي يعتبر الماء الجماعي صمام أمان الاستقرار و العيش الهادئ على مجال إيكولوجي قوامه النذرة و الكفاف .

الترافع السلمي و الحضاري لفعاليات المجتمع المدني و الحقوقي اتخذ اشكالا نضالية راقية منها بلاغات و بيانات و مراسلات و تصريحات في العديد من المنابر الإعلامية ، و لقاءات مع المصالح الولائية ؛ و يستمر الترافع لصون المحيط البيئي للواحة الذي يضمن استقرار الساكنة و صيانة دعائم الاقتصاد الاجتماعي .

و في سياق الهبة الجمعوية و الحقوقية فقد أكد رئيس جمعية افريكا للتنمية و حقوق الانسان بكلميمة السيد نعدي الحسين أن الخطوات النضالية ستتخذ منحى آخر قد يكون تصعيديا حتى يتم الانتصار للواحة و لحقوقها المائية المشروعة .

ساقية


قد يعجبك ايضا

اترك رد