المرحوم السبقي البشير المقاوم وأحد رجالات رجراجة
بقلم حفيظ صادق
تخلو الكتب المتعلقة بالمقاومة المغربية من ذكر مقاومي منطقة الشياظمة بإقليم الصويرة رغم حضورهم القوي ومساهمتم المتميزة ونذكر في هذا الصدد المقاوم السيد الحاج السبقي البشير خريج مدرسة القرويين وأحد رجالات رجراجة المعروفين. فالرجل كان الخلفية المتميزة للشهيد محمد الزرقطوني ومع أبيه الزرقطوني الكبير. كانت مناسبة دور مولاي بوزرقطون ” مولا دورين ” أصل الشهيد مناسبة لتوطيد هذه العلاقة بالمصاهرة مع الآنسة للا هيبة من أسرة الحاج البشير. مع بداية المقاومة أسس الحاج البشير خلية من الوطنيين الغيورين من منطقة الشياظمة مكونة من كل” الغويتي المدني” و”الصبيحي عبد الجليل” و”سموح الجيلالي” و”السيد محمود “.
هذه الخلية كان دورها هو جمع التبرعات النقدية للمقاومة كما كان منزل الحاج البشير الملاذ الآمن للشهيد الزرقطوني كلما إشتدت عليه المراقبة من طرف المستعمر. مثلما كان الأمر مع مقاومين آخرين كان يرسلهم الشهيد لإبعادهم عن أعين البوليس الفرنسي ومن أبرزهم المقاوم”إبراهيم الروداني”. وكانت كلمة السر المتداولة ” ها الما طاب” كما كان الحاج البشيرالسبقي يزود الشهيد بمسدسات كان يهربها من طانطان في إطار تجارة الأثواب التي كان يمارسها للتمويه . كان المرحوم الحاج سموح هو من يتولى إيصال الأسلحة والتبرعات إن تعذر حضور الشهيد أو أحد رفاقه. وللتدليل على عمق العلاقة فالوثيقة الوحيدة المكتوبة بيد الشهيد هي الرسالة التي أرسلها إليه يخبره فيها بإزدياد إبنه عبد الكريم والتي أدرجها الأستاذ لحسن لعسيبي في كتابه المعروف عن الشهيد. بعد عودة محرر البلاد الملك الراحل محمد الخامس إستقبال في قصره العامر سنة 1957 كل من السيد “محمد الزرقطوني “الأب و”الحاج السبقي البشير” وقد أثنى جلالته على المجهود الوطني الذي بذله المغاربة عبر ربوع الوطن ومنطقة الشياظمة خصوصا.