تجددت الاحتجاجات الشعبية بلبنان ، اليوم الأربعاء ، بإقدام المتظاهرين على قطع الطرق الرئيسية في مختلف المناطق اللبنانية، وتنظيم مظاهرات قرب القصر الرئاسي.
وتأتي هذه الاحتجاجات غداة تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون التي اعتبرها المتظاهرون أنها تتجاهل مطالبهم التي يرفعونها منذ شهر لتغيير الطبقة السياسية.
واقترح عون في مقابلة تلفزيونية تم بثها مساء أمس ، تشكيل حكومة “تكنو-سياسية”، بينما يطالب المتظاهرون بحكومة اختصاصيين مستقلة بعيدا عن أي ولاء حزبي أو ارتباط بالمسؤولين الحاليين.
وشهد لبنان ليلة صاخية نزل خلالها المتظاهرون فور انتهاء كلام الرئيس الى الشوارع في كل المناطق، واحرقوا إطارات قطعوا بها الطرق، ووضعوا عوائق في طرق أخرى.
كما حصل توتر ووقع إشكال في خلدة جنوب بيروت بين متظاهرين وسيارة تقل عسكريين تطور الى إطلاق نار من جانب أحد العسكريين ما تسبب في مقتل شخص من المحتجين.
وقطع المتظاهرون طرقا حيوية منذ صباح اليوم في وسط بيروت وعلى مداخلها، وفي نقاط عدة على الطريق المؤدي من بيروت إلى شمال لبنان، وفي طرابلس وعكار شمالا والبقاع الغربي شرقا وصيدا جنوبا، وغيرها من المناطق.
ووصل مئات المتظاهرين تباعا سيرا على الأقدام الى تخوم القصر الرئاسي ، رافعين الأعلام اللبنانية وسط انتشار كثيف لوحدات الحرس الجمهوري ومكافحة الشغب.
وكان المتظاهرون عمدوا منذ أيام الى فتح الطرق لإفساح المجال أمام بعض العودة الى الحياة الطبيعية، ونظموا تجمعات أمام المرافق العامة والمصارف لمنع موظفيها من الالتحاق بمراكز عملهم، لكن الغضب دفعهم الى العودة الى قطع الطرق.
ومنذ 17 أكتوبر الماضي ، يعيش لبنان على وتيرة حركة احتجاجية واسعة غير مسبوقة، خصوصا وأنها شملت كل المناطق بمعزل عن الأحزاب والطوائف المتنوعة في البلاد.
وتستهدف هذه الاحتجاجات الشعبية بشكل أساسي الطبقة السياسية التي يعتبرها المتظاهرون “فاسدة” وأوصلت البلاد الى أزمة اقتصادية خانقة.
ودفعت هذه التظاهرات رئيس الحكومة سعد الحريري الى الاستقالة في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، ولم تكلف بعد أي شخصية بتشكيل الحكومة الجديدة.