من قال أن الحياة لا تحتاج إلى المغامرة، طلبة المغرب بأوكرانيا يتحدون الموت من أجل الحصول على شواهد تخرجهم.

0 2٬685
  • * من حفل تخرج طلبة المغرب بأوكرانيا *

فمنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وما خلفت وراءها من معاناة إنسانية ذاق مرارتها حوالي 8000 طالب مغربى جراء نزوحهم إلى الدول المجاورة و الأمنة و قطعهم لمسافات طويلة بين الحدود وسط قصف عشوائي روسي لكل الأمكان السكنية و المباني العالية، هاربين للنجاة بأنفسهم و الإحتماء من نيران الدب الروسي من أجل الخروج من دائرة الحرب، وجد البعض أنفسهم غير قادرين على العودة إلى الديار بحكم لجوءهم لإحدى الدول الأمنة التي وجودوها ملاذا أمنا لهم و هم حوالي 4000 طالب مغربي، فيما عاد إلى الديار حوالي 3245 طالب وذلك جراء التدخل الملكي السامي الذي أعاد الروح في هؤلاء الطلبة وضمن لهم العودة إلى أرض الوطن سالمين غانمين بمبلغ رمزي قدره 750درهم.

لكن بعد عودة هؤلاء الطلبة إلى وطنهم وجدوا أنفسهم أمام وزارة غير قادرة على حل مشاكلهم أو التدخل من أجل جلب شواهد تخرجهم، و هذا ما تبين من خلال خرجات السيد الميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار و الذي وعد بعدة حلول كدمج الطلبة داخل جامعات بدون قيد أو شرط لكن سرعان ماتبخرت كل الوعود، كما تملص السيد الوزير عن دوره وقرر عدم التواصل مع الجهات المعنية بأوكرانيا من أجل جلب شواهد النجاح و التخرج لهذه الفئة من المواطنين و تركهم يدبرون أمرهم لحالهم.

هذا حال العديد من الطلبة الذين اتخذوا على عاتقهم خوض هذه المغامرة و تحملوا عناء السفر وسط ارتفاع أسعار التذاكر متحدين الموت بكل أشكاله من أجل الإستمتاع بهذه اللحظة التاريخية و الإحتفال بتخرهم لنيل شواهدهم بأنفسهم وسط كل المخاطر المحدقة بهم متناسين كل الصعاب التي واجهتهم خلال سفرهم و تنقلهم لأزيد من 40 ساعة أو أكثر.

احتفال هؤلاء الطلبة بتخرهم لم يأتي صدفة بل هو نتاج مغامرة بطولية فرضت نفسها على الواقع في ظل تخلي الوزارة الوصية عن أبناءها أو التجاوب معهم و معاملتهم كلائجين حرب، و هذا يحيلنا على مقولة ( الإنسان يعيش في الدنيا مرة واحدة و يموت مرة واحد ) .

” من قال أن الحياة لا تحتاج إلى المغامرة ” .

قد يعجبك ايضا

اترك رد