نكسة ديمقراطية ام ديمقراطية النكسة؟
في قراءة لنتائج الانتخابات الاخير 8 سبتمبر 2021، كثيرة هي الاسئلة التي تتساقط في دهنك لتضعك في حرج امام المتلقي ،اما بتقديم قراءات وتأويلات عميقة لأسباب هده النكسة ؟ او الاكتفاء بتفسيرات بدائية وترديد الكلام النشاز في الاعلام الماجور؟
فعادة ما يكون سقوط الحزب الحاكم علاقة بمدة تدبيره ،وليس بكيفية التدبير، لكن السقوط المدوي لحزب العدالة التنمية بهده الطريقة التي تشبه الاعدام السياسي لا يمكن قبوله الا بفرضية الانتقام ،فالحالة شاذة الى درجة الغرابة ،ان ينتهي مسار حزب حاكم من اغلبية شبه مطلقة الى اقلية مطلقة ؟.
ان المرور مر الكرام والاكتفاء بالسطحية في التحليل و تطعيم الساحة السياسية بتفسيرات سطحية لا تخدم الا فئة رحبت بهذا الانتصار وصفقت لهدا المسار..
فهل هو فعلا اندحار لحزب العدالة والتنمية في فترة اطلقنا عليها فترة الاستثناء المغربي هو انتصار لليبرالية ؟.
ام ان الشعب تشبت مرة اخرى بقشة ؟ وخاب امله خيبة اخرى ؟
ان طرح هدين السؤالين يفتح الباب لسجال كبير يفرض نوع من التريث ومراجعة بعض المواقف التي لا تلتزم الحياد العلمي حتى نتمكن من تسجيل مجموعة من الدروس والعبر.
بالعودة الى الماضي كان الصراع على اشده بين انصار الحرية وانصار المعتقد .
فهل يصح ربط هدا الصراع حول السلطة بمسار منظومة اسلمة الدولة ؟ ،فبعد ما فشلت بعض القوى في محاربة القوى الاسلامية بالعنف تجربة الجزائر سنة 1981 او الاخوان المسلمين بمصر او الاردن و مقاومتها وصدها اعلاميا ودوليا تحت يافطة الارهاب، اصبح الوضع يفرض لزاما التحول نحو عنف لين أي بعملية تذويب الاسلاميين في الحكم ،واعلان بداية الاسلام السياسي ،وهي عملية تنزيل لسيناريو الفشل على ايديهم مع كشف سوءاتهم. .
ان التراكم المهول في الانتظارات الشعبية قابلتها محدودية سلطة المسؤول او المنتخب ، كلها عوامل اتحدت لاستحالة تنفيد التعاقد المزعوم مع الشعب ، ليتم الاجهار على رصيد هده المؤسسة الحزبية وافراغها من سندها الشعبي وتدنيس صورتها بعيدا عن منطق تعددية سياسية وممارسة الديمقراطية الاصيلة.
بهده الصيغة تتحول المواجهة الى عنف لطيف يختزل اهدافه في تعرية سافرة للمؤسسة الحزبية وتدجينها وتحولها الى دمية او اعدامها شنقا بالأيدي التي ساندوها.
راهن الشعب في احداث 2011 على شعار التغيير وضع الشعب المغربي ثقته في حزب يحمل نبرة سياسية تتسم بالجدية وتختلف عن الأحزاب التقليدية والوطنية التي تداولت السلطة منذ الاستقلال، وكانت شعاراته التي رفعها تتقاطع مع شعارات اليسار أهلته للوصول إلى السلطة.
لن يختلف اثنان على ان سقطة العدالة والتنمية تشبه ما وقع للاتحاد الاشتراكي، فتضخم غرورهما السياسي والمبالغة في مدة الاستمناء في المتخيل عوض التركيز على تنزيل البرامج المتعاقد بشأنها
ادا ان عملية تجديد علاقة المؤسسة الحزبية بالدولة اصبحت ضرورة لتعطي للفعل الحزبي دلالته الفعلية و توفير الجرأة في مجابهة الدولة العميقة والتي تحول بينه وبين تصريف برنامجه؟ عوض التركيز على السجالات العقيمة ، كما ان اختزال تصور الأحزاب لمفهوم النضال في شعارات فارغة في مواسم محددة يعفيها من دلك السند الشعبي ، وبذلك تتسع الهوة بين الشعب والحزب اد لا يمكنها إلا أن تعلن فشل الخطاب السياسي الذي تنتجه والدي يصبح في تنافر مع عملية تطوير المجتمع.
فهل يتعظ احرار العالم بخطة الامر الواقع ؟ ام ستبقى الممارسات السياسية التقليدية حاضرة بقوة ؟
اد لم يكن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان الا خير دليل على استيعابها للدرس، وان مواجهة الاسلاميين ،تبقى عملية مكلفة سواء على مستوى الزمن او مستوى المالي و اللوجيستي ، لان قراراتهم مبنية على قناعة مبدئية راسخة في الادهان. فقد كان تصريح وزير الخارجية الامريكي انقلابا على مجموعة المصطلحات السياسية، فلم يعد هناك الارهاب الاسلامي بقدر ما اصبحنا نتحدث عن التطرف العنيف للإسلام ،وابتعدنا عن نسبه الي الاسلام الى ربطه بأشخاص
الى اي حد يمكن اعتبار هده السقطة نكسة ديمقراطية؟
– بوناصر المصطفى:مراسل بيان مراكش