هكذا رد محمد الغلوسي على ما تداولته جبهة البوليساريو خلال مؤتمرها 16 بتندوف الجزائرية.

0 567

أمر سخيف ذلك الذي تردده جبهة البوليساريو خلال مؤتمرها 16 بتندوف الجزائرية ،ترصيص الصفوف ورسم إستراتيجية جديدة لمواصلة الكفاح المسلح وحمل البندقية في وجه العدو والمحتل !!
إنه يعكس شيء واحد هو انسداد الأفق السياسي للميليشيا ومحاولة تغليب كفة التوجه المتشدد داخل الجبهة والمستفيد سياسيا واقتصاديا من الوضع القائم ومحاصرة الأصوات المعتدلة داخل الجبهة والتي ترى أن خيار الحكم الذاتي يشكل طرحا واقعيا بالنظر للعديد من التحولات والتطورات الإقليمية والدولية والتي جعلت أطروحات البوليساريو متقادمة.
ولذلك فإن تصعيد الجزائر لموقفها اتجاه المغرب وتبني خطاب متشدد اتجاه الدول التي غيرت موقفها من قضية الصحراء المغربية فضلا عن استغلال مناسبة رياضية وتوظيف حفيد مانديلا لتكرار الطرح السياسي التقليدي للجبهة وادعاء ان الصحراء آخر مستعمرة في افريقيا وحشرها مع قضية فلسطين كلها عوامل تصب في اتجاه تجييش عناصر الجبهة لإنتخاب قيادة متطرفة وأكثر ولاء للجزائر وقطع الطريق على أي تحول يمكن أن يطرأ على مواقف الجبهة ولذلك فإن حاضنة الجبهة (عسكر الجزائر)حرصت بأن يكون شعار المؤتمر :”تصعيد القتال لطرد الإحتلال واستكمال السيادة ”
وهو شعار انتحاري يدفع الجبهة نحو طريق اليأس أكثر وهو ماتعبر عنه بعض قيادات الجبهة كما يلي :”الشعب الصحراوي انتظر ثلاثة عقود لعل العالم ينصف قضيته ويطبق الشرعية والقانون الدولي لكن دون جدوى ،والآن نحتاج للتكيف مع طوارئ الحرب ومتطلباتها،وهذا هو الموعد (أي المؤتمر ) الذي سيحدد منهج وخطط هذا التكيف ”
والجبهة تدرك جيدا أن هذا الخيار الإنتحاري والمغامراتي ليس حلا للقضية وغير قادرة على خوض أية حرب وهي التي تروج لها فقط في إعلامها ،ولذلك فإنها تلوح بهذا الإختيار الذي يعبر عن بلوغها مرحلة اليأس فقط لإيهام المنتظم الدولي بأنها متحللة من مخطط التسوية ووقف إطلاق النار لدفع بعض الدول كإسبانيا مثلا لإعادة النظر في موقفها وما يؤكد ذلك هو تصريح محمد لغظف مقرر مايسمى لجنة “الخارجية والإعلام والتشريفات ” لإعلام الجبهة بمايلي :
“إن التحدي الأكبر هو أن تترجم مخرجات المؤتمر ميدانيا لشعار تصعيد القتال لطرد الاحتلال و استكمال السيادة، و أن تخلق المناخ والظروف لهذه المهمة التي ستكون مسؤولية القيادة السياسية التي سينتخبها الشعب الصحراوي خلال المؤتمر ”
هو تصريح واضح يعكس أن الجبهة مقتنعة بأن ترجمة خيار السلاح على أرض الواقع يشكل تحديا كبيرا لها وهو مايفيد أن ذلك لايعدو أن يكون مناورة يائسة ومفضوحة لإبتزاز الأمم المتحدة وبعض الدول عبر اللعب بورقة الحرب وتعبيرا منها عن وفائها المطلق لنظام العسكر ونظام الجزائر لا مصلحة له في تبني الجبهة لمواقف السلام ومواصلة المفاوضات لأن ذلك يعري حقيقتها كطرف في الصراع من جهة ومن جهة ثانية مخافة أن يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى إنتصار خيار الحكم الذاتي الذي أصبح مناصروه في تزايد مهم وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لم تعد تذكر مايسمى بتقرير المصير ،ولذلك فإن نظام العسكر فهم بأن الظروف الحالية تقتضي دفع الجبهة إلى التطرف ومحاصرة كل الأصوات العقلانية والبراغماتية داخل صفوف الجبهة ليستمر نظام الكابرانات في معاكسة مصالح وحقوق المغرب المشروعة وتأجيل طموحات الشعوب المغاربية في الوحدة والديمقراطية !
محمد الغلوسي

قد يعجبك ايضا

اترك رد