“هي والأحمق” “المجنونة وحسناء المونديال

0 389

حلقات من أخبار الحمقى والمداويخ قديما وحديثا “تتمة” .
حلقة من مظاهر حمقنا:

“أبو أمين” بيان مراكش

قال عبد الرحمن بن الجوزي رحمه الله في مقدمة كتابه “أخبار الحمقى والمغفلين ”

وبعد فإني لما شرعت في جمع أخبار الأذكياء وذكرت بعض المنقول عنهم ليكون مثالاً يحتذى لأن أخبار الشجعان تعلم الشجاعة آثرت أن أجمع أخبار الحمقى والمغفلين لثلاثة أشياء.

الأول: أن العاقل إذا سمع أخبارهم عرف قدر ما وهب له مما حرمون، فحثه ذلك على الشكر.

والثاني: أن ذكر المغفلين يحث المتيقظ على اتقاء أسباب الغفلة إذا كان ذلك داخلاً تحت الكسب وعامله فيه الرياضة، وأما إذا كانت الغفلة مجبولةً في الطباع، فإنها لا تكاد تقبل التغيير.

والثالث: أن يروح الإنسان قلبه بالنظر في سير هؤلاء المبخوسين حظوظاً يوم القسمة، فإن النفس قد تمل من الدؤوب في الجد، وترتاح إلى بعض المباح من اللهو، وقد قال رسول الله ﷺ لحنظلة: ” ساعة وساعة “.لا ملامة في الضحك والمفاكهة.

ماذا لوكان ابن الجوزي الآن بيننا؟
لو عاش ابن الجوزي في وقتنا الحاضر لرأى وسمع عجبا ما لم يخطر على باله ولألف المجلدات في أشكال العته والحمق بيننا ولعلي أعيش بمخيلتي التاريخية بعضا مما رآه وعاشه ابن الجوزي رحمه الله.

“المجنونة وحسناء المونديال” :
ﻫﻨﻴﺌﺎ للمشعوذين والدجالين أو من يسمون أنفسهم” رقاة “وما هم برقاة ، هنيئا لهم بالأموال الطائلة التي يجنونها من الضحايا والمجانين من مجتمعنا :
مجنونة من مجانين مجتمعنا ، لا تتمتع لا بجمال أخاذ ولا قد ممشوق ولا خفة دم ، ورائحة فمها تزكم الأنوف ،وهي أمية لا تعرف قراءة ،ولا كتابة وعاطلة عن العمل، يعني” لا زين لا مجي بكري” تصوروا أنها تشكو من كثرة حاسداتها ، كما تشكو من العين التي تتعقبها حتى ضربتها فتركتها عانسة بدون زواج، ومن أجل ذلك بددت كثيرا من الأموال والأوقات في التردد على “الرقاة ” و المشعوذين والدجالين ليدفعوا عنها عين الحسود ويفقأوا عينيه بالعود، كما في المثل الذائع الصيت “عين الحسود فيها عود”!
وتصوروا أن رئيسة وزراء كرواتيا ” كوليندا غرابار كيتاروفيتش” الملقبة ب “حسناء المونديال” تتكلم أكثر من لغة وحاصلة على شهادات عليا في الآداب والقانون والإدارة، ضف على ذلك جمال اخاذ وقوام ممشوق ومناصب في أعلى هرم الدولة و شهرة جابت الدنيا ،ورغم ﺃﻥ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ مسلطة عليهافإنها لم تشتك ﻳﻮﻣﺎ من ﺣﺴﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ولا عين ولاسحر ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ!

هي والأحمق :
كان أحد المجانين يأتي إلى السوق ولا ينبس بكلمة واحدة؛ كان دائم الصمت والسكوت ،يطلب طلباته من الأكل وغيره بالإيماء والحركة.وتراهن أحدهم على أن ينطقه ويجعله يتكلم.فصرخ في وجهه بكلمة “هي مولات الفعلة”.فرد عليه المجنون بملء فيه والله هي والله هي من فعلت بي ما فعلت المشعوذة السحارة الملعونة حينها تأكد الجميع مرة أخرى أن وراء كل عظيم أو مجنون امرأة.

رحم الله امرء عمل عملاً فأتقنه:
يحكى عن موظفين حمقى يحبون “السليت”و يتركون واجبهم في العمل ويجلسون في المقاهي للغيبة والنميمة والحديث على “لي بغا الخدمة الله يعطيها ليه فعضامو” ( معدل اشتغال الموظف عندهم 27 دقيقة في اليوم فقط، بينما في بلاد الدنيا سبع ساعات على الأقل في اليوم ).. ثم ما يلبثوا أن يتذمروا و يلعنون كل شيئ في الإدارة وتردي الخدمات في المستشفيات العمومية .. وإن نصحتهم في الواجبات أجابوا “على مانضتهم الزينة” و “هما تايكولو تايخلصونا وحنا تانكولو تانخدمو”.. ناسيين أو متناسيين حديث رسول الله صلى الله عليه “من غشنا فليس منا ” ولا “رحم الله امرء عمل عملاً فأتقنه” ..
وهم من أمة إقرأ ورغم ذلك لا يحبون القراءة ولا يقرئون.

لكل داءٍ دواءٌ يُسْتَطَّبُّ به
إلَّا الحماقةَ أعيتْ مَن يُداويها

قد يعجبك ايضا

اترك رد