تناولت الصحف الصادرة اليوم السبت في منطقة شرق أوربا عددا من القضايا أبرزها زيارة رئيس الوزراء الفرنسي لليونان وزيادة النفقات العسكرية الامريكية واجتماع مجموعة فيشغراد علاوة على قضايا أخرى متنوعة سياسية واقتصادية.
ففي بولونيا كتبت صحيفة “ناش دجينيك” أن اجتماع مجموعة “فيشيغراد” ،الذي احتضنته وارسو الخميس الماضي بحضور رؤساء وزراء التشيك وهنغاريا وسلوفاكيا وبولونيا، له أبعاد اقتصادية وسياسية “تحتاج الى وقفة تأمل وتحليل دقيق ،باعتباره يأتي في ظرفية حساسة يجتازها الاتحاد الأوروبي ،مع بروز التيار الشعبوي وانسحاب انجلترا من الاتحاد الاوربي وتدفقات اللاجئين وتراجع اقتصاديات العديد من دول الاتحاد ،وتنامي الخلاف حول الرئاسة القادمة للمجلس الأوروبي وآفاق التعاون الأمني مع واشنطن .
واعتبرت الصحيفة أن أهمية اجتماع وارسو تبرز في كونه “يعكس توافق وجهات نظر دول أوروبية حليفة لبولونيا لها نفس الطموح والآمال “،والتي ترغب في “إسماع صوتها ونيل مطالبها وتحقيق التوازن السياسي والاقتصادي داخل فضاء الاتحاد الأوروبي”.
وأبرزت الصحيفة أن تكتل وارسو “لا يضع أبدا منظومة الاتحاد الأوروبي في مهب الرياح ولا يدق ناقوس احتمال الانسحاب من الاتحاد” ،بقدر ما يعد “تنبيها” لبعض دول المنظومة الأوروبية ب”ضرورة إيلاء الاهتمام الكافي لمطالب الدول التي انضمت الى الاتحاد في العقد الأخير من الزمن ،وضمان حقوقها وفق نسق موحد ومتوازن يستشرف المستقبل ،مستقبل أوروبي متضامن وآمن” .
واهتمت صحيفة “غازيتا بولسكا” بالعلاقات التي تربط الولايات المتحدة بروسيا بعد صعود نجم الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب متسائلة إن كانت هذه العلاقة “عابرة أملتها ظروف الانتخابات الرئاسية الأمريكية ،أم أنها ستدوم مع الوقت ،مما قد يتسبب في خلخلة التوازنات الأمنية والسياسية خاصة على مستوى أوروبا”.
وحسب الصحيفة ،فإن العلاقة التي تجمع على الأقل محيط دونالد ترامب بروسيا “ليست بالبسيطة ولا بالعابرة ” ،بل هي “قديمة وتقوم على أسس متينة كما أبرزتها الحقائق التي كشفت عنها وسائل الاعلام الدولية “،مضيفة أن هذه العلاقة ورغم أنها قد لا تكون في صالح دول أوروبية عديدة ،والأمر يتعلق بدول أوروبا الشرقية ، فإنها “على الأقل قد تساهم في وضع حد لمواجهات عسكرية ومآسي إنسانية عديدة كالتي تعرفها سوريا والعراق واليمن وليبيا”.
واعتبرت الصحيفة أن العلاقات الامريكية الروسية يجب أن يفصح عن مكنونها وتخرج الى العلن ،حتى لا يبقى الالتباس لدى مختلف دول العالم ،وحتى تحدد الدول المعنية استراتيجياتها ومواقفها وتحالفاتها السياسية والأمنية المقبلة ،مشددة على أن التقارب الأمريكي الروسي قد يكون ظرفيا ليدخل البلدان مجددا في مناوشات سياسية لتضارب مصالحهما .
وفي روسيا، أبرزت صحيفة (أرغومنتي إي فاكتي) تأكيد المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس الجمعة، أن زيادة النفقات العسكرية الأمريكية يعتبر شأنا داخليا، ولا تؤدي حتى الآن إلى اختلال الموازين في مجال الردع الاستراتيجي.
ونقلت عن بيسكوف قوله في تصريح صحفي “هذا شأن أمريكي داخلي بحت، وحتى الآن لا تؤدي أية زيادة للنفقات إلى اختلال موازين الردع الاستراتيجي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتحدث باسم البيت الأبيض أفاد في وقت سابق بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترحت في مشروع ميزانية البلاد الجديدة زيادة الإنفاق العسكري بمقدار 54 مليار دولار أمريكي، وخفضت بشكل كبير برنامج المساعدة الدولية.
صحيفة (إزفيستيا) تطرقت، من جانبها، إلى تقديم اللجنة المالية في مجلس النواب الأمريكي اقتراحاتها حول المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ودعت إلى حظر توريد الصواريخ المحمولة المضادة للجو إلى كييف.
وذكرت استنادا إلى وثيقة نشرت يوم الخميس على الموقع الإلكتروني التابع للجنة، أن قيمة المساعدات المقترحة للسنة المالية 2017 والمخصصة لتدريب الجيش الأوكراني وتزويده بالعتاد والأسلحة الدفاعية والتموين المادي التقني والدعم الاستطلاعي له، تبلغ 150 مليون دولار، مبرزة أن هذا المبلغ تراجع إلى النصف مقارنة مع حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا في عام 2016.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوثيقة تتطلب موافقة مجلس النواب الأمريكي عليها، ومن ثم يجب أن يوقع عليها الرئيس دونالد ترامب قبل أن تدخل حيز التنفيذ بصفة تشريع.
وفي اليونان نقلت (كاثيمينيري) تصريحات الوزير الاول الفرنسي بيرنار كازنوف عقب مباحثاته الجمعة في أثينا مع رئيس الوزراء اليكسيس تسيبراس والتي أكد فيها ان المانحين واليونان ملتزمون بإتمام البرنامج الحالي للاصلاحات والذي عرف بعض التعثر كما أنه لكلا الطرفين الإرادة السياسية للانتهاء من ذلك.
وأضافت الصحيفة أن كازنوف يرى أن هناك نتائج إيجابية وتوافقات سياسية سيتم التوصل إليها بين الطرفين في المستقبل القريب للإنتهاء من تقويم البرنامج الثاني للاصلاحات اليونانية ما سيمكن أثينا من الحصول على سلسلة جديدة من القروض بقيمة 5ر7 مليار أورو هي في حاجة ماسة اليها لسداد قروض قديمة بقيمة سبعة ملايير اورو يحين أجلها في الفصل الثالث من العام الجاري.
صحيفة (تا نيا) نقلت عن تسيبراس قوله إن التوصل الى الاتفاق قد يكون ممكنا قبل اجتماع مجموعة الاورو في 20 مارس الجاري، مشيرا الى أن بلاده تطمح للتوصل الى اتفاق شامل تحصل بموجبه أيضا على تخفيض في مديونيتها الثقيلة والتي تفوق 320 مليار اورو (180 في المائة من الناتج الداخلي الخام).
صحيفة (إيثنوس) ذكرت أن كازنوف زار احد مراكز استقبال اللاجئين وأعرب عن تضامن بلاده مع اليونان التي تواجه منذ 2015 تدفقات كبرى للاجئين .
وفي النمسا كتبت (دير ستاندار) أن المجموعتين البرلمانيتين لحزب الخضر والحزب النمساوي للحريات (أقصى اليمين) أعلنتا عن اتفاقهما إحداث لجنة برلمانية للتحقيق في مزاعم فساد ورشوة في صفقة لشراء طائرات مقاتلة من طراز يوروفايتر من مجموعة ايرباص الاوربية.
وقالت الصحيفة إن الخضر يريدون معرفة ما اذا كانت ايرباص قد ضخمت الفواتير من اجل تمويل الرشاوي التي قدمتها.
وعلى الرغم من كون الحزبين مختلفان ايديلوجيا الا انهما يتوفران على 62 نائبا في الغرفة السفلى للبرلمان ما يمكنهما من النصاب القانوني لتشكيل لجنة للتحقيق (46 صوت).
وذكرت الصحيفة أن وزير الدفاع النمساوي تقدم في فبراير الماضي بدعوى ضد مجموعة يوروفايتر التابعة لايرباص لشكوك حول منح رشاوي العام 2003 للفوز بصفقة مقاتلات بقيمة ملياري اورو.
صحيفة (كورير) نشرت خلاصات دراسة علمية نشرت يوم الجمعة تفيد بمقتل 1200 شخص في أوربا بشكل مبكر بفعل انبعاثات عوادم السيارات المغشوشة التابعة لمجموعة فولكسافغن .
وأضافت الصحيفة أن فولغسفاغن اعترفت في سبتمبر 2015 بأنها جهزت 11 مليون سيارة بأنظمة مغشوشة لعوادم السيارات تخفي مستويات التلوث الحقيقية.
وأفادت الدراسة ان نحو 500 شخص توفوا في المانيا مبكرا بسبب ذلك التلوث فيما توفي الباقون في النمسا وبولونيا وفرنسا والتشيك.