أبرز اهتمامات صحف شرق أوروبا

0 481

ركزت الصحف ،الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة شرق أوروبا ،اهتمامها وتعليقاتها على مواضيع وقضايا متنوعة، من بينها مناخ العلاقات بين وارسو والاتحاد الأوروبي وإمكانية تجاوز الخلاف البيني، وزيادة حدة التوتر بين أثينا وأنقرة، وبدء التحضير للاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأمريكي والروسي، وتطورات الأوضاع على الساحة السورية، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة “رزيشبوسبوليتا” أن الزيارة التي قام بها نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيميرمانس بداية الأسبوع الجاري “منحت آملا كبيرة في أن وارسو وبروكسيل ستطويان الخلاف بينهما في المستقبل المنظور ،مع طرح الحكومة التي يقودها حزب (القانون والعدالة) ،تعديلات حول نظام القضاء أمام البرلمان”.

واعتبرت أن “مبادرة الحكومة البولونية في غاية الأهمية ،وتعبير واضح وعملي على نيتها التعاطي مع توصيات المفوضية الأوروبية بشكل إيجابي، والتأشير على بداية حوار بناء وجاد ونوعي مع بروكسيل” ،التي تعارض مقتضيات خاصة من مخطط إصلاح القضاء ،خاصة ما يتعلق بآليات تدبير المحكمة الدستورية وباقي مؤسسات القضاء .

وكتبت صحيفة “فبوليتسي” أن “ما صرح به فرانس تيميرمانس خلال زيارته لوارسو ولقائه مع المسؤولين البولونيين ،يدل على أن انفراجا ما سيحصل قريبا في العلاقات بين بروكسيل ووارسو ،رغم أن المسؤول الأوروبي أكد أن زيارته لوارسو هي استمرار للحوار ،الذي انطلق قبل عدة أشهر” .

وأضافت الصحيفة المستقلة أن ” أهم ما اكتسبته بولونيا من زيارة المسؤول الأوروبي هو أن العلاقات الثنائية بدأت تتأسس على “حوار صريح ومنفتح” ،ما يعني أن التقارب الجديد بين الجانبين يسير في الاتجاه الصحيح ،وسيفضي لامحالة الى نتائج مرضية للطرفين ،رغم صعوبة القضايا الخلافية التي تهم “سيادة القانون” ببولونيا”.

وأبرزت صحيفة “نوفي ساش” أن “الكل ينتظر مضمون تقرير نائب رئيس المفوضية الأوروبية بخصوص الزيارة لبولونيا ،الذي سيتم الإعلان عنه اليوم الأربعاء، إلا أن وارسو الآن مطمئنة أكثر من أي وقت مضى ،بأن فحوى هذا التقرير سيكون إيجابيا بالنسبة لوارسو ،التي من جهتها أبدت انفتاحا غير مسبوق على توصيات المفوضية الأوروبية بخصوص قضية “سيادة القانون” “.

وتابعت الصحيفة القول إن “الحوار البناء والواقعي دائما ما يفضي الى نتائج ملموسة وإيجابية ،وهو ما أدركته عمليا على ما يبدو حكومة ماتيوس مورافيسكي ،التي فتحت قنوات الاتصال المباشر مع المفوضية الأوروبية ،عكس حكومة بياتا شيدلو التي أغلقت آذانها وتشبثت بمواقفها ،ما تسبب في شنآن كبير بين وارسو وبروكسيل “.
في اليونان ،تواصل الصحف اهتمامها بالتوتر بين أثينا وأنقرة ،والذي زاد حدة بعد إطلاق القوات اليونانية النار على مروحية تركية خرقت مجالها الجوي مطلع الأسبوع.

وكتبت (تو فيما) إن ”صرخات الحرب الأخيرة على ضفتي بحر إيجة والاعتزاز القومي الزائد الذي زرعه رجب طيب أردوغان في المجتمع التركي ،يشكلان وضعا متقلبا ذا عواقب مجهولة“.

وأضافت الصحيفة أن ”الهدوء وعدم الانجرار نحو التصعيد مطلوبان، مع الاستعداد لجميع الاحتمالات المحتملة“ ،مشيرة الى أن ”الحقيقة القاسية هي أن القوات المسلحة اليونانية في حاجة لتحديث أسلحتها وتأهيل قواتها الجوية ،وبالخصوص 85 طائرة (إف 16) وتحديث بحريتها وفرقاطات (ميكو)“.

وقالت إن الأزمة الاقتصادية قلصت من ميزانية الدفاع اليونانية ،وتشعر أثينا بالقلق بشكل خاص إزاء التهديد المزدوج لأنقرة ،جراء عزمها شراء أنظمة الصواريخ (إس 400) الروسية والمقاتلات الشبح الأمريكية (إف 356).

صحيفة (تا نيا) كتبت أن الجيش اليوناني والتركي مسلحان بقوة ،وذلك منذ سبعينات القرن الماضي ،حيث يخوضان سباقا محموما نحو التسلح للردع المتبادل ،وكان هذا الموضوع أحد أسباب أزمة الديون اليونانية.

وقالت الصحيفة إن أثينا أنفقت 6 في المائة من ناتجها الداخلي الخام على الجيش أكثر من أي بلد آخر في حلف شمال الأطلسي ،وغالبيتها كانت تمول بقروض جديدة ،غير أنه بعد اشتداد الأزمة الاقتصادية تراجعت وحدات الجيش اليوناني من 128 الف في 2009 الى 106 ألف حاليا ،فيما تراجعت نفقات الدفاع من 9 مليارات أورو في السنة ذاتها الى 7ر4 مليار أورو العام الماضي.

وأضافت الصحيفة أنه رغم ذلك فهذا الرقم مرتفع حيث يمثل 36ر2 في المائة من الناتج الداخلي الخام للبلد ،بينما لا يتجاوز المعدل في حلف شمال الاطلسي 46ر1 في المائة ،وفي المقابل يبلغ إنفاق تركيا العسكري على الدفاع 1ر12 مليار دولار سنويا أو ما يمثل 5ر1 في المائة من ناتجها الداخلي الخام.

وفي روسيا، أفادت صحيفة (كوميرسانت) أن الدبلوماسيين الأمريكيين والروس سيبدؤون قريبا التحضير لعقد اجتماع بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وذلك مباشرة بعد جلسة الاستماع التي سيعقدها مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الجمعة المقبل للنظر في تعيين رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق مايك بومبيو في منصب وزير الخارجية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من الكرملين أنه في ظل المواجهة الحالية بين موسكو وواشنطن لن يكون من السهل عقد مؤتمر قمة ثنائي بين رئيسي البلدين، لكنها لم تستبعد إمكانية لقاء بين الزعيمين في أواخر السنة الجارية ،على هامش قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها بالأرجنتين.

وذكرت الصحيفة أن ترامب اقترح على بوتين ،خلال المكالمة الهاتفية التي أجرياها في 20 مارس الماضي ،عقد لقاء ثنائي، وأعرب عن استعداده للقيام بزيارة لموسكو إذا بادر بوتين بزيارة العاصمة الأمريكية أولا.

ونقلت الصحيفة تأكيد المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن الرئيس الأمريكي كان يخطط للاجتماع مع بوتين ،رغم الجولة الجديدة من العقوبات القاسية المفروضة على روسيا ،التي أدرجت في القائمة السوداء 38 من رجال الأعمال والمسؤولين الروس إلى جانب عدد من الشركات الكبرى.

من جهتها، تناولت صحيفة (إزفيستيا) الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء السوري عماد خميس رفقة وفد هام لشبه جزيرة القرم للمشاركة في الدورة الرابعة لمنتدى يالطا الاقتصادي الدولي ،الذي سيناقش مجموعة من القضايا الدولية الهامة من بينها إعادة إعمار سوريا.

ونقلت الصحيفة تأكيد رئيس جمهورية القرم، سيرغي أكسيونوف، أن المنتدى ،الذي سيعرف مشاركة عدد من الوزراء ورجال الأعمال السوريين ،سيشكل مناسبة لمناقشة سيناريوهات إعادة إعمار سوريا ،وسبل تطوير التعاون الثنائي والإقليمي على حد سواء، كما ستتم دعوة عدد من الشركاء والخبراء للانخراط في الجهود المشتركة لإعادة إعمار هذا البلد.
وفي تركيا ، أكدت صحيفة (الفجر الجديد) أن “سوريا يجب أن لا تتحول إلى مسرح للمواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا، ودعت إلى منح الأولوية للجانب الإنساني وتحكيم الضمير والعمل على وقف المجازر”.

وقالت الصحيفة إن المدنيين يموتون ،سواء بالأسلحة الكيميائية أو التقليدية، معتبرة أنه يتعين على المجتمع الدولي في جميع الأحوال أن يتصرف بنفس الطريقة بغض النظر عن نوع الأسلحة المستخدمة.”

واعتبرت أن النظام السوري هو المسؤول الأول عما يقع، وذكرت أن الذين يمتلكون إمكانية وقف هذه المجازر ولم يفعلوا ذلك ،يتحملون هم أيضا جزءا من المسؤولية.

من جهتها، كتبت صحيفة (ستار) أنه بالنسبة لأنقرة ،فإنه من المؤكد أنه تم مجددا استعمال الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين يوم السبت الماضي في مدينة دوما السورية (بالغوطة الشرقية)، لكنه يتعين تأكيد الأمر من قبل الخبراء بعد فتح تحقيق في الموضوع.

صحيفة (الحرية دايلي نيوز) ذكرت من جهتها أن تركيا ترفض الدعوة التي وجهتها لها روسيا بتسليم منطقة عفرين (شمال غرب سوريا) إلى إدارة دمشق ، مشيرة نقلا عن الرئيس أردوغان إلى أنه يتعين في بادئ الأمر “الحديث عن عودة المناطق التي تسيطر عليها دول أخرى إلى سوريا”.

ونقلت تأكيد الرئيس أردوغان أن أنقرة ليست بلدا غازيا أو له أهداف في الأراضي السورية وستقرر وحدها كيفية إرجاع المنطقة للشعب السوري، مضيفا “عندما يحين الوقت ، سنعيد عفرين الى سكانها الحقيقيين ، لكن الامر متروك لنا لتحديد الموعد، وليس للسيد لافروف”.

وفي النمسا، توقفت صحيفة (داي بريس) عند الفوز الكبير الذي حققه حزب “فيدز” الوطني المحافظ بالمجر الذي يتزعمه رئيس الوزراء فيكتور أوربان ، وعلقت على التصريح الذي أدلى به رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يانكر الذي دعا إلى احترام القيم الأوروبية المشتركة.

واعتبرت الصحيفة أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي الاهتمام بالمشاكل الأكثر أهمية بدل التركيز على الظاهرة التي خلقها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وإعطائها قيمة أكبر من حجمها.

قد يعجبك ايضا

اترك رد