نجيب لمزيوق: بيان مراكش
الزائر لمدينة الحمراء من أول جولة سيجد نفسه بين مفارقتين غريبتين ..مراكش كما يروج لها من خلال قنوات الإستقطاب السياحي التي تصرف عليها ملايير الدارهم من أجل التعريف بتاريخ المدينة الحضاري اجتماعيا وفنيا وآدبيا وثراثيا في شقيه المادي واللامادي.
وأنت خارج من احد ابواب المحطة الطرقية او حتى محطة سيارة الأجرة تلمح عينيك سور مراكش العظيم الشامخ وهو يحكي عن تاريخ مجيد من الإنتصارات على كل الأصعدة
وأنت تقترب منه تتفاجأ بالكارثة، تتفاجأ بما يندى له الجبين …جنبات السور التي تحكي عن كم عدد الجيوش التي مرت بجانبه وهي تدك الارض دكا في طريق البحث عن المجد..تشعر بالأسف وأنت ترى ذاك التاريخ يغطى بمخلفات بني البشر التي تجعلك تتأسف عن تغير في الفكر من الافضل إلى الأسوأ من أجداد بنوا الحضارة ألى أحفاد يهدمونها بالقذارة.
مراكش القديمة حينما لم يكن هناك تكنولوجيا ولا مهندسين بالشكل الحديث ثم بناء دورة مياه في كل زقاق تكون متنفسا للزائرين الغرباء عن المدينة وكذلك مكان وضوء المصلين ولازال العديد منها حاضرا إلى الآن يحاكي الزمن.
اليوم مع التقدم العلمي العمراني الاجتماعي لم تعد دورات المياه موجودة في مخططات التهيئة الامر الذي جعل المضطر يقضي حاجته بجانب السور أو الحدائق أو بين السيارات وبدل أن يشم الزائر رائحة أزهار امسى يشم رائحة القذارة.
نزلاء مراكش يتعجبون كيف لمسؤولي المدينة لم يفكروا في نظافتها من كل الاوجه، المحطة الطرقية مثلا دورة مياهها بدون ماء ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون الحال؟؟
محطة سيارات الأجراة التي تستقبل الألآف من المسافرين يوميا لا تحتوي ولو على مرحاض واحد!! مما جعل محيط المحطة بالكامل عبارة عن مرحاض مفتوح الامر الذي يجعل المار بجانب هذه المحطة يسارع الخطوات وهو واضع يده عن أنفه…أمر مقزز يكذب كل جميل يروى عن هذه المدينة الاسطورية…التي تحولت من عاصمة الأمجاد إلى عاصمة الأزبال والمناظر المقززة بفعل مجالس متخلفة فكريا لم تتاسى بالماضي مما جعلها تدفن الحاضر.
أمام مواطن أخرص ومطبل يردد لازمة قولو العام زين…