تطرقت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الجمعة ، إلى تطورات الوضع في سورية في ضوء محادثات جنيف (4) والظاهرة الإرهابية في الشرق الأوسط والجهود التي تبذلها دولة الإمارات لاستعادة الأمن في اليمن والسجال حول قانون الانتخابات النيابية المقررة في ماي المقبل بلبنان وجولات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في آسيا وزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقاهرة.
ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان “القمة المصرية الألمانية” أنه من الطبيعي أن تكون أنظار العالم قد توجهت أمس لمتابعة القمة المصرية الألمانية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل بالقاهرة، وألمانيا حريصة على التشاور مع مصر حول ثلاثة ملفات غاية في الأهمية بالنسبة للعرب ولمصر ولأوروبا، بل وللعالم كله.
وذكرت أن الملف الأول، هو الأوضاع في ليبيا، وهو لا ينفصل عن قضية أخرى تشغل بال الألمان فى الوقت الراهن، وهي قضية تدفق اللاجئين عبر ليبيا إلى الشواطئ الأوروبية، ومسألة اللاجئين تمثل اهتماما خاصا للألمان على اعتبار أن ألمانيا هي المستقبل الأوروبي الأكبر لهؤلاء اللاجئين ، والملف الثاني هو مكافحة الإرهاب، وهو لا ينفصل أيضا عن ملف الهجرة واللاجئين، ومن البديهي تبادل المعلومات بين البلدين حول سبل مكافحة هذا الخطر الذى يتهدد الجميع.
ويبقى أن الملف الثالث ، تضيف الصحيفة، هو التعاون الاقتصادي بين مصر وألمانيا، مشيرة إلى أن قمة الزعيمين السيسي وميركل، تناولت بالفعل الفرص المتاحة أمام الشركات الألمانية في مصر، وأيضا الاستفادة المصرية من فرص التدريب التي توفرها تلك الشركات للشباب المصري، وزيادة التبادل التجاري.
وفي موضوع ذي صلة ، كتبت جريدة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان “قضايا متنوعة وإيجابيات متوقعة” أن الخبراء أجمعوا على الأهمية الخاصة للقمة المصرية الألمانية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سواء في التوقيت أو في جدول الأعمال الذي ستبحثه القمة وأيضا في النتائج الإيجابية المتوقعة وعلى أرضية علاقات تاريخية ومتينة ومتنوعة المجالات ويواجه قادتها مسؤولية التصدي لهواجس إسقاط حل الدولتين اليهودية والفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لإنهاء النزاع المرير في الشرق الأوسط .
وأضافت أن المسؤولة الألمانية تشاطر القيادة المصرية رؤيتها في ضرورة التصدي العالمي الجاد للإرهاب والتطرف وتجفيف منابعهما لصالح استقرار العالم والتنمية المتكاملة للشعوب.
أما جريدة (الأخبار) فكتبت تحت عنوان “الطريق إلى الانتصار” أن الضرورة تفرض الإدراك الواعي بأن الطريق للانتصار في الحرب الشاملة ضد جماعة الضلال والإرهاب، هو الطريق الذي يحتشد فيه الشعب بكل قواه المدنية وهيئاته الاجتماعية، من المثقفين والمفكرين ورجال الأزهر والكنيسة يدا واحدة وصفا واحدا، مع القوات المسلحة ورجال الشرطة في مواجهتهم لقوى الشر وجماعة التكفير أعداء الوطن والحياة.
وقالت إن ذلك يتطلب الإيمان كشعب طرف أساسي في هذه المواجهة الشاملة مع الإرهاب، وإنه جزء رئيسي في الحرب الشرسة التي تخوضها البلاد الآن ضد قوى الظلام.
وأضافت أنه في هذا الخصوص لابد أن من الإدراك بوعي أن هذه المواجهة وتلك الحرب يجب ألا تقتصر على القوات المسلحة والشرطة فقط، مهما كانت قوتهم وشجاعتهم، ومهما كان استعدادهم الدائم للتضحية في سبيل الشعب والوطن.
وبالأردن، كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال، أن ما يجري على الحدود الشمالية مع سورية، يعبرعن رسالة خطيرة تعبر عن مضمون يتسم بالشراسة، في ظل معرفة الحقيقة الواضحة التي تقول إن تحرك (داعش) والنصرة، وإعادة انتشارها في الجنوب السوري، لا يخرج عن سياق تجاذبات الأطراف المتصارعة، وهو، بحسب الصحيفة، امتثال لأوامر المحركين من أصحاب التمويل والتسليح من جهة، وفي سياق المعرفة والتنسيق من الأطراف الأخرى المؤثرة التي ترقب التحركات عن كثب.
واعتبرت أن ما يحتاجه العرب في الدرجة الأولى وعلى وجه التحديد يتمثل في الوصول إلى صياغة موقف عربي موحد له رؤية متوازنة قائمة على تشخيص مصلحة الشعب السوري أولا، ومصلحة الشعوب العربية المجاورة ثانيا، ومصلحة العرب جميعا ، والتي لا تخرج عن هدف وقف شلال الدم في سورية، وإعادة المهجرين ضمن دولة واحدة وأرض موحدة وشعب موحد، بقيادة حكومة انتقالية تمثل أطراف الشعب السوري ومكوناته، وتتحمل مسؤولية الإعداد لسورية المستقبل وإعادة إعمارها وإرساء قواعد السلم المجتمعي وإيجاد نظام ديمقراطي حقيقي.
من جهتها، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان “أمن المعابر والحالة الأردنية”، أن الظاهرة الإرهابية في الشرق الأوسط فرضت ضغوطا شديدة على أمن المعابر والحدود والقوات المنوط بها حمايتها في كثير من البلدان العربية، مشيرا إلى أن الحالة الأردنية تكاد تقدم نموذجا على الطابع الإقليمي للظاهرة الإرهابية وضرورات اشتقاق أطر إقليمية لمحاربتها ووقف تمددها في المنطقة العربية.
وأشارت إلى أن الهجوم العنيف الذي شنه “داعش” في الآونة الأخيرة على معبر (طريبيل) الحدودي بين الأردن والعراق وقتل خلاله 16 شرطيا عراقيا، يعني أن ملف أمن المعابر الحدودية بين الأردن والعراق والسعودية، بات موضوعا حيويا يستوجب مقاربات وحلولا ذات طابع إقليمي، إلى جانب التفاهمات الثنائية والمسؤولية الذاتية.
وأضافت الصحيفة أن الخطر المقبل من سورية على هذا المثلث الحدودي، في حال التقدم في معركتي تحرير الرقة وتدمر، يبدو أنه سيجعل خلق الأطر الإقليمية لمحاربة التنظيم ودحره أكثر إلحاحا ، وخاصة في الستة أشهر المقبلة.
أما صحيفة (الرأي)، فكتبت في افتتاحيتها على زيارة العمل التي يقوم بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لبريطانيا، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الملك خلال لقاءاته المكثفة والمتواصلة مع المسؤولين البريطانيين، بما فيهم رؤساء وأعضاء عدد من اللجان في مجلسي العموم واللوردات في البرلمان، حرص على اطلاعهم بكل ما يجري في المنطقة والقضايا الإقليمية ذات الصلة وفي مقدمتها الحرب على الإرهاب وعملية السلام، والأزمة السورية.
وفي هذا الصدد، تضيف الصحيفة، حذر الملك عبد الله الثاني، وهو يدعو إلى محاربة الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية، من ظاهرة الخوف من الإسلام، وعزل المجتمعات الإسلامية في الغرب، حتى لا يستخدمها المتطرفون كوسيلة لتغذية أجندتهم الإرهابية، وضرورة احتواء خطاب الكراهية ومعاداة الإسلام لمنع الفتنة وحماية الجاليات الإسلامية في الغرب من التطرف. وبلبنان، علقت (الديار) على السجال حول قانون الانتخابات النيابية المقررة في ماي المقبل بالقول إن إبقاء “الغموض” المقصود على “طبخة” قانون الانتخابات يخفي في طياته عملية “احتيال جديدة” يجري الإعداد لها بعيدا عن الاضواء لإنتاج صيغة تحمل في الشكل اسما لقانون (…) يقدم للبنانيين على أنه إصلاح للقانون الانتخابي.
وأوضح كاتب المقال أن الواقع هو أن هذا القانون هو إعادة إحياء ما يسمى بالقانون “الأرثوذكسي” (يعتمد على توزيع المقاعد على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة)، وسيعيد في حال تم التوافق عليه، انتاج مجلس نواب “معلبا” حيث ستتحكم به سطوة “الثنائية الشيعية” (حزب الله وحركة أمل)، تضاف اليها “ثنائية مسيحية” وازنة، مقابل أحادية سنية، يتحكم بها (تيار المستقبل)، الذي يتزعمه سعد الحريري، وأخرى درزية لوليد جنبلاط، أما (الحزب القومي السوري) فسيكون خارج المجلس فيما دخول بعض المستقلين، سيكون مجرد “ديكور” في مجلس نيابي يريده صاحب المشروع وزير الخارجية جبران باسيل خاليا من “ديوك الحي”.
أما (الجمهورية) فقالت إن ثلاثة ملفات أساسية تتحكم بالبلاد، حاليا يتصدرها ملف قانون الانتخابات النيابية السالك حتى الآن “طرقا متعرجة”، يليه ملف الميزانية العامة التي يتابع مجلس الوزراء البحث في أرقامها، وسط أجواء تفاؤلية بإمكان إقرارها الأسبوع المقبل، وملف الزيادة في الأجور للقطاع العاموطذا التعيينات في المناصب الأمنية.
وكشفت أن مجلس الوزراء سيعقد الأسبوع المقبل جلسة عادية لإقرار التعيينات في المناصب العسكرية والأمنية في ستة مواقع هي ” قيادة الجيش، ومدير عام لقوى الأمن الداخلي ومدير عام أمن الدولة وأمين عام لمجلس الدفاع الأعلى والمدير العام للأمن العام.
من جهتها اهتمت (المستقبل) بمحادثات جنيف 4 حول سوريا، مشيرة الى أن المفاوضات عادت الى نقطة الصفر أمس، مع تلاشي رهان المعارضة السورية على دور روسي إيجابي في الضغط على نظام دمشق للدخول بجدية في بحث القضايا السياسية الأساسية، إذ لم تمتنع موسكو عن لعب هذا الدور وحسب، بل إنها حم لت المعارضة مسؤولية «تقويض الحوار».
وقالت إن هذا التطور في جنيف ترافق مع متغيرات ميدانية هدفت الى تكبير دور “جيش الأسد” إذ أخلى (داعش) له مدينة تدمر التاريخية، في عملية وصفتها المعارضة ب”تسليم وتسلم”، فيما أعلنت فصائل كردية مدعومة من واشنطن اتفاقها مع روسيا على تسليم قوات النظام عددا من القرى الواقعة على تماس مع مناطق سيطرة الثوار المدعومين من تركيا في شمال سوريا.
وفي قطر، توقفت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها عند الحاجة الى تطبيق المساءلة الجنائية في حق مرتكبي الجرائم في سورية في سياق دعوة بهذا الخصوص أطلقتها الدوحة أمس الخميس على لسان مندوبها الدائم بجنيف على هامش أشغال الدورة 34 لمجلس حقوق الإنسان.
فتحت عنوان “مواقف راسخة لدعم الشعب السوري”، كتبت صحيفة (الوطن) أن قضية الشعب السوري “تصدرت طيلة الفترة الماضية، أولويات السياسة الخارجية لدولة قطر”، وأنه “وسط المواقف الاقليمية والدولية المشهودة تميزت قطر بوضوح وثبات موقفها المعلن بالوقوف إلى جانب الاختيارات الحرة للشعب السوري”، معربة عن الأمل في أن “يتوج نضال السوريين قريبا، بتحقيق كافة تطلعاته المشروعة”.
ومن جهتها كتبت (الراية) أن نظام الأسد وروسيا يسعيان “بكل السبل والحيل لإفشال الجولة الحالية لمفاوضات جنيف4 بمواصلة الغارات ضد المدن السورية وحصارها وعدم الالتزام بالهدنة المعلنة والسعي لشراء الزمن بالتسويف والمماطلة”، معتبرة أن محاولة النظام السوري إدخال بند الإرهاب كنقطة رابعة أمر “غير مقبول ويؤكد وجود نية مبيتة لإفشال الجولة الحالية”.
وارتأى كاتب افتتاحية الصحيفة، تحت عنوان “التشكيك بالمعارضة السورية مرفوض”، أن اتهامات الخارجية الروسية وتشكيكها في قدرة المعارضة السورية على التوصل لاتفاق بجنيف، “جزء من مساعي إفشال هذه الجولة”(..) وهي “مردودة إليها باعتبار أن روسيا والنظام هما الطرفان المعرقلان للمحادثات”، كما أن في ذلك “ما يقدح في دور روسيا كشريك رئيسي في المفاوضات ويؤكد أنها ليست محل ثقة لا المعارضة ولا المجتمع الدولي”، مسجلا أن “الانتقال السياسي” الذي يتحدث عنه دي ميستورا “لن يتحقق إلا بقبول نظام الأسد التقيد بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي حدد عملية انتقال سياسي بسورية تتضمن ل”صياغة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة وإنشاء نظام حكم يتسم بالشفافية ويخضع للمساءلة”.
واعتبرت صحيفة (الشرق) تحت عنوان “قطر تطالب بتفعيل آلية المساءلة في سوريا” أن “إفلات الجناة والمجرمين السوريين من العقاب على مختلف المستويات يؤدي حتما إلى تزايد الجرائم”، مشددة على الحاجة الى “محاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات والفظائع بحق المدنيين الأبرياء، إذا ما أراد المجتمع الدولي إنفاذ سيادة القانون والعدالة وإرساء الأمن والسلام في سوريا”.
وذكرت الصحيفة، في هذا السياق، بالقرار الذي كانت تقدمت به قطر وإمارة لشتنشتاين لإنشاء آلية مستقلة ومحايدة للتحقيق ومساءلة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في سوريا، وهو القرار الذي “تم اعتماده فعليا في دجنبر الماضي”.
وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن جولات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الناجحة في آسيا، والجولات الخليجية التي قام بها كل رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، هي جولات تسعى إلى تأكيد دور الحوار المباشر واللقاءات المباشرة في تحقيق الاتفاقات بين الدول الخليجية والآسيوية، وهي “أحوج ما تكون إلى التنسيق والتعاون الاقتصادي والأمني وفي كل المجالات لتواجه التحديات التي تتعرض لها حاليا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن خادم الحرمين الشريفين الذي يقوم بجولة آسيوية حققت العديد من الاتفاقات والنجاحات، أكد أن التحديات التي تواجه العالم وفي مقدمتها الإرهاب تحتم على الجميع تعميق الحوار وتكثيف الجهود لمواجهة هذه التحديات، مذكرة بأنه قام بزيارة ناجحة لماليزيا تم خلالها إعلان إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا. وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة (الوسط) إن العرب تحولوا في ظل دولهم الوطنية لشعوب تتصارع عبرها كل قبيلة وفئة وطائفة مع الأخرى، معتبرة أنهم يشكلون “كتلة كبيرة يوشك التاريخ أن يغلق أبوابه عليهم، إلا إذا صنعوا مخرجا لضياعهم عبر نموذج متقدم وعمل جماعي”.
وأوضحت الصحيفة في مقال بعنوان “المشروع العربي الغائب والمستقبل”، أن قوى كثيرة تحاول استغلال الفراغ الذي يتركه العالم العربي لفتح الباب أمام سيطرتها، مشددة على أن نجاح العرب في بناء مشروع جوهره سلوكيات ديمقراطية ومؤسسات حديثة ورؤية قومية وارتباط ثقافي بالعالم وبالمكون الحضاري الإسلامي (في إطار الحريات)، سيتحول لقوة لمواطني هذا الإقليم.
وفي السعودية، واصلت الصحف المحلية اهتمامها بالجولة الأسيوية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وكتبت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها أن خادم الحرمين “أطلق من قلب العاصمة الإندونيسية دعوة لتوحيد صف الأمة الإسلامية، ودعا إلى إيجاد حلول للمشكلات التي تتعدى نطاق الأمة الإسلامية لتشمل العالم أجمع الذي يعاني اليوم من تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب التي تستهدف الوجود الإنساني بشكل عام، بعيدا عن التصنيفات والتسميات التي تحاول إلصاق الإرهاب بجنس أو بدين”. وأضافت أن خادم الحرمين حذر أيضا العالم من عواقب عدم احترام سيادة الدول، والتدخل في شؤونها الداخلية، “واللذان يمثلان تهديدا للأمن والسلم الدوليين، ويشكلان أرضية خصبة لفصول جديدة من صراعات البقاء، ومعها سلسلة لا تنتهي من الأزمات السياسية والمواجهات العسكرية التي يذهب ضحيتها الإنسان أيا كان دينه الذي يعتنقه والعرق الذي ينتمي إليه والوطن الذي يحمل جنسيته”.
وتحت عنوان “الجولة الأسيوية، نقلة تاريخية”، أبرز مقال أوردته صحيفة (عكاظ) الأبعاد الاقتصادية لهذه الجولة التي تمثل حسب كاتب المقال “نقلة تاريخية وبداية لانضمام السعودية في الاقتصاديات الأكثر نموا في العالم، إذ تحمل الزيارة في طياتها توقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية والاستراتيجية التي تدعم رؤية 2030 التي تدعم أكبر عملية إصلاح اقتصادي في تاريخ الوطن”.
وخلص كاتب المقال إلى هذه الجولة الأسيوية تؤكد البعد العالمي لرؤية 2030 الرامية إلى ترسيخ الانفتاح الاقتصادي للمملكة وتنمية الاستثمارات السعودية من خلال إنشاء أكبر صندوق اقتصادي استثماري سيادي في العالم سعيا إلى تنويع مصادر الاقتصاد الوطني بعيدا عن الارتهان إلى النفط.
ومن جهتها، كتبت يومية (الجزيرة) في مقال تحت عنوان “الملك سلمان والتوجه شرقا” أن الجولة الأسيوية لخادم الحرمين الشريفين تندرج في إطار “هندسة العلاقات السعودية الدولية عبر تعزيز التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي مع الدول الصديقة للمملكة، وحل القضايا والأزمات الدولية، ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، وتعزيز الشراكة الاقتصادية والتنموية والإنسانية”.
وأضافت أن هذا التحرك الدبلوماسي “يأتي في ظل تحولات دولية إقليمية وعالمية، قد تسفر عن ولادة نظام عالمي جديد. وهذه الولادة المتعسرة قد تنجم عنها مزيد من الصراعات والنزاعات بين الدول، وقد تجدها دول إقليمية فرصة سانحة لمد النفوذ والهيمنة، بما يؤثر على أمن الممرات الحيوية، وأمن الطاقة العالمي، وعبر الإساءة للعالم الإسلامي من خلال دعمها للإرهاب، وإيواء قياداته، وتوظيفه لضرب الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي”.
وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها أن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل جهودها في دعم استعادة الأمن والاستقرار في اليمن ، عبر تقديم المساعدة وتأهيل قوات الجيش والأمن اليمنيين، ضمن جهود شاملة تتضمن تعزيز قدرة الشرعية على نشر الأمان في المناطق المحررة من الانقلابيين، وتعزيز قدرتها على ملاحقة المتمردين، ومهاجمة أوكارهم .
وأبرزت الافتتاحية أن تلك الجهود أثمرت عن نتائج ملموسة في مجال حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب، كما أسهمت في طرد الجماعات المسلحة من مناطق عدة، في خطوة أولى نحو إعادة الحياة إلى مسارها الطبيعي .
وأضافت أن جهود قوات التحالف العربي تسجل، في الوقت نفسه، إنجازات جديدة في دحر مثلث الخراب في اليمن، المكون من متمردي الحوثي وزمرة صالح والقاعدة، وتسجل مآثر في إحباط المخططات الخبيثة التي يديرها رعاة الخراب .
ولاحظت (البيان) أن تمكن مقاتلات التحالف العربي من استهداف المخازن السرية للصواريخ والأسلحة الإيرانية في صعدة، جاء “ليشكل صفعة قوية للميليشيات الانقلابية، ويقدم دليلا دامغا آخر على حجم التورط الإيراني في إذكاء المأساة اليمنية، ومحاولة طهران إبقاء البلد الشقيق مختطفا، في سياق حسابات أوسع، ترمي إلى تدمير المنطقة” .
ومن جهتها، أكدت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أنه لن تنجح أمة في التاريخ إذا سمحت لليأس أن يتسلل إلى مسيرتها، وطالما آمنت بالأمل وضرورة تحويله إلى واقع ملموس لتنعم به شعوبها، مشددة على أن ” هذا ليس شعارا مجردا أو تفاؤلا مجردا من الأسباب، بل هو في حقيقته خطة عمل وأفكار وجهود تؤسس للانتقال من حالة إلى أفضل” .
وأضافت الصحيفة أنه في مساع حميدة لاستعادة المجد العربي، ها هي الإمارات ،ºوإيمانا منها بواجبها القومي ومسؤوليتها ورسالتها تجاه الشعوب، تطلق المبادرات الشاملة الهادفة للارتقاء بالإنسان العربي وإعادة تأسيسه على كل ما يمكن البناء عليه لتستعيد الأمة ألقها ودورها الإنساني والعالمي.
أما صحيفة (الخليج)، فتطرقت في افتتاحيتها إلى العرض العسكري الذي قامت به القوات المسلحة الإماراتية أمس الخميس بأبوظبي، مؤكدة أن ” قواتنا المسلحة، في الحقيقة والمجاز، حصن الاتحاد، وهي في الحقيقة والمجاز أيضا، حصن أمن واستقرار المنطقة والوطن العربي من الماء إلى الماء”.
وأشارت الافتتاحية إلى أن القوات الإمارات أدت عبر العقودºأدوارا مشهودة في المحافظة على السلم والحد من أخطار الحروب والنزاعات، وصولا إلى دورها في اليمن،” نحو استعادة اليمن الشقيق وشرعيته، ونحو تحقيق المسار السياسي المتفق عليه خليجيا وعربيا ودوليا” .