إعادة تخليف ما يناهز 3100 هكتار من التشكيلات الغابوية المحلية بجهة العيون الساقية الحمراء من 2015 إلى 2017

0 534

تعتزم المندوبية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة العيون الساقية الحمراء إعادة تخليف ما يناهز 3100 هكتار من التشكيلات الغابوية المحلية خلال الفترة الممتدة ما بين 2015 و 2017 .

وتندرج هذه العملية في اطار استراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، التي تروم الحفاظ على الموارد الطبيعية وتنميها في منطقة الجنوب، من خلال إعادة إحياء وتجديد التشكيلات الغابوية الأصلية، ومكافحة زحف الرمال اتجاه المواقع والبنيات التحتية السوسيو-اقتصادية، والحفاظ على التنوع البيولوجي وتنميته على مستوى المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية المحددة في المخطط المديري للمناطق المحمية، وإنشاء أحزمة خضراء حول المراكز الرئيسية في المنطقة في إطار شراكة مع الأطراف المعنية.

وتفيد معطيات للمندوبية انه سيتم خلال الفترة ذاتها إحداث 20 نقطة ماء، و تهيئة100 كلم من المسالك الغابوية، ومحاربة زحف الرمال على مساحة 315 هكتار، و إقامة أحزمة رملية على مسافة تقدر ب 15 كلم ، بالإضافة الى تنصيب علامات التشوير، وتحسين المراعي عن طريق غرس مساحة 4000 هكتار بنبات الصبار، و توزيع 540 وحدة من أجباح النحل.

كما ستم العمل على إنشاء وتهيئة مشتل غابوي بكل من بوجدور وأوسرد، وإنشاء ما يناهز 200 هكتار من الأحزمة الخضراء بكل من آسا وطاطا وبئر كندوز، وإنتاج ما يناهز 3 مليون شتلة، وإنشاء محطات تأقلم الوحيش بكل من بوجدور والسمارة.

وعلى ضوء النتائج المشجعة و المحصل عليها فيما يخص تأقلم الطلح الصحراوي مع محيطه وكذا تقنيات الانبات و التشجير وعمليات الصيانة بما فيها السقي، سيتم مستقبلا توسيع نطاق التشجير ليشمل مساحات أكبر.

وبخصوص الانجازات المحققة في هذا الميدان، وخاصة خلال الفترة الممتدة من 2005 الى 2014 ،تسجل المعطيات انه تمت محاربة زحف الرمال بالتثبيت الميكانيكي و البيولوجي للكثبان الرملية في منابعها على مساحة 1200 هكتار، و اقامة حوالي 16 كلم من الحواجز التلية ساهمت في حماية التجهيزات و البنيات الأساسية ، والتي تشمل المدخل الشمالي لمدينة العيون، ومطار الحسن الاول بالعيون، والمحيط السقوي لفم الواد، والمحطة الحرارية للمكتب الوطني للكهرباء، ومدينة السمارة، وقرية الصيادين ببوجدور، وواحتي النخيل بكل من كلميم و طاطا، إضافة إلى نقط الماء والسواقي.

أما فيما يتعلق بحماية مدينة طرفاية من الترمل نظرا لانبساط تضاريسها وتواجدها في اتجاه تيارات بحرية ورياح الأليزي، فقد تم ابرام اتفاقية شراكة بين المندوبية السامية و عمالة إقليم طرفاية و المجلس البلدي للمدينة ووكالة الجنوب ووكالة الحوض المائي للساقية الحمراء بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 43 مليون درهم، بلغت مساهمة المندوبية السامية 37 مليون درهم.

ومن اجل المحافظة على التنوع البيولوجي عملت المندوبية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر على انشاء المنتزهات الوطنية لكل من اخنيفيس بطرفاية و ايريقي بطاطا و منتزه ثالث في طور الانجاز بالداخلة ،بالإضافة الى انجاز مخططات التهيئة و التدبير لهذه المنتزهات و للمواقع ذوي الاهمية البيولوجية و الايكولوجية لفم اساكا و أيت أومريبط على مساحة 350 الف هكتار ،علاوة على خلق محطتي تأقلم الوحيش بكل من العيون على مساحة 700 هكتار بجوالق، و محطة الصافية ببئر كندوز على مساحة 908 هكتار ، بحيث تم القيام بعملية اعادة ادخال الحيوانات المهددة بالانقراض او المنقرضة و تشمل المهاة -غزال ادم ، و النعام التي بدأت تتكاثر بصفة طبيعية في موطنها الجديد .

ووعيا من المندوبية بضرورة حماية و تخليف الاصناف المحلية التي تتعرض لإكراهات مرتبطة اساسا بالتقلبات المناخية و الرعي الجائر و الاستعمال المفرط لحطب التدفئة، تم تجديد 5410 هكتار من غابات الطلح و 460 هكتار من غابات الاركان، و انشاء احزمة خضراء حول مراكز رئيسية (السمارة ،العيون ،كلميم، الداخلة. . .) على مساحة 974 هكتار بغية خلق فضاءات للترفيه ، والاستجمام و تلطيف الجو للساكنة و ذلك باستخدام النباتات المحلية المقاومة للملوحة و الظروف الطبيعية القاسية.

وقد تم تنفيذ هذا البرنامج وفق منظور تشاركي مع ثلة من المتدخلين الذين اوفوا بالتزاماتهم في هدا الباب، كما عملت المندوبية على تحسين المراعي و ذلك على مساحة 4920 هكتار عن طريق غرس نبات الصبار الذي يساهم على الحفاظ على التربة و توفير الكلأ للماشية و تحسين المستوى المعيشي للساكنة (كلميم، طانطان)، وتهيئة الاحواض المائية للحد من الفيضانات و انجراف التربة و حماية المنشآت ببناء 29 ألف م3 من الحواجز المائية و مواصلة عمليات تأمين الملك الغابوي، بحيث بلغت المساحة التي توجد في طور التحديد المؤقت 58 ألف هكتار ، وفي طور التحديد النهائي 154 ألف هكتار ، وفي طور التحفيظ 23 ألف و920 هكتار.

وبخصوص الاجراءات المصاحبة، قامت المندوبية السامية بإنتاج أكثر من 10 ملايين من الشتائل الغابوية، جزء منها مخصص للتشجير وصيانة الأغراس القديمة، والجزء الآخر يوزع على مستفيدين من مدارس وجمعيات بغية توسيع النقط الخضراء، وإنشاء وتجهيز 28 من نقط الماء لتسهيل عملية ارتواء الماشية وسقي المساحات والمناطق المستفيدة من عملية التشجير ، بالإضافة الى فتح وصيانة المسالك الغابوية لفك العزلة عن الساكنة القروية على مسافة تقدر ب 295 كلم ، وتوزيع 685 من صناديق النحل و1000 من الأشجار المثمرة على الفلاحين والساكنة المجاورة للغابة من أجل خلق أنشطة مدرة للدخل، وبناء وصيانة وتجهيز أكثر من 21 من المساكن الغابوية قصد تحسين ظروف العمل للموارد البشرية وخلق فرص الشغل.

وخلصت المعطيات الى ان المندوبية السامية تبقى على أتم الاستعداد لدعم المشاريع التي تهدف إلى مكافحة التصحر بالمنطقة وتقديم يد المساعدة للتعاونيات وجمعيات المجتمع المدني التي تعطي أولوية لهده لعملية والمحافظة على البيئة، مؤكدة على أن جهود المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر متواصلة لحماية وتنمية المجال الغابوي، وأن نجاح الإستراتيجية المعتمدة وتحقيق الأهداف المتوخاة منها يرجع الفضل فيه إلى تعبئة شاملة وانخراط فعلي لكل الأطراف المعنية خاصة منها الجماعات الترابية والمنتخبين والمجتمع المدني، في تعميق التوعية والتحسيس لدى الساكنة بمدى أهمية الحفاظ على التراث الغابوي الوطني وعلى موارده المتنوعة.

قد يعجبك ايضا

اترك رد