مولاي المصطفى لحضى /بيان مراكش
يعرف قصر إݣلميمن الممتد في التاريخ زهاء أربع قرون مشاكل عويصة تتمثل في استقرار أزيد من 370 أسرة داخل هذا القصر في منازل طينية أغلبها إن لم نقل كلها مهددة في أي لحظة للانهيار خاصة بعد تساقط الامطار .
قصر إݣلميمن بجانب بعض القصور في إقليم الرشيدية تم اختياره للاستفادة من عملية الترميم ، و كان حجم الغلاف المالي المرصود في بداية الأمر هو مليار و سبعمائة مليون سنتيم ، و صُرف هذا المبلغ في تهيئة الصرف الصحي داخل القصر ، الأمر الذي خلف انتقادات عارمة في صفوف الساكنة التي حذرت آنذاك من خطورة تمرير مواسير الصرف الصحي تحت منازل طينية متهالكة على اعتبار أن أي تسرب للمياه قد يُعجل بانهيار تلك المنازل !
أما فيما يخص عملية الترميم الثانية فقد ابتدأت سنة 2017 من طرف مديرية القصور و القصبات و مندوبية السكنى و التعمير بالرشيدية بغلاف مالي قدره مليار و أربعمائة مليون سنتيم ، لترميم ستين (60) منزلا حسب تصريح المقاول ، ليرتفع عدد المنازل المطلوب ترميمها إلى مائة و سبعين منزلا (170) حسب المقاول ذاته تلبية لطلبات المجتمع المدني آنذاك ، و بمواكبة لجن مختصة من لدن مديرية القصور و القصبات و مندوبية السكنى و التعمير .
ساكنة قصر إݣلميمن بعد انتهاء عمليتي الترميم بشطريها الاول و الثاني ، لم تكن راضية على مستوى الاشغال القائمة في منازلها ، و عبرت عن سخطها العارم الذي تُرجم الى وقفة احتجاجية أمام مبنى الجماعة الترابية بكلميمة ، و تقديم شكاية في نفس الموضوع الى باشا المدينة.
و دخلت جمعيات المجتمع المدني و الحقوقي على خط الدفاع على حق الساكنة في سكن لائق يضمن كرامتهم الإنسانية ، فتشكلت لجنة تتبع ضحايا الترميم مكونة من السادة : لغزيل زايد و رابحة بالي و امامي محمد و رشيد عنزول ، مهمتها رصد الاختلالات و الخروقات في عمليتي الترميم التي كانت على الشكل التالي :
- التمييز في ترميم منازل دون غيرها .
-استغلال بعض المنتخبين للنفوذ في ترميم منازل خاصة بهم أو لذويهم
-تضرر بعض المنازل المجاورة لأخرى يتم ترميمها جراء نقل المعدات و إحداث تقب و تشققات بها .
-عدم موائمة المبالغ المرصودة للترميم في الشطرين الاول و الثاني، و المُقدرة بثلاثة ملايير و مائة مليون، للعمل المنجز على أرض الواقع .
و في اتصال مع حقوقيين و جمعويين ، فقد أكدوا أن الوضع داخل قصر إݣلميمن لا يطاق و غير قابل للسكن الآدمي ، و رصدت جمعية افريكا للتنمية و حقوق الانسان مغادرة بعض الأسر للقصر و اكتراء منازل في أحياء هامشية خوفا على حياتها و حياة فلذات اكبادها ، و تنتظر الهيئات الحقوقية و معها الساكنة المتضررة فتح تحقيق في الموضوع على اعتبار أن المبالغ المالية المرصودة لم تُترجم على عمليتي الترميم التي كان الهدف منها هو الحفاظ على التراث المادي و الذاكرة الوطنية .
و في جولة لنا داخل هذا القصر العتيق و لقائنا بمختلف الفئات العمرية ، فقد عبروا عن حنقهم و أسفهم من تجاهل المنتخبين لمطالبهم و عدم مواكبة حاجياتهم و مطالبهم المشروعة في سكن يحفظ آدميتهم .