استراتيجية بدون بوصلة.

0 247

أوربما تبدو الوضعية معقدة ملمحها الأساسي أنها بوصلة بدون استراتيجية.لا ادري هل تاهت استراتيجية اخنوش في تدبير الملفات الحارقة التي تقع تحت يديه بعدما فقدت بوصلتها. ولم تعد لها معالم نستطيع من خلالها فهم مايريد قوله . يبدو ان الرجل لايتقن لغة الخطاب لدرجة تساعده في تبيلغ رسائله .كلما تناول الكلمة تراه غير مستقر بين اللغة العربية التي يحاول جاهدا ركوبها في تعنت شديد ومفردات فرنسية لتجميل كلام فارغ و خطاب دارج كلما هم بالهجوم على خصومه. اعرف جيدا ان مقومات شخصيته توحي بمعطى اساسي أنه من النوعية التي تصفي حساباتها مع خصومها في صمت وبلاضجيج .له من عناصر القوة ما يمكن الوقوف عليها خارج شخصيته.
حدثين في بحر سنة 2022 التي ودعنا .كفيلين بتوضيح مانحن بصدد قوله. الاول حين سأله احد المعطلين باكادير بصوته المرتفع :” فين وعودك اسيد رئيس الحكومة ؟” رد عليه ببرودة وتهكم شديدين :”سلم على داك لي مسيفطك ” . الأمر الثاني :وفي نفس المدينة حين صرخ في وجه أحد المستشارين اثناء انعقاد الدورة قائلا له :” لاتحاولوا تغليط الناس بالكذب . شوفوا وجاهكم مع الصباح فالمرايا مزيان ..! لينتقل مباشرة الى اتهام المستشار بصفة انت كذاب.” الملفت أنه كررها عدة مرات بعدمالاحظ تواطؤا عاما وصمتا مريبا داخل الجلسة.لكن الصورة كما التقطتها شخصيا ساقطة ورديئة من كل الجوانب ، ولاتليق برئيس مجلس وحكومة . كثيرة هي المواقف التي تثبت فشل رئيس الحكومة في التواصل بل تبين بالملموس ان اغلب عناصر حكومة الكفاءات غير مقنعة باستثناء فوزي لقجع الذي يجيد التحرك في مجال اختصاصه وهو امر يعطيه قوة الشخصية والحضور المتميز .
في متابعة لمجريات جلسة المستشارين يوم الثلاثاء الماضي والتي خصصت للملف الصحي ببلادنا. أعتبرها شخصيا حصة ثقيلة بالمواجع مرهقة لدرجة لاتلمس من خلالها جدية في الطرح وتفاعلا في الاداء للتصويب والتقويم .فتتساءل مع نفسك ماجدوى متابعة هذا العبث . فكثير من الزمن المهدور يجعلك تكتفي بالتساؤلات والردود .لاحاجة لمتابعة العرض من بدايته فيكفي الاستماع للرد الأخير لتفهم مجريات اللقاء بأكمله . وانا اتابع التعقيب الأخير لأخنوش لم المس فيه صفة القيادة ذات التوجهات العامة والكبرى فمرة اراه وزيرا للاقتصاد واخرى وزيرا للفلاحة.العرض في مجمله لم يرتكز على منهجية بناء واضحة تستطيع من خلالها فهم مايريد قوله.سأكتفي بمثال واحد المطروح لمعالجة إشكال الحماية الإجتماعية فيما يتعلق بالتغطية الصحية . بشكل انطباعي وبعيدة عن كل مقاربة ذات نجاعة مأمولة طرح رئيس الحكومة أمرين خطيرين الأول قضية هروب الاطباء المغاربة خارج أرض الوطن وهو امر يعتبر هدرفظيع للطاقات وعوض البحث عن الاسباب الداخليةالتي تدفعهم للهجرة.القى باللوم على الدول المستقبلة . ولوح بالتعاقد كافق لحل اشكالية الخصاص .
الأمر الثاني دفع المواطنين لتأدية مقابل الخدمة الصحية أعتبره انقلابا واضحا على مقاربة الرميد الفاشلة. والسؤال كيف سنؤدي مقابلا ماديا لخدمة غير موجودة ؟ فالملف الصحي بالدستور المغربي( الفصل 31) يوضح ضرورة واولوية.الخدمة الصحية كحق دستوري .
يبدو ان منهجية السيد رئيس الحكومة فاقدة للبوصلة وغير مسنودة بمرجعية حقوقية و لابالتزامات أخلاقية. إنها مجرد انطباعات لن تعزز من قوتها مفردات تستغل في كل وقت وحين .من قبيل (سير سير سير …تضرب البوطو تدخل ولاماتدخل ) وغيرها من الكلمات التي استنفذت نشوتها ان لم نقل سكرتها مع واقع صحي مأزوم واستغلال سياسي فاشل .
ذ ادريس المغلشي .

قد يعجبك ايضا

اترك رد