شكل موضوع ” الإبداع النسائي في الصحراء المغربية” محور ندوة نظمنها ، أمس بالزاك، رابطة كاتبات المغرب فرع الزاك، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للكاتبة المغربية واليومي العالمي للمرأة .
وقارب عدد من الأكاديميين المهتمين بثقافة الصحراء وبقضايا المرأة، خلال الندوة ، التي نظمت بتنسيق مع المركز الجامعي للأبحاث و التكوين في مهن الطبيعة و التنمية المستدامة آسا الزاك والثانوية التأهيلية الرغيوة بمدينة الزاك أوجه الابداع لدى المرأة في الصحراء وتجلياته عبر سبر أغوار التيمات التي لامسها ،ثقافية واجتماعية ودينية..
وفي هذا الإطار تطرق الأستاذ حكيم بوغدا لظاهرة “التبراع” باعتباره أدبا نسائيا خالصا ووثيقة حية عبرت عن المضامين الثقافية و الوجدانية و الاجتماعية التي تحصلت عند المرأة الصحراوية من خلال حركيتها عبر التاريخ.
واعتبر الأستاذ بوغدا أن شعر التبراع هو طريقة لتصريف عواطف نساء الصحراء و أحاسيسهن مما يحقق لهن فرصة التحرر من قيود و أعباء الحياة اليومية، مع ما يميزه، أي التبراع، من ضوابط ايقاعية و بنائية و دلالية محددة كشكل شعري قصير و بسيط مما يضفي عليه طابع الخصوصية و الجمالية.
أما الأستاذة نزهة بيلا فأفردت مداخلتها خلال هذه الندوة لموضوع الممارسة الدينية النسائية بالصحراء، مركزة على ثلاث فئات ميزت المرأة في الصحراء.
وتحدثت في هذا السياق عن المرأة العالمة الحافظة للقرآن الكريم التي خصصت وقتها لتدريس القرآن الكريم وتلقينه للصغار، وعن المرأة المتصوفة ثم “الوالية” أو الصالحة.
وتحت عنوان ” الإبداع النسائي من خلال التراث المادي” تطرقت الأستاذة لالة عيلول إلى المساهمة القيمة للمرأة في التراث المادي بالصحراء، من خلال قيامها بمجموعة من الأشغال و إنتاجها لمجمل أساليب العيش في الصحراء من غزل للخيام و أواني للطبخ التقليدي، معتعبرة أن هذا الأمر يجسد وبشكل ملموس الدور الكبير للمرأة في التراث المادي لأهل الصحراء.
وسلطت الأستاذة عزيزة عكيدة الضوء على مساهمة المرأة في ثقافة الصحراء العامية أي الحسانية، وذلك بإبراز دور المرأة في تهذيب وتأديب الناشئة عبر النصح والتوجيه بالشعر الحساني “لغن” وشد قرائح الأبناء عبر مجموعة من الإجراءات.
وأشارت الى أن هناك نساء مغمورات استطعن أن يسجلن أسماءهن في تاريخ الصحراء رغم كل الصعوبات التي كانت عائقا أمام تصدر المرأة الحياة العلمية، وذلك رغم المكانة التي كان يوليها المجتمع لها.
وتميزت هذه الندوة بتكريم بعض سيدات المنطقة منهن السيدة نانة حديدي التي تعتبر كنزا بشريا حي لما تحمل من تراث شفهي لا مادي أصبح مندثرا ومبدعة في التراث اللامادي بالمنطقة .