” الإختيار “.

0 293

بيان مراكش/هشام الدكاني

في خضم فوضى الأيام التي تتوالى علينا بصعابها وتحدياتها ، ووسط مخلفات ما توارثناه من جيل لجيل ، أصبح من الصعب علينا إدراك حقيقتنا أو رسالتنا على هذه الأرض.
كل منا يعيث ويسرح بعيدا بحثا عن كل الطرق التي ستمكنه من الحفاظ على الماديات التي حصل عليها! يجاهد من أجل إرضاء الآخرين!!! وقبل الإقبال على أي شيء ، عليه أن يتأكد من مدى تقبل محيطه ، صحيح أن كل واحد منا هو نتيجة لمجموعة من التفاعلات الفردية والمجتمعية… لكننا علينا أن ندرك أن كل هذه الأمور سطحية وأن حقيقتنا تكمن في أمور أخرى تسكن جوهر كل واحد فينا… فحقيقتنا موجودة خلف كل الأدوار التي أوهمنا بها المجتمع ، وهي فضاء لا محدود ، فيه قوة روحية خلاقة ، تلهم وتعيش شغفها وتضفي على الكون جمالية أكثر.
وقليل من ٱستفاق لهذه الحقيقة وأدرك أنه وجد ليعطي ويعيش الوفرة على كل المستويات ، وليعيش في الخيرات التي أنعم عليه بها رب العالمين.
قليل من تيقن من وجود ٱتصال وثيق بين كل أفراد ومكونات هذا الكون… وقليل كذلك من آمن بأن الله سخر له هذا الأخير لخدمته…
ولا شك أن من وصل إلى هذه الخبايا تيسرت له الحياة وعاش فيها شغفه ، وترزق منه وبلغ به أحلامه وطموحاته. ومن لم يفكك هذه الشفرة عاش تعيسا يرى مكانه من خلال الخريطة يبدو له ضيقا لا يسع نملة…
أن تكون أنت يعني أنك تعيش في نسخة قريبة إلى جوهرك ، قد لا تناسب الآخرين لكنها تناسبك أنت لأنها لا تشبه أحدا سواك.
أما خضوعنا للبرمجة الإجتماعية التي تجعلنا نقدس الأصنام من الأفكار المغلوطة التي يروج لها باسم الدين والفرض والواجب والعادات والتقاليد…غالبا ما يبعدنا عن هذا الاختيار ، لنعيش حينها بين المتناقضات داخل دوامة العقل والحياة.
غير نفسك بنفسك من أجل نفسك لا من أجل الآخر ، فالإنسان غالبا مايذنب في حق نفسه أكثر مايذنب في حق الآخر.

قد يعجبك ايضا

اترك رد