مولاي المصطفى لحضى /بيان مراكش
أمام مرأى الجميع يتم القضاء على واحة غريس و استهداف اشجار الزيتون و النخيل و اقتلاعها من جذورها ، بغية تحويل الحقول الزراعية الى بقع أرضية و تشييد مباني عليها دون المرور بالاجراءات القانونية و الإدارية، لتحويل الارض الزراعية الى ارض سكنية .
المضاربون العقاريون اخترقوا الواحة و جعلوها مجالا لتحقيق أرباح مادية دون مراعاة التاريخ الايكولوجي لواحة غريس ، هذه الواحة ذات العمق التاريخي التي تعتبر رئة طبيعية لساكنة المنطقة و مصدر رزق لغالبية السكان على امتداد وادي غريس .
للأسف ، تكفي جولة واحدة للواحة في قصور تيعوانين بغريس العلوي، و جولة في مزرعة إݣلميمن، و أخرى بغريس السفلي حتى نقف على حجم اكتساح البنايات الإسمنتية لمناطق خضراء ممنوع فيها البناء .
و في سؤال للسيد رئيس المجلس الجماعي بكلميمة “خالد كيش” حول خطورة المد السرطاني للبنايات الإسمنتية وسط الواحة ، فقد برر ذلك بضعف الوعاء العقاري و اضطرار مالكي الحقول لتشييد منازلهم عليها نظرا للصعوبات التي تشوب عملية اقتسام الاراضي السلالية .
أما جمعيات المجتمع المدني و الحقوقي ، فإنها تدق ناقوس الخطر داعية إلى التوقف الفوري في منح رخص البناء في الواحة، و تشكك في الأساليب الملتوية التي يحصل عليها البعض على الرخص ، علما أن البناء داخل الواحة يفتقر إلى شبكة الصرف الصحي ، و قد تنتج عنه مخاطر كبرى كاشتعال الحرائق و تعثر وصول الوقاية المدنية نتيجة ضيق المسالك الطرقية .
و تتخوف جمعيات المجتمع المدني و الحقوقي ايضا من خلق احياء هامشية و عشوائية داخل الواحة ، من شأنها أن تكون بؤرا غير آمنة لانتشار الرذيلة و الجريمة و هو ما قد يشكل تهديدا للامن الاجتماعي في عموم البلدة .