الإيبولا: مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز في أفريقيا تناشد منظمة الصحّة العالميّة لتسريع الاستجابة؛ وتنتقد صمت الاتحاد الأفريقي

0 521

يساورمؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز (“إيه إتش إف”)، التي تُعتبر أكبر منظمة عالمية لمكافحة الإيدز تعمل في 43 دولة، بالغ القلق إزاء ارتفاع عدد حالات الإصابة الجديدة بمرض الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية والخوف من انتشاره في حال عدم السيطرة عليه. ويعد حالياً تفشي وباء الإيبولا الذي حدث في 1أغسطس 2018 الثاني بقائمة الأكثر فتكاً في التاريخ ويبدو أنه يخرج عن نطاق السيطرة وسط انعدام الأمن في البلاد. ويأتي ذلك عقب فترة تفشي الإيبولا المدمر عام 2014 والذي أودى بحياة أكثر من 11000 شخص في غرب أفريقيا، بمن فيهم إثنين من أطباء مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز.

 

وبحسب شبكة “سي إن إن“، يُقدر أن مجموع عدد المرضى المؤكّدين والمحتملين قد تجاوز 600 مريض، مع 368 حالة وفاة و207 أشخاص تعافوا من المرض وذلك اعتباراً من 2 يناير 2019.

 

وفي حين تقترب بؤرة تفشي المرض من حدود أوغندا ورواندا، ثمة “خطر كبير” من توسعها، ولا سيما بسبب البلدان التي تعاني من مشاكل انعدام الأمن. وتستمر هذه العوامل في تعريض العاملين في مجال الرعاية الصحية لمخاطر جسيمة، وعرقلة إجراءات التلقيح، وإعاقة اقتفاء أثر مخالطي المرضى.

 

ووفقاً لبيان صادر عن منظمة الصحة العالمية في 28 ديسمبر 2018 ، فإن “فرقنا عجزت في الأمس عن تنفيذ أعمال ميدانية بالغة الأهمية، بما في ذلك تأمين اللقاحات، واقتفاء أثر مخالطي المرضى، ومتابعة الإنذارات بحالات جديدة محتملة. وقد امتدت الاحتجاجات في المباني الحكومية في بيني إلى مركز عبور المرضى المشتبه إصابتهم بالإيبولا، الأمر الذي أثار مخاوف الأشخاص الذين ينتظرون نتائج فحوصات فيروس الإيبولا والموظفين الذين كانوا يعتنون بهم. وانسحب الموظفون في المركز بشكل مؤقت، وتم نقل معظم الحالات المشتبه فيها إلى مركز علاج قريب”.

 

وعلى الرغم من التحسن الملحوظ بالمقارنة مع الاستجابة لتفشي المرض عام 2014،إلا أن العدد المتزايد من الحالات الجديدة يؤكد ضرورة تعاون منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأفريقي والشركاء، بما في ذلك شركة “ميرك”للأدوية لمضاعفة جهودها في الكونغو. كما أنه من الضروري أن تعلن منظمة الصحة العالمية عن هذه الأزمة باعتبارها حالة طوارئ دولية. كما يجب على الاتحاد الأفريقي، الذي كان صمته يصم الآذان، الارتقاء بمستوى قيادته ومواصلة إطلاع المنطقة والعالم على آخر النتائج.

 

ومن جانبها، قالت الدكتورة بينينا يوتونغ، رئيسة مكتب “إيه إتش إف” في افريقيا: “إن الوضع في الكونغو مؤسف ويذكرنا بتفشي المرض عام 2014. ومما يثير المزيد من القلق أن الاتحاد الأفريقي بقي صامتاً في مواجهة هذه الأزمة المتفاقمة. فما الذي يفعله الاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بالتحديات الأمنية المستمرة في البلاد والتي تعطل جهود مكافحة فيروس الإيبولا وعدم كفاية معدات الحماية الشخصية للعاملين في مجال الرعاية الصحية؟”

 

وأضافت: “لا يمكننا السماح بتكرار ما حدث في عام 2014! يجب على مركز أفريقيا لمكافحة الأمراض أن يكون في مقدمة الداعمين لجهود مكافحة الأوبئة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بحيث يبقي البلدان في المنطقة، ولا سيما البلدان المجاورة، على إطلاع بآخر المستجدات حول الجهود الرامية إلى المساعدة في التأهب لحالات الطوارئ إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك”.

 

وتجدر الإشارة إلى أن هناك حاجة إلى بذل جهود مُسرَّعة ومتضافرة من قبل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لتوسيع نطاق توفير معدات الحماية الشخصية الملائمة والكافية، وتعبئة ونشر المزيد من العاملين في مجال الصحة في الكونغو، وشراء المزيد من لقاحات فيروس الإيبولا، وتكثيف عملياتاقتفاء أثر مخالطي المرضى، والتدخل في الأزمة الأمنية القائمة وضمان سلامة وأمن العاملين في مجال الرعاية الصحية داخل البلاد وعلى الحدود. وينبغي على منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة حماية الرجال والنساء الذين يعملون للوصول إلى سكان المناطق النائية وتطعيمهم، وذلك من خلال نشر القوات، إذا لزم الأمر.

 

لمحة عن مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز (“إيه إتش إف”)

 

تعتبر مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز “إيه إتش إف” أكبر منظمة لمكافحة الإيدز حول العالم، وتوفر حالياً رعايةً و/أو خدماتٍ طبية لأكثر من مليون شخص في 43 دولةً في العالم في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وأفريقيا وأمريكا اللاتينية/الكاريبي ومنطقة آسيا/المحيط الهادئ وأوروبا الشرقية.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد