الاستحقاقات الانتخابية وأزمة الثقة …

0 424

ݣلميمة

مولاي المصطفى لحضى مراسل صحفي ببيان مراكش

من المُستبعد أن تعود الثقة لتُعامل فاقديها ، خاصة و أن كل الأحلام تبددت وتبخرت بعد أن استوقفتنا جميعا جملة : لكل امرء ما نوى …فنوايا المستضعفين المقهورين لم تتجاوز سقف التعليم الجيد، والصحة للجميع، و تكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، و ربط المسؤولية بالمحاسبة، انسجاما مع التوجهات الكبرى .

إلا ان ما وقع هو عكس ذلك وكان لهم أن حققوا الترقية الاجتماعية، و كانت للأحزاب فرصة الدجاجة التي تبيض ذهبا ، فتحقق للسياسيين أن علموا أبناءهم في المعاهد العليا وراكموا الثروات، و حققوا أحلامهم، وتنكروا لمن استهلكوا الشعارات .

المتتبع و المهتم و المواكب للأحداث المتسارعة قد يفقد الأمل، و يستنكر الواقع، و يكذب الشعار الذي تأسس على الكذب و البهتان، و لم يتحقق من الحلم غير الألم مع مزيد من تعميق الأزمة والبؤس، ما وضع المتتبع نفسه في مفترق الطرق لم يعد فيه للبوصلة أي اتجاه في واقع أقل ما يمكن أن يقال عنه هو : “كول ما جاك . راسي يا راسي …”

مؤشرات تعمق الأزمة، وتدعو إلى القلق و أحلام 2011 هي امتحانات لم تتوفق في ربح رهانها الأحزاب السياسية، التي أثبتت المرحلة والطموحات أنها أكبر منها ومن برامجها وتطلعاتها ..

ها نحن الآن على مشارف انتخابات تشوبها تخوفات ناجمة عن عدم تأطير الأحزاب للقواعد الشعبية و لم تقم بالمجهودات الكافية لتحفيز المواطنين على المشاركة، و لم يستوقفنا في الإنجازات السياسية غير الجمود في انتظار ” العرس ” الانتخابي ؛و الاستعدادات التي تبدو عرجاء ولم تستحضر اهتمامات المواطن البسيط ، بقدر ما تقامر وتقتل من أجل الظفر بالحكم ، إذ أن التزكيات تعطى لأصحاب السوابق والمتابعين قضائيا، و ذلك لضمان المقاعد ولو على حساب وطن ومستقبل وطن .

استرجاع الثقة عنوان بارز و هو بمثابة سمفونية ترددها كل الأحزاب، و الدعوة للمشاركة اهتمام هز عروش الأحزاب. والعزوف تخوف يشغل السياسيين المسترزقين، دون أن يعلموا بأن ما يقومون به هو دعوة للمقاطعة ، خاصة وان منسوب الوعي الجماهيري أكبر بكثير من وعي من يدبرون الشأن العام . فبماذا سيتم إقناع المواطن ممن عطلوا تنزيل القوانين و وضعوها في الرفوف مُهددين كل من سولت له نفسه الحديث عنها ، و هم ممن راكموا الثروات في زمن الأزمة، و ممن لا يقووا على السؤال عن صحة افرغت من محتواها وعن تعليم طبقي هش . وعن اموال تُنهب وتُبدد و عن براغماتية تجاوزت حدود المعقول !

كيف لمن تجنس في أوربا أو امريكا أن يقنع المواطن المغربي البسيط ؟ و كيف لمن يسكن “ڤيلات” أن يقنع أصحاب دور الصفيح ؟ و كيف لمن يتجاوز دخله الشهري الملايين ان يُقنع من لا دخل له ؟
و كيف لأمناء عامين انتفضوا في وجه المقاطعين و نكلوا بالمطالبين بالكرامة أن يقنعوا المفقرين بالتوجه إلى الصناديق ؟كيف لأحزاب تعد الناس بالجنة وتحثهم على الصبر والإيمان بالقضاء والقدر على أساس أن الفقر والعوز قدر !؟
كيف لمن لا يستحيي أن يُقنع، ولمن ينهب أن يُقنع، و لمن تجنس وتنكر للوطن أن يُقنع …؟

قد يعجبك ايضا

اترك رد