أكد المتخصص في العلوم السياسية، مصطفى السحيمي، أن الانزلاقات اللفظية للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون بشأن الصحراء المغربية، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، تشكل إخلالا “جسيما” بمهمته.
وأوضح السيد السحيمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمين العام الأممي “أخفق في مهمته” المتمثلة في دور الوسيط الذي يتعين عليه العمل من أجل استكشاف ودعم كافة السبل المؤدية إلى تمكين مسلسل التسوية الراهن المتفاوض بشأنه من المضي قدما.
وأشار إلى أن الانزلاقات اللفظية للسيد بان كي مون تندرج في إطار مقاربته التي تشهد، ومنذ ثلاث سنوات، على غياب الحياد بخصوص القضية الوطنية، معتبرا أن الأمين العام الأممي “لم يعد مخولا لمواصلة التكفل بملف الصحراء المغربية”.
وحسب المحلل السياسي، فإن السيد بان، الذي يظل بعيدا عن المساهمة في تحقيق التقدم، يساهم في تعقيد مصطلحات الخلط التي لا يمكن إلا أن تعمل على إطالة أمد المأزق الراهن.
وأشار السيد السحيمي، من جانب آخر، إلى أن الأمين العام الأممي لا يعبأ بتطبيق القرارات الأخيرة لمجلس الأمن أو المفوضية الأممية السامية للاجئين بشأن وضعية 40 ألف لاجئ في مخيمات تندوف.
كما سجل أن السيد بان يتجاهل مسألة إحصائهم، وهو الإجراء الذي يمكن من “تحديدهم وفي الوقت نفسه منح وضع الحماية الدبلوماسية المنظم بالاتفاقيات الدولية لجنيف”، ولا يهتم بالظروف التي يستفيد فيها اللاجئون من المساعدات الغذائية الدولية التي يتم اختلاسها من قبل عصابات الانفصاليين.
وأضاف أن الأمين العام الأممي، “الذي يبدو أنه يولي اهتماما خاصا بوضعية حقوق الإنسان، أغفل التطرق إلى مصير اللاجئين الذين يعانون من إنكار كل شيء، كرامتهم وحريتهم وحقوقهم الإنسانية الأساسية”.
وقد عبرت حكومة المملكة المغربية، أمس الثلاثاء، عن احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون حول قضية الصحراء المغربية.
وأكدت الحكومة المغربية، في بلاغ، أنها تسجل باندهاش كبير “الانزلاقات اللفظية وفرض الأمر الواقع والمحاباة غير المبررة للأمين العام الأممي السيد بان كي مون خلال زيارته الأخيرة للمنطقة”.
كما أكدت الحكومة أن “تصريحات الأمين العام حول قضية الصحراء المغربية غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن”، مضيفة أن هذه الانزلاقات تهدد بتقويض إحياء المفاوضات السياسية، على بعد بضعة أشهر من انتهاء ولاية السيد بان.