التعليم ومستقبل الرقمنة

0 402

كتب بواسطة: جمال سهيم

عندما إستقبل العالم جائحة كورونا أصبح المجتمع يتداول مجموعة من المفاهيم التي كانت في الماضي القريب لا تشكل له فارقا سواء سمعها أم لا.

من أهم هاته المفاهيم الرقمنة والتي إرتبطت بالتعليم بشكل كامل خلال الجائحة بحيث أصبحت أمرا واقعا ومفروض على جميع المتدخلين والمشكلين للقطاع التربوي لكن بعد إنفراج أزمة كورونا يجب أن نطرح السؤال.، هل الرقمنة كانت أمرا مفروضا بالضرورة؟ أم هي مستقبل التعليم وركيزة أساسية في تجويد منظومة التعليم؟ أم سيبقى مفهوم ثانوي يقبل الإجتهاد من طرف المتدخلين التربويين كالمؤسسات والأساتذة وكذا الإداريين؟

في ظل التطور الرقمي المرتبط بجميع مجالات الحياة أعتقد أن المكون الرقمي يفرض نفسه في جل التخصصات بما فيها التعليم وفي ظل مجموعة من التجارب التي قامت بها العديد من الدول في إشراك الرقمنة في النظام التعليمي أصبح الواقع يؤكد على ضرورة التفكير في وضع خطط أساسية ومدروسة لتنزيل هذا المفهوم في القطاع المذكور سالفا.

أعتقد أن الجانب الإداري في المنظومة أصبح يعتمد الشق الرقمي في عملياته الإدارية بشكل كبير مما يضعنا أمام تساؤل مهم ألا يجب على الشق المتعلق بالاستاذ والفضاء الخاص به العمل بهاته النسبة كذلك.

بحيث لا بد للقطاع المعني أن يفتح دورات تكوينية في المجال الرقمي وهنا لا أتحدث عن أبجديات التعامل مع الحاسوب بل أتحدث عن البداغوجيات الرقمية وأهم ما تم إنتاجه في هذا الباب وكذلك محاولة تكوين في إنتاج دروس رقمية تعطي للمتعلم متنفس بصري داخل القسم يفتح له باب أخر من التفكير وطرح السؤال وهذا ما قد نسميه بالتعلم البصري وكذلك إشراك التلميذ في العمل على منتوجات تربوية رقمية وكما لا يخفى على الجميع ان الجيل الحالي يفقه الشيء الكثير في هذا الباب حتى أنه قد تجد داخل الفصل من يتقن العمل في المجال الرقمي لدرجة الإحتراف وقد يرى أعمالك على أنها بدائية
وكذلك أصبح مفهوم الحقيبة التربوية الرقمية مهما بحيث الأستاذ يتوفر على جل الوثائق والجذاذات الخاصة به بشكل رقمي يسهل عليه العمل بشكل مريح وفعال.

كل ما سبق لا يمكن تنزيلة إلا برؤية مشتركة بين جميع الفاعلين على رأسهم الوزارة المعنية التي لا بد لها إن أرادت مسايرة التطور الحاصل في هذا الباب من تزويد المؤسسات بالأنترنيت وكذلك الشاشات التفاعلية وتوفير المكتبات بالأدوات الرقمية كالحواسيب واللوحات الرقمية المتوفرة تحت الخدمة وليست التي تبقى جامدة هامدة لا يلمسها إلا المكلف بالمكتبة وكذلك فتح ورشات موسمية متعلقة بالتصميم والبرمجة والتصوير والمونطاج وكذا الفن الرقمي داخل الفضاء المدرسي لكي يجد التلميذ أن المدرسة فضاء متجدد يراوح التطور الحاصل، وكذلك لإكتساب المهارات الضرورية لمسايرة العملية التعليمية

هنا نتحدث على مستقبل قريب لا يمكن تحقيقه إلا برؤية شاملة وبإرادة تشكل جل المتدخلين بهدف المسايرة والمراوحة للتطور الحاصل بهذا الباب لان الأجيال الحالية والمقبلة أصبحت ترى في هذا الامر شيء بديهي وضروري وإن لم يساير الفضاء التربوي والتعليمي هذا التطور سيصبح فضاء غير مرغوب به من طرف المتعلمين.

قد يعجبك ايضا

اترك رد