الثقافة المغربية شكلت دائما مصدر إلهام لكبار الكتاب الإسبان (باحث) (1/2)

0 730

أكد الباحث الأكاديمي المغربي، الحسين بوزينب، أن الثقافة المغربية، بمختلف مكوناتها وروافدها (العربية- الإسلامية، والصحراوية-الحسانية ، والأندلسية، والعبرية، والإفريقية والمتوسطية) شكلت دائما مصدر إلهام للعديد من الكتاب الإسبان.

وأوضح السيد بوزينب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في لقاء أدبي حول موضوع “إسبانيا، الأكثر جنوبية”، المنظم من طرف رواق إسبانيا، ضيف شرف الدورة الـ 25 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أنه من خلال مساهماتهم الأدبية ومن خلال معالجتهم للمواضيع التي تهم المجتمع المغربي، قام هؤلاء الكتاب ببناء جسر بين ضفتي مضيق جبل طارق.

وأشار في هذا الصدد، إلى تجربة خوان غويتيسولو، أحد أهم الكتاب الإسبان في النصف الثاني من القرن العشرين، ومن محبي المغرب الكبار، الذي عاش في مراكش واستلهم كثيرا من الثقافة المغربية في أعماله.

وسجل أن المغرب كان حاضرا في جميع أعمال غوتيسولو، سواء في المجال السمعي البصري من خلال الوثائقي “القبلة” الذي أعده للتلفزيون الإسباني “تي.في.إي”، أو من خلال مقالاته السياسية والأدبية التي نشرتها الصحف الإسبانية والدولية.

وأشار إلى أن ارتباطه بالمغرب كان واضحا، لا سيما من خلال مواقفه الإيجابية تجاه القضية الوطنية حتى قبل أن يستقر في المغرب، مضيفا أن غويتيسولو دافع دائما عن مغربية الصحراء، وشكل ذلك موضوع أحد مقالاته المنشورة في “لوموند ديبلوماتيك”.

وأضاف الباحث أن غوتيسولو ساهم في تعزيز الثقافة المغربية وصورة المغرب على المستوى الدولي، مسجلا أنه في كتاباته الأدبية، كان غالبا ما يستحضر تقاليد وعادات وقيم المجتمع المغربي.

واعتبر السيد بوزينب أن مشاركة إسبانيا في هذه الدورة كضيف شرف هو اعتراف بالتراث التاريخي المشترك وبالعلاقة الخاصة التي تجمع بين البلدين والتي تعود إلى قرون مضت.

من جهته، أكد الشاعر والكاتب الإسباني-المغربي، فريد عثمان-بنترية راموس، أن الأدب يضطلع بدور مهم في تقريب الشعوب، مسلطا الضوء على الإسهامات الفكرية المميزة لعدة كتاب مغاربة الذين يكتبون باللغة الإسبانية.
وأضاف المندوب العام لرواق إسبانيا في المعرض الدولي للنشر والكتاب 2019، أن الأدب يصف المشاعر ويكسر كل الحدود، بما فيها حدود اللغة والجنسية، مسجلا أنه في كتابات الكتاب الذين استلهموا من الثقافة المغربية “نجد نفس الألوان والنكهات التي تذكرنا بالمغرب”. وتحت شعار “سفر اللغات”، تشارك وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية، من خلال المديرية العامة للكتاب وتشجيع القراءة والعمل الثقافي الإسباني، ووزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، من خلال معهد ثيربانتس، والسفارة الإسبانية في المغرب، في هذا الحدث الثقافي الممتد من 7 إلى 17 فبراير، ببرنامج واسع من الأنشطة يجمع بين أربعين مؤلفا إسبانيا ومغربيا.

وأوضح بلاغ للسفارة الإسبانية بالمغرب، أن جناح إسبانيا في المعرض، سيعرض، أيضا، مجموعة مختارة من الإنتاج التحريري الإسباني خلال العام الماضي في جميع المجالات، سواء باللغة القشتالية أو باللغات الرسمية الأخرى بإسبانيا.

وأضاف البلاغ أن هذه الطبعة ستكرم الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو والكاتب خوسيه ميغيل أولان، خلال ندوة ستقام تحت عنوان “ريبينديكاندو أل كوندي دون خوليان.. تكريم لغويتيسولو”.

ويولي برنامج هذه الدورة أهمية بالغة للكتاب الأدباء المغاربة، الأقرب، من وجهة نظر أدبية، إلى إسبانيا، كما يتوقع تنظيم مائديتن مستديرتين تحت عنوان “الإسبانية، الأكثر جنوبية”، والتي ستجمع مؤلفين مغاربة يكتبون باللغة الإسبانية.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم إدراج التعبير الشعري باللغة العربية في المغرب، من خلال لقاء تحت عنوان “الشعر في اللغة الدارجة.. قوة الزجل”، كما ستكون الدورة مناسبة للعديد من الشعراء المغاربة لتقديم أعمالهم خلال مائدة مستديرة سيتم تنشيطها من طرف فرانسيسكو موسكوسو، مترجمها إلى الإسبانية.

وفي الجانب الفني، سيشمل الجناح الإسباني في المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورتة الـ25، عرضين يتعلقان بكل المواضيع التي يتناولها البرنامج، كمعرض التصوير الفوتوغرافي “بوادي نيخار”، الذي يصور رحلة غويتيسولو إسبانيا خلال سنوات الخمسينيات، وعودته إلى ألميريا مصحوبا بمرشدته فيثينتي أراندا، فضلا عن معرض آخر في صور تحت عنوان “مخطوطات أندلسية في المكتبات الإسبانية”، وهي ذاكرة رئيسية لأحد المكونات الأساسية للهوية الإسبانية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد