الدار البيضاء .. انطلاق فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي للثقافة العيساوية

0 693

انطلقت مساء أمس الخميس بقصر المشور بالدار البيضاء، فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي للثقافة العيساوية، على إيقاعات فرق عيساوية من تونس والمغرب.

ونشط حفل افتتاح هذا المهرجان المنظم، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،الفرقة العيساوية التونسية “عوامرية مقدم سيدي عامر”، التي تمثل “الطريقة العامرية” لزاوية سيدي عامر، وهي واحدة من أهم الألوان الصوفية في تونس، وانضم إلى الفرقة، خلال هذا الحفل، الفنان التونسي محمود فريح، مغني وأستاذ موسيقى متخصص في نوبة (معلوف) التونسي.

وأتحفت هذه الثلة من الفنانين المغاربيين ، خلال هذا الحفل الذي حضره جمهور كبير من مختلف الأعمار، مسامع المولوعين بهذا اللون الفني، بباقة موسيقية وغنائية تقاطعت فيها النغمات الموسيقية الجملية والكلمة الهادفة.

كما كان عشاق عيساوة على موعد مع مساهمة متميزة لعلمين مهمين من المغرب ، ويتعلق الأمر بكل من المقدم الحاج سعيد برادة، الذي يعد من أشهر مقدمي مدينة فاس، والذي أكد علو كعبه في مجال لـ”الطريقة العيساوية”، بمشاركة الفنان الطنجاوي سعيد بلقاضي، أحد كبار أسماء المديح والسماع.

وتفاعل الجمهور مع أداء هؤلاء الفنانين، الذين يمثلون اتجاهات موسيقية روحية، بشكل كبير، إذ يصعب مقاومة أدائهم الذي ينفد مباشرة إلى وجدان المتلقي، خاصة الروائع التي تتغنى بخير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

وتنظم دورة سنة 2019، خلال الفترة ما بين 18 و20 أبريل الجاري، من قبل جمعية فاس سايس (فرع الدار البيضاء) التي تحتفي خلال هذه النسخة بالتراث الفني الروحي المغاربي.

وبهذه المناسبة أوضح رئيس فرع الجمعية (الدار البيضاء)، عبد الله الحسناوي العامري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجمعية تطمح، إلى أن يصبح هذا المهرجان حدثا ثقافيا رئيسيا لصون وتطوير الثقافة العيساوية الأصيلة، وكذا تسليط الضوء على طقوس هذا الفن العريق والإسهام في إشعاعه وشهرته بين جمهور واسع، ومن هنا يأتي اختيار تنظيم المهرجان بالعاصمة الاقتصادية، رغبة في حث الشباب على وجه الخصوص على الاهتمام بهذا النوع من التراث الثقافي والتعرف على جذوره.

وأشار إلى أن هذه الدورة، التي تتميز بمشاركة باقة من الفنانين يمثلون تونس والجزائر إلى جانب المغرب، تعمل على نقل الطريقة العيساوية وترسيخ قيمها في أوساط الشباب وربط الأجيال الصاعدة بأحد مكونات الهوية الدينية المغربية.

وفي تصريح مماثل عبر الفنان سعيد بلقاضي عن ارتياحه للمشاركة في هذه التظاهرة الفنية الدولية بمعية مجموعة سعيد برادة التي تعمل على الحفاظ على كل ما هو تراثي لا سيما اللون العيساوي، مونها بهذه المبادرة التي تجعل الفن دائما في مستوى عال خاصة الفنون التراثية التي لم تعد حبيسة الزوايا.

ومن جانبه عبر الفنان التونسي محمود فريح، عن أمله في أن يشكل هذا المهرجان همزة وصل بين الفنانين الصوفيين بالمغرب العربي، مضيفا أن هذه التظاهرة المتميزة من شأنها التقريب أكثر بين هذه الأنماط المتشابهة.

وأشار إلى أن فرقة “عوامرية مقدم سيدي عامر”، التي تمثل “الطريقة العامرية” لزاوية سيدي عامر، بتونس هي امتداد للطريقة العيساوية، مضيفا أن التونسيين لا يزالون يحافظون عليها .

ويقترح برنامج المهرجان، الذي يسلط الضوء على ثقافة عيساوة في المغرب الكبير، تنظيم مائدة مستديرة حول حوار الأديان والثقافات، ومنتدى للنقاش حول المقاربة الصوفية في أخلاقيات التعليم، بحضور شخصيات مرموقة.

كما يتضمن البرنامج تنظيم أمسيات روحية، ولقاءات، إذ سيعيش قصر المشور بحي الأحباس بالعاصمة الاقتصادية، على امتداد ثلاثة أيام، على إيقاع سحر الثقافة العيساوية.

تجدر الإشارة إلى أن عدد زوار الدورة الأولى من المهرجان الدولي للثقافة العيساوية، بلغ، حسب المنظمين، ما يقرب 5000 زائر، ومشاركة العديد من الفاعلين المحليين والدوليين المشهود لهم بالعطاء الكبير في المجالات الفنية والثقافية والعلمية.

وتعد جمعية فاس سايس، التي تأسست سنة 1986، عضوا في المنظمة العالمية لرسل السلام، وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة. وتهدف الجمعية إلى المساهمة في التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في منطقة فاس على وجه الخصوص وفي المغرب بشكل عام. وهي مهتمة بالعلوم والدراسات والبحوث الحضارية، سيما الحفاظ على التراث الثقافي والبشري، وتطوير أوجه التعاون والتآزر مع الجمعيات التي لها نفس الاهتمامات.

ونظمت الجمعية اجتماعات وندوات ومؤتمرات ومهرجانات (مثل مهرجان الموسيقى الروحية). كما تم في مقرها بفاس إنشاء العديد من الجمعيات الأخرى مثل جمعية الحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي، وجمعية فن الملحون والتراث الأمازيغي.

قد يعجبك ايضا

اترك رد