تابع عشاق الفن السابع، مساء أمس الخميس بالفضاء السينمائي ميغاراما بالدار البيضاء ، العرض ما قبل الأول لفيلم “ولولة الروح” للمخرج والناقد عبد الإله الجوهري.
ويحتفي هذا الشريط السينمائي المغربي ، الذي ستشرع القاعات السينمائية الوطنية في عرضه ابتداء من 14 نونبر الجاري ، بفن العيطة المتجذر في المجتمع المغربي، في محاولة من المخرج من أجل رد الاعتبار لهذا اللون الشعبي، من خلال استرجاع مشاهد من تاريخ المغرب المعاصر.
ويتناول الفيلم قصة إدريس ، الطالب السابق في شعبة الفلسفة ، بكلية الآداب بالرباط ، والمناضل اليساري ضمن الحركة الطلابية، الذي تخلى عن دراسة الفلسفة في جامعة الرباط ، ليلتحق بالعمل في سلك الشرطة بسبب ظروف أسرته الاجتماعية الصعبة.
وتتوالى مشاهد الشريط، الممتد على 95 دقيقة ، بعد تعيين إدريس للعمل بمدينة خريبكة، وشروعه في التحقيق في جريمة قتل إحدى فنانات العيطة تدعى ” شهيبة بنت الفاسي “، لكنه يفشل في الكشف عن خيوط الجريمة لعدم استئناسه بعمله الجديد الذي لا يتلاءم مع نفسيته وتكوينه الجامعي.
وأوضح الجوهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الفيلم يتناول مواضيع اجتماعية برؤية سينمائية مغايرة، مضيفا أن “ولولة الروح” مزيج درامي رصد جانبا من فن العيطة وقضايا معيشة من تاريخ المملكة.
وأضاف أن “ولولة الروح” ، الفيلم الروائي الأول للمخرج ، يحاول أن ينتصر لكل ما هو مغربي أصيل ، مشيرا إلى أن الفيلم ينتصر للتاريخ المغربي من خلال معالجة مرحلة شائكة في تاريخ المغرب خلال فترة السبعينات .
واعتبر أن خلفية الفيلم “ولولة الروح” منتصرة للتراث،و أساسا لفن العيطة الذي تعرض للتهميش وأصبح يرتبط بكل ما هو سيء ، بينما هذا الفن مرتبط بقضايا وهموم وأفراح المجتمع المغربي.
أما الممثل محمد الرزين فعبر عن إعجابه بشخصية شيخ العيطة ، الدور الذي شخصه في هذا الفيلم ، لأنه هو المفتاح رغم حضوره القليل في هذا العمل الفني ، إذ على لسان الشيخ يأتي تفسير لغز قصة الشريط .
بينما قالت الممثلة سعيدة باعدي ، التي شخصت دور “فنانة شعبية” بمعية الفنان محمد الرزين ، إن دورهما تمثل في استرجاع الزوجين ذكرياتهما عندما كانا في مقتبل العمر ، انطلاقا من المفهوم الصحيح للشيخ والشيخة اللذين كانا أصحاب رسائل ويتغنون بهموم وآمال وآلام المجتمع .
ويشخص أدوار فيلم “ولولة الروح” كل من يوسف عربي ، وسعيدة باعدي ، ومحمد الرزين ، وحسن باديدا ، وعبد النبي البنيوي وعبد الحق بلمجاهد وصلاح ديزان.
وقد توج الفيلم في الدورة 34 من مهرجان الإسكندرية لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط بجائزة أحسن ممثلة عن الدور الذي قدمته سعيدة باعدي، وجائزة أحسن سيناريو للكاتب والسيناريست عثمان أشقرا.