الرايس الفنان الكبير احمد بيزماون يصارع المرض في صمت. :

0 387

*التقيت مساء اليوم الجمعة الماضي، بادأحد اهرامات الفن الأمازيغي بسوس و خاصة فن الروايس ،الفنان احمد بيزماون بمدينة الدشيرة الجهادية معقل فن الروايس بمنطقة سوس.
كان اثر المرض باديا على الفنان الكبير حتى انه لا يستطيع المشي الا بالاستناد لدراع شاب يساعده في التنقل.
فاذا كان المرض قدرا محتوما و مشيئة الاهية فان اثر التهميش واللا مبالات ظاهر على محياه ، و رغم ذلك فعزة النفس التي تمتع بها فناننا جعلته يرفض الجهر بمرضه. حتى في نقاشنا كان يتحاشا كل عبارات الاشفاق والعطف والتباكي. فعند سؤاله عن صحته تكررت عبارات الحمد والشكر على كل حال على لسانه.
فاحمد بيزماون من الفنانين الاوائل الذين حملوا مشعل الفن في سوس وابدع باشهر اغانيه بل سطر لنفسه مسارا خاصا به ولونا غنائيا تميز به عن باقي رواد فن ترويسا.
فقد بدأ بيزماون حياته بحارا يكابد مشاق البحر والصيد التقليدي الى ان استهوته الموسيقى واحترفها وشكل بذلك فرقة خاصة به بعاصمة سوس تحسب لها حسابها بين الكبار كالمرحومين الدمسيري والحاج سعيد اشتوك و اخرين.
فقد تميز الفنان الكبير بفن الترحال فكثيرا ما تغنى بمناطق المغرب النائية وذكر مميزاتها و ابرز اهم معالم مناطق المغرب النائية. ويعتبر بيزماون ضمن الفنانين الاوائل الذين ربطوا صلة الرحم بالمناطق الصحراوية من المملكة فبالاضافة الى مهنته كبحار في الصيد التقليدي حيث يتخدون شواطئ الجنوب كمرفأ لهم ؛ فقد ابدع الفنان في وصف المناطق الجنوبية قبل التعمير و بعد ازدهارها عمرانيا و حضاريا.
فقد تمكن الفنان من التأريخ لعدد كبير من مناطق المغرب. اضافة الى قصائده ونصائحه حول طبيعة المعاملات مع الوالدين والزوجة والاولاد النابع عن تجربة حياة.
لقد اعطى الفنان الشيء الكثير للفن السوسي و الثقافة الامازيغية بصفة عامة ؛ و كون اجيالا كثيرة تحمل مشعل فن الروايس و فن المجموعات على حد سواء ؛ حيث تعتبر مجموعة امغران الشابة اخر من تخرج من مدرسة بيزماون.
وامام هذا العطاء الكبير فالحالة الصحية الجد متدهورة التي يعاني منها الفنان حاليا وحالته الاجتماعية تستوجب منا جميعا كافراد ومؤسسات و جمعيات المجتمع المدني ومجالس منتخبة السعي الى تقديم العون للشحصية الفذة ؛ فكبرياؤه و انفته لن تسعفه لطلب يد المساعدة ؛ كما ان حالته الصحية لا تقبل الانتظار والتسويف.
فقبل فوات الاوان اوجه نداء استغاثة و طلب يد عون نيابة عن فنانا قصد تدارك ما يمكن تداركنه قبل ان نفقده و نرثي لحالنا لعدم انصاف الرجل. فالاعمار بيد الله تعالى لكن لابد للانسان من بذل الجهد والسعي بالاسباب.
بقلم : لحسن اوبحمان

قد يعجبك ايضا

اترك رد