السلطات المحلية بمراكش تنتقم من المواطنين على شاكلة فيلم: “غرام وإنتقام” .

0 448

نجيب لمزيوق: بيان مراكش

مع نهاية التمانينيات وبداية التسعينيات وبسبب قلة الأمطار ونضوب المياه عرفت المناطق القروية مراحل جفاف متتالية أدت بالساكنة البدوية إلى النزوح لضواحي المدن بحثا عن عيش أفضل
فحج كثير منهم للحواظر وابتكروا أساليب متعددة لتدبير قوتهم اليومي منها بيع الخضر أو مجموعة من المستلزمات المنزلية اليومية على جنبات الشوارع من خلال خلق سويقات عشوائية بشوارع تعرف جوانبها كثافة سكانية او الجولان بين الدروب والأزقة لبيع مواد التنظيف والأواني والأفرشة الخفيفة والملابس وأشياء اخرى.
ومنهم من امتهن السرقة وقطع الطريق على المواطنين لسلبهم حاجياتهم الى غيرها من الصور الغير مألوفة لساكنة الحواضر
لكن تبقى الجهة الوافدة الاكثر سوءا هم مربوا الماشية الذين جلبوا معهم حيوناتهم الى ضواحي المدن حيث استقروا في زرائب عشوائية بتسهيل من السلطة وحتى من المنتخبين الذين رأو في هذا الوفود كتلة بشرية يمكن استغلالها في الانتخابات لمكتسبات سياسية ومن بين المناطق التي شجعت هذه الفئة على الاستقرار ووفرت لها كل الظروف منطقة النخيل ..هذه المنطقة الغنية بنخيلها واشجارها ونسيمها المتميز ..فمنذ نشأة جماعة النخيل وهي تتعرض لكافة أساليب السلب والنهب في حق الساكنة الاصلية للمنطقة التي تم تشريد اغلبها واستبدالها بوفود قادمة من الضواحي اكثر كثافة واكثر تابعية للنخبة السياسية..
فالعهد البائد والغير مأسوف عليه بالنخيل كرس هذه الظاهرة وجعلها واقعا مرا بالنخيل كانت سببا في التهميش والاقصاء الذي عرفته ولازالت تعرفه هذا الجنة التي حولوها إلى جحيم..
على سبيل المثال دوار مولاي عزوز ..هذا الاخير إلى جانب ماتبقى من الساكنة الأصلية تم إغراق هذا الدوار بعشرات الأسر الذين تم جلبهم بطرق مختلفة إما عن طريق الاغراء بواسطة السماسرة او استغلال ضعفهم وحاجتهم للسكن …تعاقبت المجالس لتجد هذا الوضع المزري قائما وتفشل في حللته لأن السلطة لم تتوقف قط عن تكريس هذا الواقع بتشجيع إستفحاله بشكل غير مباشر وبطرق مختلفة….
المتتبع لمنبرنا الحر ”بيان مراكش” سيتذكر مقالة سابقة لنا بخصوص الموضوع
حينما قالت السيدة الباشا كلاما ازعج ساكنة دوار مولاي عزوز وجعلهم يستنكرون مابدر منها في حق فئة من رعايا جلالة الملك فكان اجتماع للساكنة والحديث عن تقديم شكوى ضد السيدة الباشا حتى تدخلت بعض الجهات التي عملت على تهدأة الوضع…
لكن الغريب والذي لاحظه أغلب المتتبعين انه لم تمضي إلا أيام حتى بدأنا نسمع كلاما عن محاول ترحيل هذا الدوار لكن بشكل يحط من كرامة المواطن ويجعله رهينة مجموعة من الإكراهات الاقتصادية الاجتماعية والقانونية والامنية.
مقترح إدماج أسرتين في الإستفادة من بقع لا تتعدى 60متر مربع بمنطقة خارج النخيل..ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تم تحذير الرافضين لهذا المقترح من الساكنة من أن يحرضوا الباقي على الرفض أو الاجتماع فيما بينهم لمناقشته.
ومن جهة اخرى هناك بعض الجهات التي تحاول ايصال معلومة ان الارض المتواجد عليها الدوار تابعة لمجموعة الضيعات الملكية وان الاخيرة هي من طالبت بترحيل هذا الدوار وبإصرار مع العلم أن هذه المؤسسة لم تتسلم المنطقة إلا مؤخرا وتسلمتها والساكنة تقيم فوقها لأن الأرض في الأصل كانت تابعة للأحباس
سنناقش هذا الامر من نقط متعددة…
إن كانت مجموعة الضيعات الملكية هي من طلبت ترحيل هذا الدوار وبهذا المقترح يجب أن نتذكر أنه لم يسبق لهذه الاخيرة أن رحلت مواطنين بشكل مهين فعلى سبيل المثال فقد قامت بترحيل دوار الروداني بالنخيل الجنوبي إلى حي الهنا بتسلطانت ومكنت كل مواطن من 80متر مربع زائد مساعدة مالية من اجل البناء ونعرف جميعا موقع حي الهنا بالقرب من مركب مولاي الحسن لسباق السيارات… وهناك أناس كذلك تم تعويضهم بتجزئة الكوثر بالفخارة…
وإن كانت السلطة قلبها على أملاك القصر الملكي وتحاول حلحلة مشكل مولاي عزوز فلماذا هذه السلطة تغض الطرف عن الأزبال والأتربة التي تلقى بمحاداة القصر الملكي الجنان الكبير وعلى نفس الاملاك؟؟
دوار مولاي عزوز في الاساس صنعته السلطة منذ ازيد من عقدين من الزمن ونشأ به جيل كامل يعيش الاسوأ من حر وبرد وتعرض للحرائق عدة مرات زائد الثلوت البيئي الذي جعل من هذا الدوار صورة سيئة داخل النخيل بل وبمراكش ككل في غياب الجهات المنتخبة التي أبانت عن فشلها في التواصل والترافع عن قضايا المواطنين داخل تراب المقاطعة مما جعلها تحت رحمة السلطة تفعل بها ما تشاء..خصوصا وان السكوت عن ترحيل الكتلة الناخبة خارج تراب الجماعة هو اكبر دليل على الضعف وقلة الشجاعة في المضي قدما بالجماعة إلى الامام
دوار مولاي عزوز بالأمس القريب كان من المرضى عنهم لأنهم كانوا دوما في خدمة السلطة منها وإليها واليوم مع هذا الجيل الذي رفض الخظوع والإستسلام وان يكون وسيلة لتحقيق مكاسب لجهات اخرى حينما اعترض وقال لا ..أحست السلطة بالخطر فارادت إقتلاعه من الأساس على غرار فيلم غرام وإنتقام…

قد يعجبك ايضا

اترك رد