السوق الجديد لجماعة سكورة بإقليم ورزازات.

0 792

افتتح يومه الاثنين الماضي ( 2 نونبر 2020) السوق الجديد لجماعة سكورة اهل الوسط ’و بافتتاحه انفتحت دورة جديدة للاقتصاد المحلي لواحة سكورة و النواحي ’بعدما ضاقت السبل لسنين عديدة بالسوق القديم و انحصر تمدده بفعل ضيق المكان و تاثيره سلبا على المحيط التجاري والسكني و المروري المحاذي له ’بفعل تضاعف أعداد الساكنة المحلية اكثر من خمس مرات عما كانت عليه ابان الانطلاقة الاولى للسوق القديم ’و ازدياد عدد مهنييه من تجار و فلاحين و جزارين و باعة باكثر من النصف ’و تضاعف عدد مرتفقيه مرتين او اكثر ’و انعدام فضاء لركن العدد الهائل من الشاحنات والسيارات و الدراجات و الدواب التي يستعملها مرتادوه.

السوق الجديد إذن و لحد الساعة هو أهم و اكبر مشروع تنموي يرى النور بالجماعة ، ليس من جهة الميزانية فحسب و لكن من جهة تأثيره الاقتصادي و الاجتماعي المرتقب على أكثر الفئات حضورا بالنسيج المجتمعي السكوري ، و هو مشروع ينتظر منه إعطاء الكثير للدورة الاقتصادية المحلية ، بشكل يطور الإنتاج والإنتاجية والتنوع الاقتصادي لدى التاجر و الفلاح الواحي بالأساس، خصوصا و أنه فضاء فسيح ذو تصميم عصري و انسيابي و مرافق جديدة لم تكن متوفرة بالسوق القديم ’به ثلاث ساحات أساسية ’واحدة للباعة بالتقسيط مساحتها تفوق الهكتارين و الثانية للمواد و الادوات الفلاحية و الثالثة لبيع البهائم و المواشي ،اضافة لسوق نموذجي مغطى لبيع اللحوم البيضاء و الحمراء ’و عشرات المحلات التجارية الجاهزة ،خصص عدد منها لتعويض اصحاب المحلات التابعة للسوق القديم ،و ثلاث مقاهي جاهزة ،و عدد من طاولات الجزارة ،و اربع مرافق صحية مزدوجة ،و هي كلها مرافق مجهزة و ذات ولوجية مباشرة للطريق ، متوفر على شبكة الماء الصالح للشرب و شبكة الكهرباء و انارة عمومية ليلية كاملة ،و هي اشياء لم يكن بالامكان توفيرها بالسوق القديم .

و قد مكن الافتتاح الاول لهذا السوق من رصد مجموعة من النقائص ،لطالما نبه اليها العديد من المتتبعين و مدوني فضاءات التواصل الاجتماعي ، كضرورة تعبيد و توسيع المقطع الطرقي الرابط بين بوابته الرئيسية و بين الطريق الوطنية ،و تزويده باعمدة الانارة العمومية،و حتمية تشجير فضاءاته الامامية و الجانبية للوقاية من حر الصيف و لفحات الشمس و اضفاء صبغة جمالية و طبيعية على رونقه ،بالاضافة لعملية تبليط الممرات و الطرق الداخلية للسوق ،وحماية حرمة المقبرة المجاورة من دنس السيارات و الراجلين على السواء عن طريق تسويرها ان اجلا او عاجلا ،و هي ملاحظات معقولة وجب على المسؤولين اخدها بعين الاعتبار في القادم من الأيام ،و هي نقاءص على العموم لا تحجب النجاح الباهر لهذا المشروع التنموي الكبير ،و الذي حج إليه الآلاف من المرافقين و ساكنة المنطقة أول أمس ،و استطاع استيعاب ازيد من 700 باءع بين تجار بالتقسيط و تجار الجملة و الفلاحين و الكسابين و غيرهم ،لدرجة ان مواقف السيارات والدراجات اكتضت عن اخرها خصوصا بساعات الذروة بين العاشرة صباحاً و منتصف النهار بدون مشاكل تذكر ،كما ساهم قرب هذا السوق من المجزرة الجماعية في تيسير نقل اللحوم و توفيرها بالساعات المبكرة للصباح، الشيء الذي انعكس إيجابا على مستوى طراوتها و نظافتها،و سهل ظروف مراقبة جودتها بشكل أسرع مما كان من طرف المصالح المختصة بذلك .

السوق الجديد لسكورة اذن هو بارقة أمل في تنمية المنطقة اقتصاديا و اجتماعيا ،و المامول لدى ساكنة المنطقة اليوم ان تكون انطلاقة السوق مقدمة لرفع الدخل الفردي للفلاح الواحي و التاجر المحلي على السواء ،و ان يستفيد المستهلك _بتواز مع ذلك _من أسعار معقولة تقيه شر إرتفاع الأسعار و المضاربة في المواد الأساسية و احتكار السلع ،كما يطمح قاطنو محيط المحطة الطرقية و معهم بعض الفراشة بأن يتم استيعاب الباعة المتجولین المتناترين على ارصفة المركز ،و ان يتم التفكير في تمديد موعد السوق الأسبوعي ليومين بدل يوم واحد (زوال الأحد و يوم الاثنين او الاثنين و صباح الثلاثاء “مثلا “) لتلبية حاجيات كل فئات الساكنة المحلية و إنعاش الاقتصاد المحلي .
كما نتمنى ان يكون نجاح هذا المشروع مقدمة لإطلاق مشاريع أخرى كتأهيل مركز سكورة ككل و استكمال ما تبقى من شبكة تطهيره السائل ،و تهيئة ساحة السوق القديم لاحتضان مشاريع جديدة يفتقدها مركز سكورة بشدة ،كالفضاءات الخضراء و المنتزهات الترفيهية و السوق المغطى و المحطة الطرقية …
كل ذلك من أجل غد أفضل لساكنة هذه المنطقة العزيزة لا غير .

منقول عن:

رشيد سليمان – سكورة

قد يعجبك ايضا

اترك رد