الشباب و داء فقدان الثقة في الفعل السياسي

0 361

أيوب بنعبيد: بيان مراكش

إن مرحلة الشباب هي الثروة الثمينة التي لا تعوض بعطائها ، والشباب في جميع المجتمعات عنصر حيوي في جميع ميادين العمل الإنساني والاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، وبهم تنهض البلدان وهم المحرك الرئيسي الفعال لأي إصلاح أو تغيير، وأداة فعالة مهمة من أدوات التطور الحضاري،
لم تعد مسألة الاهتمام بالشباب، ظاهرة محلية وإقليمية… أو وطنية، بل أضحت ظاهرة عالمية لما للشباب، -باعتبارهم شركاء الحاضر، وكل المستقبل- من دور بارز، ومميز في دعم مسيرة المجتمع، وتفعيل العملية التنموية الشاملة نماء، وإنماء، لاعتبارات تنموية وسياسية، وغيرها… وإذا كان الإقبال على المشاركة السياسية مطلب ومطلوب من طرف جميع الفئات المجتمعية، فإن أبرزها أكيد هي فئة الشباب. فهذه الفئة لها من الخصائص ما يبوؤها تلك الأهمية، فهي المتميزة بكونها ذات حمولة فكرية مجددة ومتجددة، وتوفرها على الطاقة والحيوية وعلو الهمة والقدرة على العطاء والبناء والطموح في سبيل تحقيق الغايات والمرامي، ورفض الإستسلام والقدرة على التطور والتطوير، ما يستلزم ضرورة وضعها على رأس أولى أولويات المخططات الإستراتيجية…
الشباب المغربي اليوم يمثل الشريحة العمرية الأوسع في الهرم السكاني، وهو التواق إلى خدمة بلده من خلال حضوره الفاعل في المجتمع المدني وضعف هذا الحضور أو غيابه أو/تغييبه في الهيئات السياسية والحزبية، والأكيد أن عزوفه عن الشأن السياسي والمشاركة في الحياة السياسية له آثار سلبية على إذكاء حس المواطنة وإعداد الخلف. هذا العزوف تتبدى ملامحه في عدد المنخرطين في الهيئات السياسية والمساهمة في الحملات الإنتخابية أو القيام بواجب التصويت، فهذه العناصر الثلاث كمظاهر للممارسة السياسية عرفت تراجعا قويا كانت أبرز تجلياته ضعف التصويت في الإستحقاقات الإنتخابية الأخيرة، حيث شكلت هذه المحطة بوادر طلاق بين الشباب والسياسة وكشفت عن النفور الكبير بينهم وبين السياسة شأنهم في ذلك شأن باقي الفئات المجتمعية، وهذه المحصلة لم تكن سوى نتيجة عوامل كان لها وقع كبيرا على نفور الشباب من الممارسة السياسية وعزوفهم عنها نجد على رأس لائحتها غياب الديمقراطية الداخلية في التنظيمات والأحزاب السياسية بالإضافة إلى هيمنة العلاقات الأسرية والعائلية،علاوة على شيخوخة بعض الزعماء الحزبيين وتمسك بعضهم الآخر بالقيادة وتوريث المناصب وعدم منح الشباب الفرصة لفرض ذواتهم في مختلف الإستحقاقات الإنتخابية، وهذا ما أسهم بشكل قوي في تعريض الشباب إلى اكتساب داء فقدان الثقة بينهم وبين الفعل السياسي .

قد يعجبك ايضا

اترك رد