الصحافة التقليدية في ظل تحديات الثورة الرقمية؟

0 520

مما لاشك فيه ان التغيير ظاهرة لازمت الكائن البشري، وبالتالي ،فان اعادة النظر في الاليات والمفاهيم تصبح ضرورة ،كما يفترض طرح الاسئلة سواء التقييمية او الاستشرافية.  

 لقد اصبح الزحف الدي تواجهه الصحافة التقليدية من طرف وسائل التواصل الحديثة ، او ما يمكن اصطلاحا ان نطلق عليه  عاصفة التغيير لا يمكن الا اعتباره اختراقا بالقوة ، لكن البحث في مجال التقاطع بين الاعلام التقليدي والاعلام الجديد او الصحافة الالكترونية،  يدفعنا الى دراسة مقارنة بين الاثنين، ربما  قد يحير الدارس بين من يعتبره  صراعا وجوديا ،وبين اخر يعطيه صبغة التكامل ؟ وهدا الراي الاخير هو ما تؤكده خبيرة الاعلام والتواصل فينيت كاول من معهد دير وبال امباني بالهند .

ان ما يميز الصحافة الورقية هو عمق  التحليل وغربلة المضمون من الاسفاف والمغالطات ،في المقابل  تحظى الصحافة الرقمية بعنصر السبق وسرعة نشر المعلومة وكدا عنصر التنوع في اساليب التواصل والعرض.

لكن السؤال الذي قد يتبادر الى ذهن اي متتبع :

هل يصح اعتبار مصير الصحافة المطبوعة إلى زوال ؟

انطلاقا من إيماننا بكون الصحافي يصنف  كضمير الامة، او لنقل  دلك الموجه اليقظ  ، فان وظيفته لن تكن مقتصرة فقط على نشر الخبر، بل تتجاوزه ايضا الى ممارسة مراقبة الديمقراطية في مجتمع ما.

إن سرعة ووثيرة التطور لوسائل التكنولوجيا والاتصال ،اصبح يفرض بقوة التهيؤ لتغيرات فجائية في سلوكياتنا التواصلية ،او في طريقة تعاملنا مع الخبر ،اما كمستقبلين للمعلومة او ممارسين ،بحيث ظهرت مصطلحات واساليب لم تكن معهودة في القاموس الصحفي، كالمخبرين الصحفيين ، مراقبي البوابات ملاحظي المعلومات، صحافة الشبكة ، اعلام المجتمع …

لاشك ان دينامية كهده اضحت تطرح اشكاليات وجب على الممارسين الانتباه الى رجاتها.

فمن العبث اعتبار هدا التطور الملفت  سببا في انقراض الصحافة المطبوعة ،الا ادا بقي الممارس جاثما على قدراته ومهاراته.

فالصحافة الالكترونية مجال للتفاعل والحوار المتمكن من مساحة اكبر للحرية والاجتهاد ،لان التعامل مع المعلومة يلزم صاحبها تحيين مهاراته ومخيلاته وثقافته البصرية الى درجة التعقيد احيانا ،وهدا تفرضه التحديثات وتطور الرقمنة بشكل متواتر من اجل الجمع بين جودة المحتوى وسرعة النشر.

فادا كانت السرعة كخاصية ميزت المرحلة ،فعلى الصحافة المطبوعة ان تساير الركب باستثمار خصائصها ،كالمراهنة على التميز والجودة في الخبر والجدية والعمق في التحليل، حتى تجد لها دور في هدا الصراع المعلن والضمني في نفس الان،

من هنا تبقى العلاقة بين الاولى والثانية علاقة تمايز في ان واحد بين التنافس والتكامل .

 ادا نجحت الصحافة الورقية في  تحقيق توسع ملحوظ ونتائج باهرة في دول فان التردي كان مصيرا لها في دول  كالولايات المتحدة على سبيل المثال لا الحصر.

لدا قد نتنبأ بعملية تقسيم الادوار في بلداننا،  فاختلاف الاشكال التفاعلية في الصحافة الرقمية او الالكترونية  ،يعطيها أحقية في خلق السجالات والتفاعل ليعطي للإعلام الجديد غنى ودينامية في هده الاشكال التعبيرية.

البث الحي، مراسلون ،نقطة ساخنة…. (Podcasts) مقاطع يوتوب  المدونات الصوتية

والكتب الصوتية (Audiobooks(

واجتهادات هندسية في القوالب والتقنيات ، في المقابل يصبح الاطلاع على الاخبار مرتبط بالإعلام الاستطرادي  او وسائل الاتصال بالنسيج العالمي للشبكة الدولية للأخبار.

من المستحيل وقف هداه التحولات فمجموعة من الحلول والتقنيات  تفرض تغيرات واشكالا قد توحي بالإبداع والاختزال  ؟

ـ لكن ماهي حدود  التحديات التي يمكن ان تطرحها الثورة الرقمية الجديدة دون ان تحدث خللا في جودة المعلومة ؟

ـ وهل يمكن المحافظة على القيم الانسانية لإنتاج مضمون لا يحصر العنصر البشري في وظيفة المستهلك ؟

د. بوناصر المصطفى : بيان مراكش 

قد يعجبك ايضا

اترك رد