مولاي المصطفى لحضى مراسل صحفي ببيان مراكش
سقط حزب العدالة و التنمية في امتحان بين الشرعية الدينية والواقع المزري للمواطن المغربي في ظل اختيارات لا شعبية ، فقد تسارعت الأحداث وكانت البداية في 2011 ، و هي سنة التموجات الاجتماعية والمظاهرات التي كانت عنوانا بارزا للربيع الديمقراطي ..
كان امل المواطن هو تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والاشتغال على تطوير القطاعات الاجتماعية ؛ فتصدرت العدالة والتنمية المشهد السياسي وابدعت في توجيه رسائل إلى المواطن تحت شعار : محاربة الاستبداد والفساد .. و هما شيئان يؤرقان حياة المواطن في ربوع المملكة ، المواطن الذي خاطبت فيه العدالة والتنمية العاطفة، وغيبت دور العقل، ليتداول الشارع الحزب في أبعاده الدينية والعقائدية، وانتصرت العواطف بدل العقل ؛ علما ان الايديولوجية لا تريد الانتصار للعقل .
تلت المظاهرات عقب ذلك تعديلا دستوريا متقدما، ثم انتخابات حسمت المعركة للعدالة والتنمية التي تبوأت المرتبة الأولى، ليتضح بعد ذلك أن خللا ما في مكان ما بسبب القراءة الخاطئة لشعارات الحزب .
الحزب يحكم وهو من بنى “مجده” بمعارضته لنظم الحكم واعتمد الپوليميك ذاخل قبة البرلمان خاصة وأنه يسائل الحكومة وهو في المعارضة متخطيا الخطوط الحمراء ، مقامرا وهو ينتقد كل شيء بما في ذلك المؤسسات والثوابت.
فاعتمد الحزب معجما لغويا ركز فيه على (باسم الله وما شاء الله و بحول الله …) موجها خطاباته إلى أحزمة الفقر والجوعى والمفقرين . خطاب التقطته الكتلة الناخبة على علة محدوديتها الفكرية و الثقافية ، لان شرائح اجتماعية كثيرة انسحبت من المشهد السياسي تاركة المعترك لمن يؤمن بالحزب قبل الدولة ولمشروع الحزب قبل مشروع الدولة ..
انتصر الواقع البئيس لاديولوجية الحزب وتاثرت به الخريطة السياسية في كل الجهات، ومنها جهة درعة تافيلالت التي كانت سباقة للفوز بثلاتة مقاعد برلمانية ضمن لائحة واحدة …الأمر كذلك بالنسبة للانتخابات الجماعية التي أعطت الحزب رئاسة الجهة . انتظر المواطن تدابير لتنزيل المشاريع ، إلى أن التعثر كان سيد الموقف بسبب تضارب مصالح اللوبيات التي تبحث عن استغلال نفوذها وسلطتها ومعارفها، ليس من أجل المواطن وإنما لتحيين الفرص بعقلية متخلفة ومنحطة يدمي لها القلب وتدمع له العين …البداية مع شراء السيارات رباعية الدفع لاغراء النواب وترويضهم وكذا تعويضات لاسكاتهم وامتيازات تحت مسميات مختلفة.