شددت أجهزة الأمن العراقية، صباح اليوم الأربعاء، من إجراءاتها في مختلف مناطق العاصمة بغداد، وقطعت طرقا حيوية وجسورا مؤدية إلى “ساحة التحرير”، غداة احتجاجات دامية.
وأفادت تقارير اعلامية محلية بأن هذه الإجراءات تتزامن مع تجمع مئات الأشخاص في ساحتي “التحرير” و”الطيران” وسط بغداد، وانطلاق تظاهرة أخرى في منطقتي “الزعفرانية” و”الشعب”، احتجاجا على الفساد وسوء الخدمات.
ومن بين الطرق التي أغلقتها الأجهزة الأمنية، الطريق المؤدي إلى جسري “الجمهورية”، و”السنك” المؤدي إلى ساحتي “الطيران” و”التحرير”.
كما أغلق جسر “الزعفرانية” باتجاه معسكر الرشيد، وتقاطع سوق شلال باتجاه ديالى، وتقاطع منطقتي الشعب والحسينية، وتقاطع البلديات قرب معمل الأسمنت وكرادة مريم.
وأحرق المحتجون إطارات فارغة في بعض مناطق العاصمة، فيما انتشرت قوات الجيش ومكافحة الشغب بشكل واسع في المناطق المحيطة بساحة التحرير.
وأمس الثلاثاء، واجهت الأجهزة الأمنية المتظاهرين بالرصاص الحي، وخراطيم المياه الساخن، وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المحتجين في بغداد ومحافظات أخرى، مما أدى إلى مقتل عدد من المحتجين وإصابة مئات آخرين.
وصباح اليوم الأربعاء، كشف مصدر طبي أن حصيلة تظاهرات بغداد لوحدها، بلغت 4 قتلى وأكثر من 700 إصابة بحالات اختناق وجروح بينهم حالات خطرة، فيما أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، اليوم أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات في جميع المحافظات بلغت قتيلين و265 مصابا، لكن الحكومة تحدثت فقط عن قتيل واحد وإصابة 200 آخرين، بينهم 40 من القوات الأمنية. وموازاة مع ذلك، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس-بلاسخارت، في بيان ” عن قلق المنظمة البالغ إزاء العنف الذي رافق بعض المظاهرات في بغداد ومحافظات أ خرى”، داعية إلى “التهدئة”.
وأكدت ان “لكل فرد الحق في التحدث بحرية بما يتماشى مع القانون”، مطالبة القوات الأمنية بـ”ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات لضمان سلامة المتظاهرين السلميين مع الحفاظ على القانون والنظام وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.