المؤتمر الوطني الخامس للنهوض باللغة العربية يفتح النقاش حول الخيارات اللغوية بالمغرب وتطوير النموذج التنموي

0 482

انطلقت اليوم الجمعة بالرباط، أشغال المؤتمر الوطني للنهوض باللغة العربية الذي يخصص محطته الخامسة لمناقشة الخيارات اللغوية بالمغرب وتطوير النموذج التنموي .

وسيتناول المشاركون في المؤتمر الذي ينظم تحت شعار “نحو استراتيجية وطنية للنهوض باللغة العربية”، الموضوع الرئيسي من خلال ثلاث جلسات رئيسية تنكب على بحث ومناقشة ” الخيارات اللغوية ودورها في إرساء النموذج التنموي وتطويره” و”تعليم اللغة العربية والتنمية الثقافية والاجتماعية” و” العدالة الاجتماعية والنموذج التنموي”.

وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أكد رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني أن النهوض باللغة العربية، التي تعزز موقعها بعد تبني دستور 2011 إلى جانب الأمازيغية، مازال يحتاج إلى “جهود الجميع” لإعطائها المكانة التي تستحقها.

وأبرز السيد العثماني أن اللغة العربية كانت دوما رافعة للعلوم والفكر والأدب، وأنها لن تعجز اليوم عن مواصلة أداء هذا الدور، باعتبار أن اللغات لا تحيا وتموت لذاتها وإنما بعلاقة مع “وضع أصحابها ومدى استعمالها وتوظيفها في كل ما يخصهم”. من جانبه قال وزير الثقافة والاتصال، السيد محمد الأعرج، إن هذا المؤتمر يجسد الانخراط الوطني في المسار المرتكز على تكريم المواطن المغربي في هويته اللغوية والثقافية باعتبار أن التكريم والمواطنة يأتيان في مقدمة المرتكزات الضرورية للتنمية.

وأضاف السيد الأعرج، أن النهوض باللغة يتطلب اشتغالا أكاديميا مكثفا عليها وهو ما يساعد في تهيئة اللغات لجعلها أكثر قدرة على أداء وظائفها من جهة وفي توفير عناصر الاشتغال الواعي على انسجام السياسة اللغوية والثقافية الوطنية من جهة أخرى.

وفي كلمة ألقيت بالنيابة عنه أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري، أن مكانة اللغة العربية في السياسة اللغوية الوطنية رهينة بمدى حرص أهلها والقائمين عليها من مجالس تشريعية ومؤسسات دستورية ومؤسسات تربوية وثقافية وعلمية، على التمكين لها حتى تنهض بدورها في دعم التنمية الشاملة المستدامة.

وأوضح السيد التويجري أن التمكين الحقيقي للغة العربية حتى تنهض بأدوارها التنموية الشاملة يتطلب بالضرورة إغناء اللغة وتجديد مضامينها والارتقاء بها لتؤدي دورها في الحياة العامة وتصبح لغة المعرفة والعلم والابتكار والابداع، مشيرا إلى أن من ضروريات العناية باللغة العربية تطوير مناهج تعليمها ووسائله في مختلف المستويات وفتح المجال أمامها لفرض مكانتها.

وبالنسبة للأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيد محمد الصبار، فإن أي خيار لغوي ينفي أو لا يتماشى مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان ولا يصون كرامة الإنسان يبقى خيارا ضد المسار الديمقراطي والتنموي الذي دشن مسلسله بالتطورات التي همت حقوق المرأة والمساواة والعدالة وتخليق الحياة العامة.

وأبرز السيد الصبار في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، أن اللجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية قدمت ملاحظاتها أثناء مناقشة التقرير الرابع المقدم أمامها من طرف الدولة حيث أكدت أن تمتع الجميع بالثقافة والعلوم لا يزال يتطلب بذل الكثير من الجهود، داعيا إلى بلورة نموذج تنموي مرتبط بهوية وطنية تأخد بعين الاعتبار دور اللغة في بناء الذات وتنشئتها وكذلك في إنتاج المعرفة.

و أكد السيد عبد الفتاح الحجمري، مدير مكتب تنسيق التعريب بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، أن المنظمة العربية تسعى عبر مختلف برامجها إلى توطيد العلاقة السليمة لمواطني سائر الأقطار العربية مع لغتهم بهدف دعم وتحقيق تنشئة لغوية تسهم في تثمين اللغة العربية اجتماعيا وعلميا.

وسجل أن اللغة العربية تعد رافعة أساسية لانتاج المعرفة وتجديدها حيث أن استعمال اللغة الوطنية عبر تعميم المعرفة بين مختلف مكونات المجتمع يعد الحجر الأساس في البناء التنموي بمفهومه الشامل، معتبرا أن الخيارات اللغوية وتطوير النموذج التنموي موضوع في غاية العمق والغنى لأنه يتعلق بمجال بحث تتقاطع ضمنه متطلبات السوق والعلم والاقتصاد والفكر.

وقال رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، السيد فؤاد بوعلي، إن اختيار النموذج التنموي المغربي موضوعا للتفكير والتدوال ينبع أولا من قناعة الائتلاف بضرورة تقديم تصور بشأن النقاش الجاري حول الصيغة التنموية المنشودة للمملكة، تنزيلا للخطاب الملكي الذي أكد على ضرورة إشراك كل الكفاءات الوطنية والفعاليات الجادة وجميع القوى الحية للأمة.

وسجل السيد بوعلي، أن الائتلاف تبنى منذ إنشائه من أجل اللغة العربية سياسة ثابتة في تنظيم مؤتمره السنوي تتمثل في جمعه بين الوظيفتين الترافعية والعلمية، مبرزا أن المؤتمر الوطني للغة العربية “محطة يجتمع فيها أبناء الوطن بكل أطيافهم السياسية والإيديولوجية والإقليمية والعلمية”.

وقد تم عقب افتتاح المؤتمر تكريم كل من السيد شكري البكري(عن برنامج حدائق التراث العربي) ، والسيد أحمد عزيز بوصفيحة ( مجلة التواصل الصحي)، والسيدة سميرة القادري( سوبرانو بالفصيح العربي). ج/ر/لب

قد يعجبك ايضا

اترك رد