المركز الاستشفائي الجامعي بفاس: إنجازات طبية تعيد الحياة للصحة

0 2٬332

بعيدا عن الصخب الخارجي والاكتظاظ، وما تلخصه في بعض الأحيان مشاهد قد تبدو “سريالية” لمصالح المستعجلات، تبقى قدسية الجسم البشري، وروح الممارسة الطبية حاضرة كل يوم في المستشفيات الجامعية المغربية.

وبغض النظر عن المشاكل التي يعاني منها قطاع الصحة والتي لا يتهرب منها المسؤولون والمهنيون، ثمة حقيقة أخرى ، ساطعة هذه المرة ، وإن كان لا يتم التركيز عليها بما فيه الكفاية.

إحدى صورها تتجلى في المركز الاستشفائي الجامعي (الحسن الثاني) بفاس والذي خلف أبواب غرفه الجراحية ، ذات الألوان الباهتة والباردة ، يعمل مهنيو الصحة ، بدون كلل ، من أجل استعادة معنى الحياة، وإنقاذ الآلاف من المرضى وإعادة الأمل لهم.

فمن ال24 ألف و210 عملية جراحية التي أجريت في العام 2017 بهذا المركز الاستشفائي، مكنت التدخلات الطبية البارعة من إنقاذ العديد من الأرواح والتخفيف من آلآم آلاف المرضى القادمين من فاس والمناطق المجاورة والذين كانوا الى وقت قريب يستسلمون لمصابهم، أمام حدة الأمراض الخطيرة التي يعانون منها وكلفتها الباهضة.

وبفضل التجهيزات التقنية والمعدات الحديثة التي يتوفر عليها هذا المركز والتي تخصص لها سنويا ميزانية من ملايين الدراهم، ولكن بشكل خاص لجهود جراحين وأطباء في مختلف التخصصات الدقيقة والذين يعدون في الواقع “فنانين بمعاطف بيضاء”، أجريت عمليات معقدة للغاية بهذا المركب الطبي الجامعي تكللت بالنجاح.

عمليات جراحية لا تجري سوى بفاس

قبل بضعة أسابيع، تم إجراء عملية زرع جزء من الكبد من متبرع حي لطفل عمره أربع سنوات مصاب برتق القناة الصفراوية. وكانت الأولى من نوعها في المستشفى الجامعي لفاس، والذي شهد في السابق إجراء العشرات من عمليات جراحة القلب والأوعية الدموية للأطفال الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية المعقدة، وعمليات للقسطرة وأخرى لزرع القرنية للمرضى المكفوفين.

عمليات أخرى بنفس القدر من التعقيد، كانت تتم في الماضي فقط في المستشفيات الجامعية بالرباط والدار البيضاء، أو حتى في الخارج، أصبحت ممكنة الآن في المستشفى الجامعي بفاس.

بل إنه يتم حاليا إجراء بعض العمليات الجراحية على الصعيد الوطني فقط في فاس. ويتعلق الأمر بتلك المتعقلة بإزالة الحصى من الشرايين الدموية والأوعية، وجراحة شلل الضفيرة العضدية التي تحدث بالمرفق وغالبا ما تكون نتاج عملية ولادة غير سليمة (إنعاش تمدد الرسغ أو ثني المرفق)، وإطالة الأطراف السفلية، وجراحة الورك والركبة الاصطناعية، وجراحة تمديد الجلد والتي تتيح علاج بعض حالات نقص أو ضياع الأنسجة، أو التدخلات الطبية والجراحية لفائدة المرضى الذين يعانون من سرطان الخلايا الأساسية أو تصلب الجلد في أطراف حساسة مثل الجفن، والشفة المشقوقة ، وجراحة الفك السفلي.

ويؤكد المسؤولون عن المؤسسة وعيهم التام بالإكراهات اليومية التي يواجهها المستشفى الجامعي، لكنهم يرفضون أن يغطي ذلك على العمل الجبار للطاقم الطبي. “فالإنجاز الطبي ليس عملا طبيا تافها”.

ويقول خالد آيت الطالب مدير المركز الاستشفائي بفاس ورئيس مصلحة ”الجراحة الباطنية أ“، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إنه إذا كان المركز قد حقق إنجازات طبية هائلة على مدار السنوات الماضية، فإن ذلك بالخصوص بفضل استغلال التجهيزات التقنية عالية الدقة التي يتوفر عليها، والخبرة والمهارة التي راكمتها أطقمه الطبية وشبه الطبية على مر السنين.

ويضيف آيت الطالب وهو أيضا رئيس رابطة المراكز الاستشفائية الجامعية بالمغرب أنه تم تنفيذ العديد من المبادرات ما مكن من توسيع حجم التدخلات الجراحية المعقدة التي أصبح حاليا ممكنا القيام بها بفاس.

قد يعجبك ايضا

اترك رد