المطبخ المغربي يحتل مكانة مرموقة في العالم بفضل تميز نكهاته وسحر مكوناته ( مشاركون في مهرجان للذواقة)

0 824

أكد طهاة مرموقون وخبراء ومتخصصون في فنون الطبخ والمائدة على أهمية المكانة التي يحتلها المطبخ المغربي في العالم كفن عريق وأصيل يأسر بأطباقه ومأكولاته عشاق الذواقة في العالم لتميز نكهاته وسحر مكوناته وكذا طرق التحضير والتقديم التي تختزل كلها قرونا من الخبرة والدراية في مجال فن العيش بالمغرب .

وشكل المهرجان الدولي ل ” دبلوماسية المائدة ” في دورته الثانية الذي احتضنته ( ماسبالوماس ) بجزيرة كناريا الكبرى واختتم نهاية الأسبوع مناسبة للطهاة المهرة الذين وفدوا من مجموعة من الدول إلى جانب متخصصين وخبراء في فنون المائدة وممثلي المجتمع المدني للاحتفاء بفن الطبخ المغربي باعتباره يحتل مكانة بارزة ومتميزة على قائمة الذواقة العالمية .

وقال كريستيان تيتيدوا كبير الطهاة الفرنسيين ورئيسهم إن الطبخ بصفة عامة يساعد بشكل ملائم على الحوار والنقاش والتبادل والتلاقح بين الثقافات والشعوب مؤكدا معرفته العميقة بغنى وتنوع المطبخ المغربي وكذا بعادات وتقاليد المملكة التي زارها لأول مرة سنة 1979 ” وانبهرت بنكهات المطبخ المغربي وبسحره وكذا بالبهارات والتوابل التي تستخدم في إعداده ” .

وأضاف تيتيدوا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المطبخ في العمق ” يختزل التاريخ كما أنه يحمل مجموعة من الرسائل إلى جانب مساهمته في تمكين الشعوب من التواصل ” مشيرا إلى أنه بصدد الإعداد هو ومجموعة من الطهاة المغاربة والأجانب لإصدار مؤلف يجمع بين دفتيه جميع مكونات المطبخ المغربي من أطباق ومأكولات ووصفات خاصة القديمة منها التي تعكس مختلف التأثيرات الثقافية والفكرية للحضارات التي تعاقبت على المملكة منذ قرون طويلة .

وأوضح كبير الطهاة الفرنسيين الذي سبق له أن شارك في مهرجان ” دبلوماسية المائدة ” بفاس، والذي ستنظم دورته الثالثة في الأسابيع المقبلة، أنه يخطط بمعية مجموعة من الطهاة المهرة من المغرب والخارج إلى القيام بجولة تشمل مختلف الجبال والقرى من أجل استكشاف فن الطبخ المحلي والخبرة التي راكمها أهل هذه المناطق في فنون الطبخ وأسرار المائدة وآدابها وتضمين كل ذلك في كتاب حول فن الذواقة وبالتالي المساهمة في الجهود المبذولة للحفاظ على هذا الموروث الحضاري والثقافي وضمان استمراريته .

وأشار إلى أن المطبخ المغربي ” هو متنوع ومتميز بنكهاته وطرق إعداده وغنى مكوناته ومن المهم العمل على تدوينه والتعريف بوصفاته مع تحديث بعض عناصره لإرضاء جميع الأذواق .

ومن جهته أكد المغربي رشيد مفتوح الخبير في فنون الطبخ على أهمية تنظيم مثل هذه التظاهرات الدولية التي تحتفي بفن الطبخ المغربي باعتبارها تشكل مناسبة لتبادل التجارب والخبرات في فنون الذواقة مع المتخصصين الإسبان وغيرهم من الطهاة مشيرا إلى أن ” الأهم بالنسبة لنا كمغاربة هو الحضور والمساهمة في هذا الاحتفال بأسرار المائدة المغربية ومواكبة التطور الذي يعرفه فن الطبخ بمنطقة البحر الأبيض المتوسط إلى جانب العمل على إشعاع فن العيش المغربي الذي يعد المطبخ أحد مكوناته الرئيسية ” .

وبدورها أكدت فلورنس غروميوكس المستشارة الفرنسية في فنون الطبخ وصاحبة عدة كتابات ومقالات في الموضوع على أهمية الشهرة الكبيرة والواسعة التي يحظى بها المطبخ المغربي في جميع أنحاء العالم مضيفة أنها من خلال زيارتها لمختلف مناطق المغرب من أجل استكشاف وتذوق الأطباق والمأكولات المتنوعة والمبهرة في غالبها أضحت تعتبر نفسها مغربية .

أما لطفي عرباوي رئيس جمعية أفراد الجالية المغربية المقيمين في الدول الاسكندنافية فأوضح من جانبه أن مشاركته في هذا الحدث الثقافي الدولي ” هي واجب وطني اتجاه المطبخ المغربي الذي له إشعاع دولي كبير ويشرف المغرب والمغاربة إضافة إلى أنني أنتمي لجهة الشرق التي يحتفي المهرجان بعاداتها وتقاليدها في فن الطبخ ” .

كما أشاد عبد القادر الزروري بطل العالم في التيكواندو ( 2005 ) وبطل إفريقيا والعالم العربي أربع مرات بهذه المبادرة التي تساهم في التعريف بفن الطبخ المغربي وإشعاع ثقافة التعدد والتنوع التي تميز المملكة مؤكدا على ضرورة مضاعفة مثل هذه التظاهرات خاصة بالخارج للاحتفاء بالمائدة المغربية وتاريخها العريق وموروثها الحضاري .

وتوج هذا الحدث الدولي بتنظيم حفل للتذوق تميز بتقديم أطباق ومأكولات من إعداد طهاة مغاربة أبهرت الحضور بمكوناتها وطرق إعدادها والتي تناولها ضيوف المهرجان من المغاربة والإسبان على نغمات الموسيقى الأندلسية التي برع في أدائها أعضاء فرقة الفنان جلال شقارة .

واستهدفت الدورة الثانية لمهرجان ” دبلوماسية المائدة ” التي نظمت بمدينة ماسبالوماس ( جزر الكناري ) تحت شعار ” فن الطبخ المغربي .. ألف نكهة ونكهة ” تسليط الضوء على ثراء موروث فن الطبخ بالمملكة المغربية باعتباره كان ولا يزال ناقلا حقيقيا للتبادل الثقافي والترويج السياحي لوجهة المغرب في العالم .

كما سعى هذا الحدث الثقافي والفني الذي يحتفي بالتقاليد العريقة لفن الطبخ المغربي وبآداب وخصوصيات المائدة وتذوق الطعام إلى تعريف الجمهور بجزر الكناري وكذا السياح الذين يفدون على الأرخبيل بموروث متميز بغناه وتنوعه وعراقته باعتباره مكونا من مكونات الحضارة المغربية التي ظلت منفتحة على مختلف التأثيرات ونكهات الثقافات الأخرى كما حافظت على دينامية متجددة وخلاقة .

وعرفت الدورة الثانية لهذه التظاهرة الثقافية والفنية مشاركة طباخين مرموقين من المغرب ومن بعض الدول الأخرى الذين عملوا على تقاسم الخبرات والتجارب التي راكمها المطبخ المغربي كأحد الروافد الأساسية في الثقافة والحضارة المغربية العريقة التي تمتد لآلاف السنين .

وحظيت منطقة الشرق المغربي بعاداتها وتقاليدها في فن الطبخ بتكريم خاص خلال هذا الحدث الثقافي والفني الذي نظم بشراكة وتعاون مع عدة شركاء من إسبانيا والمغرب خاصة وأن هذه المنطقة عرفت بتنوع أطباقها وغنى موروثها الحضاري في مجال الطبخ الذي يستمد خصوصيته من الحضارات التي تعاقبت على المنطقة وكذا من التقاليد المحلية العريقة التي جاءت كخلاصة لمختلف التأثيرات البربرية والأندلسية والعربية واليهودية واستطاعت أن تطور فن العيش بمختلف تعبيراته ومنها المطبخ وتحضير المائدة .

قد يعجبك ايضا

اترك رد