” المعذبون في الأرض “.

0 273

بقلم: هشام الدكاني

ليست المشكلة في الفقر أو نقص في المال.. بل كل المشكلة فيما ينتج عن ذلك من تغيير في الأفكار والأعمال…
فأسوء من الفقر ، ٱنعدام ثقة الفقير بالمجتمع ، وفقدان ٱحترامه لمبادىء التعايش ، مما ينتج عنه التعدي على ممتلكات الغير نصبا أونهبا وحتى غصبا!
نتيجة لذلك ، يصاب الشخص الفقير في غالب الأحيان بالإكتئاب وفقدان الرغبة في الحياة ، وهذا ينتج عنه البحث عن المهالك والإنخراط في عالم الظلام لكسب المال حتى وإن كان قذرا.
فالأبواب التي تغلق في وجه الفقير ليست نفسها التي تغلق على الأغنياء لقضاء حوائجهم في راحة وهدوء وسكينة.. مما يترتب عليه تآكل قيم المساواة والنزاهة والكفاح ، مقابل تغول قيم المحسوبية والوساطة والمجاملة.. التي تفتح في وجوه( البعض من الكل!) حتى ولو كان ذويها بلا عقل أو مواهب..!
لكن ، أسوء مافي الأمر هو ٱنشغال الفقير بتحصيل المال من أجل (العيش طبعا) وإن كان هذا العيش لايرقى للمستوى البسيط حتى! ، سواء في التعليم أو التحصيل أو الصحة…


وإن قدر له ذلك ، فلن يكون له نصيب في الأخير سوى أسمائها التي تبقى مرهونة على جذرانها الامعة من الخارج مصداقا للمثل المغربي الشعبي المعروف (المزوق من برا ، أشخبارك من الداخل) ، ولن يحصل منها سوى الضغوطات والمشاق الجمة والبرامج التي أكل عليها الدهر وشرب..!
موازاة مع ذلك ، وبعد سنوات من العذاب المادي والمعنوي ، سيصعب الوصول إلى مناصب السيادة ومراتب القيادة.. بحجج واهية على رأسها «المستوى الإجتماعي» ، لتبقى أغلب وأحسن المناصب للأغنياء وأبناء الذوات…
لنجد بعد ذلك القانون يطبق بحذافره على الفقير ، في حين يبقى سلس جدا مع الغني!!!
لكن ، هناك أسوء من الفقر ، ألا وهو الفساد الناتج عن تكدس المال والثراء لفئات معينة دون الأخرى ، ليصبح بذلك المال دولة بين الأغنياء!!!
لذلك لانستغرب مقولة سيدنا ” عمر بن الخطاب” رضي الله عنه حين قال:
« لوكان الفقر رجلا لقتلته ».

قد يعجبك ايضا

اترك رد