يشارك المغرب كضيف شرف في الدورة 36 لمعرض الابتكار في الصناعات التقليدية، الذي افتتح اليوم الجمعة، في قصر المعارض بالكرم (ضاحية تونس العاصمة).
ويمثل المغرب في هذه التظاهرة التي تنعقد إلى غاية 31 مارس الجاري تحت شعار “صنعة قديمة بروح جديدة”، صناع تقليديون من مختلف جهات المملكة يعبرون من خلال منتجاتهم عن مهارة وغنى تراث الثقافة المغربية.
وتقدم المشاركة المغربية التي تنظمها وزارة السياحة و النقل الجوي و الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، ومؤسسة دار الصانع، نظرة شاملة عن مهن الصناعة التقليدية في مختلف جهات المملكة، على غرار الخزف والنقش على الخشب وصناعة الحلي.
وقال المدير العام لمؤسسة دار الصانع السيد عبد الله العدناني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المشاركة المغربية في معرض الابتكار في الصناعات التقليدية بتونس، تأتي في إطار اتفاقية التوأمة بين مؤسسة دار الصانع والديوان الوطني للصناعة التقليدية بتونس، التي تهدف إلى تشجيع قطاع الصناعة التقليدية على الصعيد الوطني والدولي.
وذكر بأن هذه الاتفاقية تهدف بالخصوص إلى تبادل الخبرات بين الصناع التقليديين المغاربة والتونسيين في مجال التسويق والتكوين والإبداع في فنون الصناعة التقليدية.
وأضاف أن المغرب يشارك كضيف شرف في هذا المعرض العريق الذي ينظم هذه السنة دورته السادسة والثلاثين، من خلال رواق مؤسساتي يضم عددا من الصناع التقليديين، مشيرا إلى أن المعرض يزخر بالإبداع ويعرض مهارات الصناع التقليديين وخصوصا الشباب لتشجيعهم في هذا المجال لخلق قيمة مضافة في قطاع الصناعة التقليدية.
وأبرز أن القيمة المضافة لمشاركة المغرب في مثل هذه التظاهرات تتمثل في “كسب التجربة بالنسبة للصناع التقليديين واستكشاف بعض التقنيات والخبرات لدى الصناع التقليديين سواء في مجال التصاميم أو تقنيات البيع أو الترويج لمنتجات الصناعة التقليدية”.
وقال رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس السيد عبد المالك البوطيين من جهته إن مشاركة الغرفة في هذه التظاهرة تأتي في إطار الاتفاقية الموقعة مع ديوان الصناعة التقليدية في تونس.
وأشار إلى أن الصناع التقليديين التونسيين قاموا بزيارة للمغرب وعبروا عن إعجابهم بالحرف اليدوية التقليدية المغربية وطلبوا الاستفادة من الخبرة المغربية في مجال الصناعة التقليدية وخاصة في جهة فاس مكناس التي تعتبر مدرسة كبيرة بالنسبة للصناع التقليديين لما تتوفر عليه من طاقة وقدرات بشرية وإبداعية.
وعبر فوزي بن حليمة المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية بتونس، عن اقتناعه بأن هذه الدورة الجديدة للمعرض التي افتتحها رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ستكون دورة كل الأرقام القياسية وكل الآمال.
وأشار إلى أن أكثر من 1500 صانع تقليدي أتوا من مختلف أنحاء تونس للمشاركة في هذه التظاهرة، للتأكيد على حيوية الجهات وغنى التراث التونسي، مضيفا أن المعرض يشكل أيضا فرصة بالنسبة لأصحاب المهارات من الشباب للتألق في المسابقات وجوائز الإبداع خلال أيام المعرض.
ويشكل هذا المعرض السنوي منذ 1982، فرصة بالنسبة لمئات الحرفيين للتعبير عن حضورهم في أحد أهم معارض بيع منتجات الصناعة التقليدية والحرف اليدوية في تونس.
وعلى مساحته التي تمتد على 25000 متر مربع، يقدم الصناع التقليديون في حرف الخشب والزجاج والنسيج والجلود والخزف والفسيفساء وصناعة الحلي والأواني المعدنية وغيرها للزوار منتجات يدوية فريدة، صنعت بمهارات توارثها الصناع أبا عن جد.
ويقدم معرض الابتكار في الصناعات التقليدية بتونس أيضا منتجات مبتكرة، وأجنحة موضوعاتية من قبيل المساحات التجارية، ومسابقات الإبداع، وفن التصميم الحرفي.