شدت مسرحية “إسترا” لمخرجها، محمد آيت سي عدي، اليوم الأربعاء بتطوان، بقيم المحبة والإخاء والتراحم والسلم والتسامح ونبذ كل أشكال العنف والكراهية بين بني الجلدة الواحدة.
وتصور المسرحية، المعروضة في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح، محطات توحي بالحس الإنساني والتضامني بين الغرباء الذين لا تربطهم ببعضهم صلة أو صداقة أو معرفة سابقة.
وقال مخرج المسرحية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش العرض، “حاولنا من خلال هذا العمل تبليغ رسالة الكاتب الإسباني فرنالدو اربال، مؤلف النص الأصلي الذي هو بعنوان “بيك نيك”، والتي تتمثل في رفض الحرب الأهلية التي عرفهتا بلاده في ثمانينات القرن الماضي”، موضحا أنه حاول تبليغ هذه الرسالة لكن بلغة أمازيغية.
وأكد المخرج أن مسرحية “إسترا” تتوخى بالأساس إشاعة ثقافة المحبة والإخاء والتراحم والتسامح، مشيرا إلا أنه عمل على تقديم عرض مسرحي متكامل يجمع بين الصوت والصورة والإبداع ويحمل بصمة خاصة تنبذ الحرب والكراهية والعداء.
وينطلق العرض المسرحي بدخول إحدى الشخصيات، وهو جندي شاب، مرابط في خندقه، يحمل بندقية وبعض الأدوات الحربية، ثم يغرق في بحر من الذكريات والشوق والحنين لأهله وذويه.
وفي فوضى حواسه تلك، ما بين الحنين إلى أهله وبيته والاستماتة في أداء واجبه، يتفاجأ الجندي بزيارة والديه اللذان قررا بكل بساطة زيارته في خندقه وقضاء يوم للنزهة برفقته.
جندي عدو يقع أسيرا لدى العائلة، ليتحول بعد ذلك إلى ضيف يشاركها نزهتها ومأكلها وملبسها. الغارات لا تتوقف، لكن العائلة وضيفها مستمرون في نزهتهم وحديثهم الودي عن الحرب وصلتهم بها.
وفي نهاية المطاف، يصل الجميع إلى حل لإيقاف تلك الحرب الطاحنة وذاك النزيف الدموي، لينتهي العرض باحتفالات ورقص وغناء موحد، يعلن نهاية العدوان وظهور بوادر الأمن والسلم والسلام.
وتتنافس على جوائز الدورة ال 20 للمهرجان الوطني للمسرح، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 14 من دجنبر الجاري، 12 مسرحية من تطوان والرباط والحسيمة وأكادير والمحمدية والدار البيضاء والداخلة ومراكش والعيون والقنيطرة.
ويتعلق الأمر ب “بريسا” لعلي البوهالي و”بيلماون” لأمين غوادة و”إيتسوض عاوذ” و”أسترا” لمحمد آيت سي عدي و”نجمة” لأمين غوادة، و”أفرزيز” لبوسرحان الزيتوني ، فضلا عن مسرحية “العلوة” لمحمد الحر، و”الخالفة” لأمين ناسور، و”صباح ومسا” لعبد الجبار خمران و”لمبروك” لأمين ناسور و”حاسي بلا كعر” لهشام ابن عبد الوهاب، و”نسيان” لمسعود بوحسين.