امحمـــد الإفرانــــي الذاكرة المنسية.. !للكاتب والقصاص لحسن بزا

0 464

قادني القدر إليه ومعي زملائي حين مالت الشمس إلى الغروب وهي تطوي سجل نهارها.

بين تلك الجبال، جبال الأطلس المتوسط الشامخة حيث ولدت زاوية افران،شلال شاهق يتدفق ماؤه عذبا زلالا، هواء نقي بارد، صمت دافئ ينبعث من جمال وروعة الطبيعة، لوحة أزلية أبدعها الخالق فأحسن صنعها.

ارتقينا صفح الجبل بعد أن أرهقتنا صعوبة المسلك المليئة بالحفر والأحجار، خفت عطب السيارتين أو زعق إحدى عجلاتهما.

تقدم إلينا الوجه البشوش والمرح في ابتسامته، عناق حار وحميمي، قلبه ينبض فرحا بتلك الزيارة المفاجئة، أغدقت عليه المجموعة بما جادت به أيديهم، تقدم أمامنا امحمد الإفراني وأبناؤه الأربعة نحو مسكنه وسط الغابة، استشاط عقلي وقلبي غضبا لفنان مبدع حافظ على أصالة الأغنية الأمازيغية، صور التعاسة والشقاء تكسو الغرف الحقيرة المبنية بالحجارة والطين وسط هذه الأدغال التي تنعدم فيها ابسط شروط الحياة، لا ماء ولا كهرباء، امحمد الإفراني يبدو من فرائس وجهه أنه نبيل الأخلاق، تجري في عروقه العصامية، لحام وصانع التحف التقليدية، فنان مبدع يتقن الضرب على آلة العود، فلسفته في الحياة الإيمان بالقضاء والقدر، يكابد من أجل قوت أبنائه وزوجته. خانته الأيام وقدفت به في هذا المنفى .

إلى كل عشاق محمد الإفراني وإلى الغيورين على الأغنية الأمازيغية الأصيلة أن يخلعوا عنهم كساء اللامبالاة وإلى إنقاذ هذا الفنان العظيم من براثن الفقر والتعاسة . فيد المساعدة مطلوبة منا بغية إسعاد الآخرين، فوضعيته مقلقة وغير مريحة، لذا مزيدا من تظافر الجهود لتحسين وضعيته خاصة وأن فصل الشتاء على الأبواب.

فهذا الرجل العظيم لا يحق لنا أن نتوارى عنه، فمن واجبنا أن نعيد له الأمل.

لومي وعتابي للإذاعة والتلفزة المغربيتين خاصة قسم الأمازيغية التي تخلت عن هذا الفنان الذي حافظ على أصالة الأغنية الأمازيغية من الشوائب.

تمنينا حضوره في مهرجان املشيل الأخير فهو الأجدر بذلك، إلا أن الإقصاء والتهميش هما لغة اليوم، كفانا ظلما وقهرا للمستضعفين في الأرض،أم أن سعادتنا في شقاء وتعاسة الآخرين.. !

الكاتب : لحسن بزا

لمن يهمه الأمر :

اسم الفنان : محمد سجيد الملقب بمحمد الإفراني

الهاتف : 0618457265

العنوان : زاوية إفران جماعة سوق الأحد إقليم إفران

قد يعجبك ايضا

اترك رد