انطلقت اليوم ،الأربعاء، بمقر السجن المحلي أيت ملول 2 أشغال الدورة الخامسة لتظاهرة “الجامعة بالسجون “( الجامعة الخريفية ) المنظمة على مدى يومين من طرف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ، تحت شعار “تقوية القدرات الابداعية للسجناء ، رافعة للإدماج “.
وتعرف هذه التظاهرة تنظيم مجموعة من الندوات والأنشطة المتنوعة التي تجمع بين ما هو ثقافي وتربوي وترفيهي وتوعوي وإبداعي ، وذلك بمشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين والمثقفين والفنانين والفاعلين في المجال الجمعوي والحقوقي ، وخبراء مغاربة وأجانب في مجال إعادة إدماج السجناء ، فضلا عن مشاركة أزيد من مائتي سجين.
وفي كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة أكد وزير الثقافة والاتصال ، السيد محمد الأعرج ، أن تنظيم تظاهرة “الجامعة في السجون ” يجسد ، إلى جانب برامج أخرى أطلقتها المندوبية العامة وبعض المؤسسات الأخرى ، عزم المغرب الأكيد على المضي بعيدا في ما يتعلق بتأطير وتكوين السجناء ، إلى جانب مواكبة إدماجهم الفعلي في المجتمع بعد قضاء عقوباتهم التأديبية ، معربا عن استعداد الوزارة للاستمرار في دعم هذا المسار وتوسيع آفاق التعاون بخصوصه مع كل من المندوبية العامة ، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.
ولاحظ الوزير أن التجربة المغربية في مجال إصلاح السلوكات الانحرافية وإعادة إدماج السجناء حققت مكاسب إيجابية جديرة بأن تحظى بالتقدير والاعتزاز ، لاسيما وأنها مكنت العديد من السجناء من الحصول على مهارات مهنية ، كما أفادت الكثيرين منهم من القطع مع السلوكات الانحرافية وإعادة بناء شخصياتهم ، حيث أشار في هذا السياق إلى بعض المبادرات التي ساهمت من خلالها وزارة الثقافة ، إلى جانب مؤسسات وطنية أخرى ، في بلوغ هذه الأهداف ومن ضمنها على سبيل المثال لا الحصر إحداث 32 مكتبة ، موعزة على مجموعة من مؤسسات السجنية في 9 جهات عبر تراب المملكة.
ومن جهته ، سجل المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج ، السيد محمد صالح التامك ، التجاوب والتفاعل المنقطع النظير للسجناء مع الأنشطة المنظمة في إطار “الجامعة في السجون “، مبرزا أن دورة هذه السنة للجامعة تشكل جيلا جديدا من البرامج التأهيلية التي من شأنها أن تمكن السجناء من التفاعل مع المستجدات اليومية ، وتجسيد هذا التجاوب من خلال عطاءاتهم الوجدانية والفكرية والإبداعية وغيرها.
وأكد السيد التامك أن المندوبية العامة جعلت من إبداعات النزلاء إحدى استراتيجيات عملها لتشجيعهم على الخلق والإبداع ، حيث سنت في هذا الإطار العديد من المسابقات ، كما أصدرت أعمالا إبداعية ، وأطلقت برنامج “فرصة وإبداع” بشراكة مع المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل ، والوزارة الوصية على قطاع الصناعات التقليدية ، إضافة إلى تنظيم تظاهرة “المقاهي الثقافية ” التي تجمع النزلاء بالمثقفين والمبدعين ، يضاف إلى ذلك المبادرات التي انفتحت من خلالها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج على بعض التجارب الدولية في هذا المجال ./ … يتبع/